ازدواجية كرة القدم الأوروبية.. احترام للمثلية الجنسية وازدراء لمعتقدات دينية (خاص)

الأربعاء 17 مايو 2023 09:05 ص

يوسف عامر - الخليج الجديد

انضم مصري ومغربي إلى قائمة من لاعبي كرة القدم في دوريات أوروبية مختلفة رفضوا ارتداء قمصان عليها شعار دعم المثلية الجنسية، متمسكين بموقفهم رغم معاقبة بعضهم، لاسيما وأن محاولة إجبارهم على الانخراط في تلك الحملات تمثل ازدراءً لمعتقداتهم الدينية وتعكس ازدواجية في المعايير.

فمساء الأحد، تغيب كل من المصري مصطفى محمد مهاجم نانت والمغربي زكريا بو خلال مهاجم تولوز عن مباراة جمعت فريقيهما، في الجولة الخامسة والثلاثين من الدوري الفرنسي الممتاز، لرفضهما ارتداء قمصان عليها "قوس قزح" لدعم المثليين جنسيا.

محمد بقي في الفندق ورفض الذهاب إلى ملعب تولوز، في أولى مباريات مدربه الجديد بيير أريستوي، ليتم استبعاده من القائمتين الأساسية والاحتياطية للفريق.

وقرر النادي معاقبة محمد بغرامة مالية يتبرع بها لصالح جمعيات دعم المثليين، ليخرج اللاعب عن صمته ويطالب الجميع باحترام معتقداته الدينية.

وقال محمد، في تصريح صحفي: "أعبر عن احترامي لكل الاختلافات والعقائد والأفكار، ولكن كذلك يجب احترام معتقداتي وقناعاتي الشخصية".

وتابع: "استنادا إلى جذوري وثقافتي وأهمية قناعاتي ومعتقداتي، فمن غير الممكن بالنسبة لي أن أشارك في حملة من هذا النوع".

وسنويا، تحتفل مسابقات رياضية عديدة في 17 مايو/ أيار باليوم الدولي لمناهضة ما يُسمى بـ"رهاب المثلية".

الاحترام.. ازدواجية الغرب

منتقدا معاقبة محمد، قال قائد منتخب مصر السابق أحمد حسن لـ"الخليج الجديد": "لا أفهم معنى أن يطالب الغرب اللاعبين باحترام فئة من الناس بينما هو لا يحترم قرار لاعب يرفض دعم تلك الفئة".

وأضاف "الصقر" أن "موقف مصطفى مشرف بالنسبة لأهله ومجتمعه وسيفخر به أمام أبنائه فيما بعد، ويجب أن يلقى الكثير من الدعم محليا وعربيا".

كما أشاد مدرب منتخب مصر السابق والصفاقسي التونسي الحالي حسام البدري بموقف محمد، وتمنى ألا  يؤثر على مستقبله الاحترافي، خاصة وأن "الجماهير الأوروبية تأخذ مثل هذه المواقف بشكل ثأري".

وتابع البدري لـ"الخليج الجديد": "لا أتمنى أن يعود مصطفى محمد إلى اللعب في مصر حاليا؛ لأننا نحتاج لزيادة عدد المصريين في الدوريات الكبرى، لكن ذلك لا يعني أبدا ألا نشجعه ونحييه على موقفه الحاسم وتمسكه بتقاليده".

كما استنكر المغربي الدولي السابق بادو الزاكي الحملات الممنهجة على اللاعبين العرب وغير العرب لـ"مجرد رفضهم مواكبة التقاليع الأوروبية".

وقال الزاكي لـ"الخليج الجديد": "مفترض أن أندية الكرة لا تطلب من اللاعب سوى لعب الكرة، ما دون ذلك يخضع للقبول والرفض".

وأردف: "في الدوري السعودي لم يطلب المسؤولون أي دعم لمعتقد مغاير لما يعتقده كريستيانو (رونادو لاعب النصر السعودي)؛ لأنهم ببساطة لا يريدون منه سوى كرة القدم".

ودعا الزاكي اللاعبين العرب والأفارقة إلى "التمسك بموقفهم حتى يتم الاعتراف به في الملاعب الأوروبية والعالمية".

شعار المثلية.. مرفرض

ومحمد ليس أول لاعب مصري في قائمة رفض المثلية، فعندما كان قائدا لفريق ويجان الإنجليزي، رفض مواطنه سام مرسي المحترف في "البريميرشيب" (الدرجة الأدنى من الممتاز) ارتداء شارة تحمل شعار المثليين، متحديا قرار رابطة الأندية.

آنذاك، نشر مرسي عبر حسابه في "إنستجرام" صورة لشعار المثليين، ووضع عليها كلمة "مرفوض.. كلام نهائي ومحسوم، لن أساند المثليين وأرفض ذلك تماما".

كما رفض النجم المصري محمد صلاح إرتداء حذاء خاص للتضامن مع المثليين خلال مباراة بين فريقه ليفربول وتشيلسي في موسم 2018.

وتضم قائمة المصريين الرافضين لدعم المثليين في أوروبا أيضا كل من محمد ناجي جدو حين كان لاعبا في هال سيتي، وأحمد حجازي قلب دفاع فريق وست بروميتش السابق، ورمضان صبحي لاعب ستوك سيتي السابق.

مونديال بلا مثلية

وعلى المستوى العربي الأوسع، يرفض الجزائري المخضرم رياض محرز ارتداء شارة المثلية أو حضور سهرات دعم المثليين التي يقيمها فريقه مانشيستر سيتي، وعلى الرغم من إعلان إدارة النادي غضبها من موقفه أكثر من مرة، إلا أنه تمسك بالرفض.

وكان المغربي نور الدين أمرابط نجم واتفورد السابق حازما فيما يتعلق برفضه دعم المثليين، حيث طالب أكثر من مرة بعدم ارتداء الشارة أو استبعاده من قوائم المباريات التي تدعم المثلية.

ومن اللاعبين إلى الدول، حيث رفضت قطر أن يحمل لاعبو المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم 2022 في الدولة الخليجية أي إشارات لدعم المثلية، وهددت باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه المخالفين.

وأطلقت دول أوروبية تصريحات مناهضة لقطر، لكن في النهاية انتصرت الدولة العربية، التي استضافت أول مونديال في الشرق الأوسط وفي دولة ذات غالبية مسلمة، لعقيدتها ومبادئها بدعم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الذي طالب الجميع باحترام تقاليد الدولة المضيفة وهدد بفرض عقوبات على المخالفين.

حظر واستبعاد

ولا يقتصر الرفض لدعم المثليين على اللاعبين العرب، إذ رفض السنغالي إدريسا جاي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، المشاركة في مباراة أمام مونبيليه، ما جذب أنظار الكثيرين وأطلق حملات دعم له.

كما رفض الأوزباكي شومورودوف دعم المثليين، حين كان لاعبا مع روما الإيطالي، وبدأ الأمر بعد إعلان لاعب أسترالي عن ميوله المثلية من خلال مقطع مصور عبر "تويتر".

ذلك اللاعب المغمور اكتسب شهرة وتعاطفا من مجتمع الشواذ، لكن شومورودوف غرد رافضا المثيلة بقوله: "أنا لاعب كرة قدم ولست راضيا عن ذلك، الرجال للنساء والنساء للرجال.. استغفر الله". وبعدها، واجه شومورودوف عاصفة انتقادات وتم حظر حسابه على "تويتر".

أيضا الإيفواري يايا توريه رفض ارتداء شارة قيادة مانشيستر سيتي ضد بيرنلي في جولة من الدوري الإنجليزي خُصصت لدعم الشواذ جنسيا، حيث طلب من مدربه بيب جوارديولا أن يعفيه من ارتداء شارة القيادة في تلك الجولة، كي لا يشارك في دعم المثليين.

كذلك رفض الدولي الفرنسي ولاعب فريق ريال مدريد الإسباني كريم بنزيما دعم المثليين بارتداء الشارة الخاصة بهم أو إصدار تصريحات داعمة لهم خلال مونديال قطر، وتكهنت تقارير إعلامية فرنسية ودولية بأن هذا الموقف تسبب في استبعاده من قائمة المنتخب خلال البطولة التي فازت بها الأرجنتين على حساب "الديوك".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كرة القدم مثلية جنسية لاعبون مصطفى محمد زكريا أبو خلال قوس قزح

تعديلات مستمرة لقوانين كرة القدم لزيادة الأهداف والرُعاة