روبوتات وسفن مسيرّة.. واشنطن تواجه طهران بالذكاء الاصطناعي

الاثنين 8 مايو 2023 12:06 م

تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على تطوير واستخدام روبوتات بحرية وسفن صغيرة مسيّرة (USVs) وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة أنشطة إيران في مياه الخليج العربي، وفقا لسيث فرانتزمان محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "جيروزاليم بوست" (The Jerusalem Post) الإسرائيلية.

فرانتزمان تابع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الأسطول الخامس للولايات المتحدة (مقره في البحرين) كان في طليعة محاولة إدخال تكنولوجيا جديدة، وخاصة السفن غير المأهولة (المسيّرة) على مدار العامين الماضيين".

وفي غرفة العمليات بالقاعدة البحرية البحرينية المليئة بالشاشات وأجهزة الكمبيوتر، قال الكابتن كولين كوريدان، قائد فرقة العمل 59 المسؤولة عن نشر السفن المسيّرة الجديدة (USVs)، إن الكثير من اللقطات والمعلومات التي تم جمعها من الروبوتات البحرية جرى تجميعها بواسطة الذكاء الاصطناعي لتخفيف العبء عن كاهل البشر، وفقا لتقرير لوكالة بلومبرج الأسبوع الماضي.

وأوضحت الوكالة أن تلك "السفن المسيرة  تصنعها شركات كندية وإسرائيلية وأمريكية، من بين شركات أخرى، وتتراوح تكلفتها بين 800 ألف دولار و3 ملايين دولار، وتتباين أحجامها من عوامات بطيئة الحركة تعمل بالطاقة الشمسية إلى قوارب سريعة وكبيرة".

وقال فرانتزمان إن " Elbit Systems"، وهي شركة دفاع إسرائيلية، ساهمت في تصنيع "SeaGull"، وهي سفينة دورية صغيرة بدون طاقم يمكنها إجراء مهام البحث عن الألغام والمراقبة، وجرى استخدامها بالفعل في خليج العقبة، بالقرب من إسرائيل، عام 2021.

وقال قائد فرقة العمل الجديدة التابعة لشركة لـ"نافينت" للأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي النقيب مايكل براسور آنذاك: "نتعاون مع البحرية الأردنية لتأسيس مركزنا لعمليات البحر الأحمر في العقبة ونشر بعض الروبوتات البحرية الجديدة".

وأضاف فرانتزمان أن إيران استخدمت القوات البحرية ووحدات الحرس الثوري الإيراني لإيقاف سفينتين مسيرتيّن خلال الأسبوع والنصف الماضيين، حيث تعد التوترات الإيرانية أحد جوانب الوضع الحالي.

وتابع: "يمكن أن تساعد السفن الصغيرة غير المأهولة في القيام بدوريات في مناطق شاسعة ومراقبة النشاط البحري وربما مواجهة التهديدات، ومع ذلك فإن بعضها بطيء ويمكن أن يتم اختطافه بواسطة قوارب إيرانية سريعة".

وأردف أن "إيران استولت بالفعل على سفينتين بدون طقام في 2022، مما يدل على أن بعض هذه السفن قد تكون معرضة للخطر".

اهتمام متزايد

ووفقا لبلومبرج، فإن الولايات المتحدة ترغب في أن يكون لديها في الخدمة 100 سفينة صغير مسيّرة، وحققت في فبراير/ شباط الماضي الهدف الأول وهو امتلاك 50 سفينة.

وقال الملازم خورخي لينس من البحرية الإسبانية وعضو في فرقة عمل كوريدان إن "بعض السفن غير المأهولة يمكن أن تبقى في الخارج لأشهر دون الحاجة إلى التزود بالوقود، وسجلت 220 يوما في البحر الأحمر."

وبحسب فرانتزمان فإن التركيز على الجهود الأمريكية الرائدة في الخليج مهم لأنه يثير أسئلة مهمة حول المستقبل في ظل التصور بأن الولايات المتحدة تحول مواردها بعيدا عن المنطقة" نحو آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد ونحو أوكرانيا حيث تشن روسيا حربا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأردف: "مثلا: الولايات المتحدة أحيانا يكون لديها مجموعة أو مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية في المنطقة، واحدة في البحر المتوسط والأخرى في الخليج، لكن أحيانا لا توجد تلك الحاملات بسبب التوترات مع الصين وروسيا".

وتابع: "كما أن إيران تواصل مضايقة السفن باستخدام طائرات بدون طيار وقوارب سريعة وطائرات هليكوبتر، وتنشر دفاعا جويا بالقرب من الخليج يمكن استخدامه لإسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار".

ولا يقتصر الاهتمام بالسفن المسيّرة على الولايات المتحدة، إذ يستثمر شركاؤها الإقليميون أيضا في تلك السفن، حيث عقدت شركة " IAI" الإسرائيلية شراكة مع شركة  "Edge" في الإمارات عام 2021 لتطوير سفن غير مأهولة، بحسب فرانتزمان.

وأضاف: "كما أعلنت شركة صناعة الطيران الإسرائيلية الأسبوع الجاري أنها طورت أول غواصة إسرائيلية مسيّرة، ويبلغ طولها حوالي 10 أمتار ويمكن أن تعمل لأسابيع في البحر، ويمكن نقلها في حاوية، مما يجعلها متعددة الاستخدامات وسهلة النقل عن طريق البر والبحر والجو".

وتتهم عواصم إقليمية وغربية، في مقدمتها تل أبيب وواشنطن، طهران بتهديد حركة الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية من الشرق الأوسط، وهو ما تنفيه إيران وتحمل المسؤولية للتدخلات الخارجية، لاسيما من طرف الولايات المتحدة.

 

المصدر | سيث فرانتزمان/ جيروزاليم بزوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة إيران الخليج سفن مسيرة ذكاء اصطناعي روبوتات بحرية

واشنطن تلتفت لموسكو وبكين.. فهل يمكن مراقبة إيران في الخليج؟

الخليج يبحث عن ضمانات.. تقاربه مع إيران لم يوفر الأمن البحري