استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بين تونس وليبيا وإيطاليا

الاثنين 8 مايو 2023 01:37 م

بين تونس وليبيا وإيطاليا

العلاقات التونسية الليبية ظلت للأسف متأرجحة، متأثرة خصوصاً بتغير الحكومات التونسية وتبدل سياساتها وخياراتها في ليبيا!

إيطاليا منزعجة أصلاً من الأوضاع في تونس وفي ليبيا. ومع تطور الأحداث في السودان، ستكون الحكومة اليمينية الإيطالية على جمر.

تنافس على الطاقة في ليبيا بين إيطاليا ودول أوروبية وغير أوروبية وثمة محطات تاريخية قريبة غيّرت مجرى الأحداث في هذا البلد بسبب الأطماع المختلفة.

مخاوف حقيقية من تداعيات أزمة السودان على ملف الهجرة وإمكانية هروب عشرات آلاف السودانيين من الحرب، إلى ليبيا ثم إلى تونس، وبعد ذلك إلى أوروبا.

تحتاج ليبيا وتونس للتنسيق الدقيق بخصوص التعامل مع الجار الشمالي، إيطاليا، وأطماعها الاستراتيجية بالمنطقة: مقدرات ليبيا من الطاقة وموقع تونس الاستراتيجي لنقل الغاز.

* * *

لم تثر زيارة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إلى تونس، الأسبوع الماضي، متابعة كبيرة، بحكم أنها كانت سريعة ولم تتسرب عنها تفاصيل كثيرة، باستثناء ما نقلته البيانات الرسمية للبلدين عن ملفات ثنائية قديمة بينهما، أبرزها الحدود والتنقل والعلاقات الاقتصادية المتعثرة.

لكن رغم ذلك، أثار البلدان ملف السودان وقلقهما من تطور الأحداث، ما يعكس مخاوف حقيقية من تداعياتها على ملف الهجرة وإمكانية هروب مئات آلاف السودانيين من الحرب، وجزء كبير منهم إلى ليبيا ثم إلى تونس، وبعد ذلك إلى أوروبا.

وهنا يبرز الدور الإيطالي من جديد، الذي يركز كل جهوده في الأسابيع الأخيرة حول جيرانه جنوباً، تونس وليبيا، وسيتصاعد صياحه الدبلوماسي في المنابر الأوروبية، مع ما تسرب عن إمكانية حصول زيارات لمسؤولين إيطاليين إلى تونس قريباً لبحث هذا الملف.

وإيطاليا منزعجة أصلاً من الأوضاع في تونس وفي ليبيا. ومع تطور الأحداث في السودان، ستكون الحكومة اليمينية على الجمر.

كانت زيارة نجلاء المنقوش في وقتها لطرح حد أدنى من التنسيق جنوب المتوسط في ملفات تعني بلدانها، تونس وليبيا والجزائر، ومصر أيضاً، وهو تنسيق غائب ومعطل منذ توقف اجتماعات وزراء جيران ليبيا، بسبب الخلافات المعروفة بشأن نوعية الحل السياسي في ليبيا، وانحياز الجيران إلى هذا الطرف أو ذاك، أُضيف إليه الخلاف الجزائري المغربي الذي أطاح أي تنسيق محتمل في المنطقة حول أي ملف.

وتحتاج ليبيا وتونس بالذات إلى التنسيق الدقيق بخصوص طريقة التعامل مع الجار الشمالي، إيطاليا، وأطماعها الاستراتيجية المعروفة في المنطقة، مقدرات ليبيا من الطاقة من جهة، وموقع تونس الاستراتيجي لنقل الغاز من جهة أخرى.

الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني يتحدث في كتابه الجديد، "ليبيا العميقة"، عن هذا الدور الإيطالي في أكثر من موضع، وعن هذا التنافس على الطاقة بين إيطاليا ودول أوروبية وغير أوروبية في ليبيا، ويستعيد بدقة محطات تاريخية قريبة غيّرت مجرى الأحداث في هذا البلد بسبب الأطماع المختلفة.

ويؤكد أن "إيطاليا لا يمكن أن تضحي بسهولة بليبيا، الشريك الاقتصادي المتميز... لكن الثابت أن الوضع الداخلي في إيطاليا يؤثر بشكل أساسي في العلاقة مع ليبيا، زد على ذلك العلاقات الاقتصادية والتاريخية، ما يجعل إيطاليا شريكة في أي عملية مقبلة، سواء كان ذلك بمبادرة منها أو بشكل آخر، لأن مصالحها على المحك".

ولكن العلاقات التونسية الليبية ظلت للأسف متأرجحة، متأثرة خصوصاً بتغير الحكومات التونسية وتبدل سياساتها وخياراتها في ليبيا، مع أنها، لو كان هناك من يتمعن، ستمثل الحل لمشكلات تونسية كثيرة، ولمشاكل ليبية كثيرة أيضاً.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا إيطاليا تونس السودان الطاقة الغاز نجلاء المنقوش

رئيسة وزراء إيطاليا تعلن دعم تونس بـ700 مليون يورو