"جاء العالم في عشرينيات القرن الماضي إلى السعودية من أجل النفط، والآن سيأتي العالم في عشرينيات القرن الماضي للسياحة.. السياحة هي النفط الجديد".

بهذه الكلمات تحدث تقرير لموقع "هوتلير ميدل إيست"، حول تسخير السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، قوتها الاستثمارية الهائلة لبناء اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة خلال السنوات الأخيرة التي تبعت إطلاق "رؤية 2030".

وتخطط السعودية لأن تكون بين أكثر مناطق العالم جذباً للسياح بحلول 2030، مع استقبال 100 مليون زائر سنوياً، كجزء من رؤية 2030.

وتم تحديد الرقم لأول مرة في عام 2016، عندما تم الإعلان عن الرؤية لأول مرة.

وفي عام 2022، استقبلت المملكة 77 مليون مسافر محلي و16.5 مليون مسافر دولي، بزيادة تصل إلى 93.5 مليون.

في المقابل، استقبلت دبي، الرائدة في مجال السياحة في المنطقة منذ فترة طويلة، 14.5 مليون زائر دولي في عام 2022.

ووفق الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين، فإن المملكة استقبلت 8 ملايين في الربع الأول من 2023، ما مثل ضعف التوقعات.

وأضاف أن عدد زيارات العمرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي بلغ 4 ملايين و100 ألف زائر.

وأوضح حميد الدين أن "هناك 42 ألف غرفة فندقية تحت الإنشاء حالياً في السعودية، مع توقعات بـ700 ألف غرفة بنهاية 2030".

نظرًا للوصول إلى 100 مليون قبل 8 سنوات تقريبًا من الموعد المحدد، قال حميد الدين، إن الهدف سيرتفع.

وأضاف للصحفيين في سوق السفر العربي: "الهدف منخفض للغاية الآن وسيزداد مستقبلا".

وتحدث حميد الدين عن السياحة الداخلية التي قال إنها دائمًا جزءًا من هذا الهدف، وقال: "الجماهير المحلية قبل بضع سنوات، لم تكن تدرك أن لديها كل هذا على عتبة بابها".

وأضاف: "اعتادوا التركيز على جدة والرياض، ولكن الناس الآن أكثر ميلاً إلى المغامرة.. سيحدث ذلك أيضًا مع الزوار الدوليين".

وتابع حميد الدين "أود أن تأتي 60% من السياحة من الزيارات الدولية".

ووفق التقرير، تخطط السعودية لتوسيع كبير في قطاع الضيافة، والذي سيضيف ما يصل إلى 315000 غرفة فندقية بحلول عام 2030، وفقًا لتقارير صادرة عن شركة الاستشارات العقارية العالمية.

وينقل عن "نايت فرانك"، هي شركة عالمية معتمدة من قبل كل من الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين (تقييم) والمعهد الملكي للمساحين القانونيين (RICS) لتقديم خدمات التقييم والاستشارات العقارية في المملكة، أن هذا النمو سيؤدي إلى زيادة الغرف الفندقية عن 140 ألف غرفة فندقية متوفرة حاليًا في دبي.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت السعودية تعاني من زيادة في المعروض من الغرف على المدى القصير، قال حميد الدين: "مشكلتي اليوم هي نقص الجسر الجوي وأماكن الإقامة.. لن نواجه مشكلة زيادة العرض على أساس الوتيرة التي نراها الآن".

وفقًا لـ"نايت فرانك"،  فإن التوسع السريع في العروض المرتبطة بالضيافة في جميع أنحاء البلاد يعمل كعامل مهم في تعزيز السياحة المحلية، والتي تتوقع أنها ستشكل جزءًا رئيسيًا من مستقبل مشهد الضيافة في المملكة.

ولتلبية هذه الشريحة المتزايدة الأهمية من السوق، ستحتاج الصناعة إلى التفكير على نطاق أوسع ودمج أمثال مواقع التخييم الفاخرة وبيوت الشباب.

والسعودية على وشك أن تصبح واحدة من الأسواق السياحية الرئيسية في العالم، مع وجود مشاريع ضخمة مثل "نيوم" التي تقود خط أنابيب الإمداد.

ورداً على سؤال حول صعود الرفاهية في السعودية، وكيف سيؤثر هذا العرض على الصناعة، قال حميد الدين، إن الوباء كان نقطة تحول لعرض المعروض الجديد من السلع الفاخرة في السعودية.

ومؤخرا، أعلنت السلطات السعودية عن تسهيلات كبيرة للحصول على تأشيرة دخول المملكة، بهدف تحقيق الرؤية المستقبلية للبلاد التي تستهدف تحقيق نمو اقتصادي شامل في مختلف القطاعات، خاصة قطاع السياحة.

ومنتصف فبراير/شباط الماضي، أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن المملكة حققت نسبة نمو في عدد السياح بلغت 52%، مؤكداً أنها تستهدف خلق مليون وظيفة في هذا القطاع مستقبلاً.

وأشار وزير السياحة إلى أن حجم الإنفاق على القطاع السياحي في السعودية بلغ خلال عام 2022 نحو 185 مليار ريال (49,3 مليار دولار)، بزيادة 93%.

وتستهدف المملكة جذب استثمارات بقيمة 220 مليار ريال (58.6 مليار دولار) في قطاع السياحة حتى 2023، و500 مليار ريال (133.3 مليار دولار) حتى 2030.

وتأسست الهيئة السعودية للسياحة في مارس/آذار 2020، وتعمل على إبراز المملكة كوجهة سياحية، وتسويقها عالمياً، ويتضمن ذلك تطوير المنتجات مع القطاع الخاص، والإشراف على حملاتها الترويجية، وإدارة تجربة السائح.