اتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات التركية، لافتا إلى أن انسحاب المرشح محرم إنجه زعيم حزب البلد المعارض من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل، جاء بسبب أمريكا وتنظيم "جولن".

جاء ذلك خلال لقاء مع قناة "سي إن إن تورك"، قال فيها صويلو: "لقد تدخلت أمريكا في هذه الانتخابات منذ البداية، وقد قال (الرئيس الأمريكي جو) بايدن بأنهم فشلوا في التدخل بتركيا عن طريق انقلاب عام 2016، وهذه المرة سينفذون مساعيهم من خلال الانتخابات".

وأضاف: "يظنون أن إخراج إنجه من سباق الانتخابات سيضمن حصولهم على الأصوات التي كانت له"، معلقا بالقول: "ما هكذا تدار السياسة".

وتابع صويلو أن "التهديدات والابتزاز والأشرطة والتسجيلات التي رأيناها ليست وليدة اليوم، فبعض الوكالات الدولية قد حضَّرت مثلها واستخدمتها في الماضي، وبفضلها أصبح أحدهم (ويقصد كمال كليتشدار أوغلو) رئيس حزب سياسي، وتزعم الحزب بعد أن أطاح برئيسه السابق دنيز بايكال، رغم إعلانه مسبقاً أنه لن يترشح لزعامة الحزب".

وأوضح الوزير التركي، تورط تنظيم جولن، التي تعتبره السلطات التركية إرهابيا بانسحاب إنجه، قائلاً: "تنظيم جولن لا يزال نشطاً، ولا يزالون يحتفظون بأشرطة وتسجلات للابتزاز.. كل هذا على مرأى شعبنا وأمام ناظريه".

وتابع بالقول: "لقد حاول كليتشدار أوغلو أن يستبق الأحداث ويبعد الشبهات عنه حين أخذ أشرطة الابتزاز بيده وقال إنها مزيفة، ووصف الحادثة بأنها مؤامرة، وكان حرياً به أن يسلمها لنا لنقوم نحن بما يقع على عاتقنا".

وأكد صويلو على تورط أمريكا وتنظيم جولن الإرهابي بانسحاب إنجه، قائلاً: "يعرف الجميع أن أمريكا تخطط لحدوث انقلاب مرة كل 10 سنوات، ولفشل انقلاب 2016 فقد حاولت هذه المرة تنفيذ هجومها عن طريق الانتخابات، واتخذت من إنجه هدفاً لها لتنفيذ مخططاتها".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث صويلو عن تدخل أمريكا وأطراف خارجية للتأثير على الانتخابات التركية، حيث سبق أن قال قبل يومين إن ما يحدث في تركيا تموله أمريكا، كما فعلت في المجر وبلغاريا، مضيفا: "لكن تركيا غيرت قواعد اللعبة، إننا نختار قدرنا بأنفسنا ولن نسمح لأمريكا بالتدخل بشؤوننا".

وتابع صويلو حينها في حواره مع قناة "تي في نت" التركية: "هناك أطراف خارجية تتدخل في الانتخابات التركية"، مشيرا إلى أن "هذه الانتخابات ليست انتخابات كليتشدار أوغلو، ولا تنصب في مصلحة الشأن الداخلي التركي، بل في مصلحة أمريكا والغرب".

وأكد صويلو أن أمريكا تهدف إلى إنشاء منظمة إرهابية في تركيا، قائلا: "من يريد الانضمام إلى حزب الشعوب الديمقراطي يهدف حقا إلى التعاون مع أمريكا".

وختم موضحاً: "لا يخفى على أحد العلاقة الوطيدة والتعاون بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي.. وكل هذا برعاية أمريكا".

والخميس، أعلن إنجه انسحابه من الانتخابات الرئاسية قبل 3 أيام من موعد إجرائها، إثر نشر وثائق وصور تمس سمعته أكد أنها "مزورة".

وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة توقعت حصول إنجه على ما بين 2% و4% في الانتخابات.

وأدلى قرابة مليون ونصف من الناخبين الأتراك المقيمين في الخارج بأصواتهم في الانتخابات العامة والرئاسية، في حين يستمر التصويت في المعابر الحدودية والمطارات حتى الأحد.

وتجرى في تركيا الأحد 14 مايو/أيار الجاري انتخابات برلمانية ورئاسية يتنافس فيها -بعد انسحاب إنجه- الرئيس رجب طيب أردوغان عن تحالف الجمهور، وكمال كليتشدار أوغلو عن تحالف الشعب الذي يمثل ما يعرف بالطاولة السداسية المعارضة، إضافة إلى مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان.