عبر 4 شركات.. هكذا كثفت السعودية حملات الضغط داخل أمريكا حول اليمن والسودان

الخميس 18 مايو 2023 12:04 م

كثفت السعودية من حملاتها لممارسة الضغط في الولايات المتحدة، عبر عدة شركات، بشكل خاص في أوائل مايو/أيار الجاري، للدفع برواية الرياض حول مستجدات الأزمات في اليمن والسودان، حيث خاطبت تلك الشركات  العديد من أعضاء الكونجرس ووسائل الإعلام، حسبما كشف تقرير نشره موقع "إنتلجنس أونلاين".

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه في الوقت الذي كان فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يهبط في جدة لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 7 مايو/أيار الجاري حول الوضع في اليمن والسودان، كانت الرياض تصعد حملة ضغط خاطفة داخل أمريكا، عبر ستة شركات استهدفت المسؤولين السياسيين ووسائل الإعلام بمواد العلاقات العامة التي تروج لجهودها الدبلوماسية في هذين البلدين.

وجاءت شركات مثل "أوف هيل Off Hill Strategies"، و "هوجان لوفيلز Hogan Lovells"، و "لارسون شاناهان Larson Shannahan Slifka"، و "كورفيس Qorvis"، في قلب حملات الضغط السعودية، التي انطلقت في وقت سابق من هذا العام، ووصلت إلى حدها الأقصى خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث وزعت جماعات الضغط حوالي 200 تقرير وبيان صحفي ركزت بشكل كبير على المساعدات الإنسانية العالمية للرياض وجهود الإغاثة.

ويقول التقرير إن السعودية لطالما كانت واحدة من أكثر الدول إسرافًا في إنفاقها على جماعات الضغط الأجنبية، وبين عامي 2016 و 2022 ، أنفقت المصالح السعودية أكثر من 142 مليون دولار على عمليات التأثير الأمريكية.

اليمن

في هذا الملف، مارست شركة "أوف هيل Off Hill Strategies"، جهود الضغط في الفترة التي سبقت تنصيب الرئيس جو بايدن عام 2021 ، الذي قال إنه في ظل إدارته ، ستعيد الولايات المتحدة تقييم علاقاتها مع الرياض.

ويترأس الشركة فريدريك بيرد الذي ضغط لصالح مؤسسة التراث المحافظة وعمل سابقًا مع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وزوجته جينيفر بيرد، التي عملت أيضًا مع المسؤولين المنتخبين الجمهوريين، بما في ذلك عضو الكونجرس بورتر جوس ، مدير وكالة المخابرات المركزية لاحقًا.

ويسلط الضغط الحالي الذي تمارسه "أوف هيل" الضوء على ما وصفته بـ "دبلوماسية الرياض المكثفة" للحفاظ على الهدنة التي تم التوصل إليها العام الماضي بين السعودية واليمن.

وقالت رسالة بريد إلكتروني أرسلها فريدريك بيرد في 4 مايو /أيار إلى طاقم عمل لعشرة أعضاء في الكونجرس، من بينهم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون تشارلز جراسلي، وماركو روبيو، ومايك كرابو، وبيل كاسيدي، والتي ورد ذكرها في إطار قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA).

وأضاف أن المملكة تواصل العمل على تشجيع جميع الأطراف على تحقيق سلام طويل الأمد من أجل جميع اليمنيين.

وتعمل "هوجان لوفيلز Hogan Lovells"، وهي شركة محاماة لها مكاتب في واشنطن، أيضًا مع السعودية في القضايا المتعلقة باليمن، وهي تُعرف بأنها شركة ذات توجه ليبرالي، حيث يذهب حوالي 85% من مساهماتها السياسية إلى الديمقراطيين، وفقًا لدراسة أجريت عام 2021 أجراها أستاذ القانون في ولاية أيوا، ديريك مولر.

ومع ذلك ، فإن مدير الاتصالات الاستراتيجية في "هوجان لوفيلز"، تشيس كرول، الذي أرسل بالبريد الإلكتروني "صحيفة حقائق عن اليمن" إلى أكثر من 50 من موظفي الكونجرس في 3 مايو، عمل سابقًا كموظف لصالح عضوة الكونجرس اليمينية المتطرفة المتقاعدة ميشيل باخمان.

إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

أما شركة "لارسون شاناهان Larson Shannahan Slifka"، فقد بدأت حملة إعلامية تشيد بإجلاء المملكة للأجانب المحاصرين في السودان بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وعينت "لارسون" العديد من جماعات الضغط للحملة، بما في ذلك كريس ستولر ميشلينا، الذي عمل سابقًا في مجموعة DCI والمعهد الجمهوري الدولي، وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري المتقاعد جيف فليك. دان ليدرمان، الرئيس السابق للحزب الجمهوري بولاية ساوث داكوتا.

وفي 2 مايو/أيار، أرسلت الشركة بيانًا صحفيًا عبر البريد الإلكتروني يحتوي على روابط لمقاطع الفيديو والتغريدات التي نشرتها السفارة السعودية في واشنطن إلى مئات الصحفيين في جميع أنحاء البلاد، وقدمت للصحفيين تفاصيل حول إجلاء الرياض من السودان لنحو 5000 مدني أجنبي عالق من 100 دولة "بينهم 170 مواطنا أمريكيا".

مركز الملك سلمان للإغاثة

بدورها، عملت "كورفيس Qorvis"، مع مجموعة متنوعة من العملاء السعوديين منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وقد تلقت مبالغ طائلة من الأموال نظير جهودها، بما في ذلك أكثر من 11 مليون دولار بين عامي 2021 و2022 فقط.

في 30 أبريل/نيسان، قام مات لوير، الرئيس التنفيذي لشركة "كورفيس"، بالتسجيل لدى قانون تسجيل الوكلاء الأجانب للسعودية للضغط من أجل الحكومة السعودية على أساس التفرغ.

وفي نفس اليوم، قدمت الشركة تفاصيل حول عملها في وقت سابق من هذا العام للحكومة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSRelief).

تم التعاقد مع "كورفيس" للترويج للمؤتمر الدولي للإغاثة الإنسانية الذي استضافه المركز في السعودية في فبراير/شباط الماضي.

واتصلت الشركة، حينها، بالعشرات من المنافذ الإخبارية في محاولة لجذب الاهتمام بالحدث، بما في ذلك شبكات التلفزيون والمنافذ المطبوعة مثل CNN و ABC و New York Times و Politico و New Yorker و Financial Times

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شركات ضغط العلاقات السعودية الأمريكية اليمن السودان لوبيات ضغط الكونجرس

السعودية تروج لسياساتها في أمريكا عبر شبكة ضخمة من شركات الضغط والعلاقات العامة

ذي إنترسبت: الإدارة الأمريكية لا تريد إنهاء الحرب في اليمن

هل تنجح دبلوماسية الصين بين السعودية وإيران في إنهاء حرب اليمن؟