دول الخليج تجتذب الأموال والمواهب ومساران لمواصلة الازدهار

الاثنين 22 مايو 2023 09:01 ص

تجتذب دول الخليج العربي، ولاسيما السعودية والإمارات وقطر، الأموال والمواهب، وفي ظل انخفاض أسعار النفط، تبحث عن طرق لمواصلة الازدهار من خلال مسارين أولهما جذب المزيد من السياح والعمال الأجانب، عبر سياسات هجرة أكثر مرونة وقوانين أقل قيودا، والثاني إنهاء صراعات المنطقة.

ذلك ما خلص إليه كل من روري جونز وستيفن كالين، في تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفين أن نجوم رياضة ومليارديرات تكنولوجيا ومؤثرين يصلون على متن أكثر من 30 رحلة طيران مستأجرة يوميا إلى محطة الطائرات الخاصة الرئيسية في الإمارات.

وأضافا أن الإمارات شهدت ارتفاعا في مبيعات العقارات، وقدمت المغنية الأمريكية بيونسيه عرضا في الافتتاح الفخم لـ"أتلانتس ذا رويال"، وهو فندق يُطلق على نفسه اسم المنتجع "الأكثر فخامة" في العالم بأسعار 37 ألف دولار في الليلة.

وتابعا: وعلى بعد 500 ميل في الرياض، يعيش نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو، الذي انضم إلى نادي النصر السعودي في ديسمبر/كانون الأول الماضي مقابل 200 مليون دولار سنويا، في جناح "بنتهاوس" في برج "المملكة" الشهير مع صديقته وأطفالهم الذين يتعلمون اللغة العربية.

وأفادا بأن الإمارات الخليجية الصحراوية الغنية بالنفط، والتي لا تفرض ضرائب على الدخل، باتت تجتذب المواهب بشكل أساسي من المنطقة المحيطة، وأصبحت نقطة جذب للثروة العالمية، كما تجتذب المصرفيين الأوروبيين ومديري صناديق التحوط الأمريكية ومؤسسي التكنولوجيا الإسرائيليين.

الحرب الروسية الأوكرانية

و"غالبا، يتركز الازدهار في الإمارات والسعودية، لكن قطر تشارك أيضا في الحدث ولا تزال متوهجة منذ أن استضافت نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2022 والتي كشفت للعديد من الأجانب عن الشرق الأوسط للمرة الأولى"، بحسب جونز وكالين.

وتابعا أن "اقتصادات الخليج وميزانيات دولها حصلت على دفعة من الحرب (الروسية) الأوكرانية (المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022)، حيث أدت إلى ارتفاع أسعار النفط الخام وأعادت توجيه التدفقات العالمية للأفراد والسلع ورؤوس الأموال، وساهم المال والمواطنون الروس القادمون في دفع عجلة سوق العقارات في دبي، وأصبحت المدينة نقطة وسيطة رئيسية لإدخال البضائع الغربية إلى روسيا".

وزادا بأن "كلا من الإمارات والسعودية تبحث عن طرق لمواصلة الازدهار حتى بعد هبوط أسعار النفط، ولذلك فهم يحررون اقتصاداتهم من خلال سياسات هجرة أكثر مرونة وقوانين أقل التزاما بالقيود الإسلامية، وجذب المزيد من السياح والعمال الأجانب من جميع أنحاء العالم، على الرغم من استمرار قيود كبيرة".

نمو الناتج المحلي

جونز وكالين قالا إن "السعودية، أكبر اقتصاد في المنطقة، سجلت أسرع نمو للناتج المحلي الإجمالي في العالم العام الماضي بين الاقتصادات الكبرى، وفقا لصندوق النقد الدولي، ومن المتوقع أن يكون 2023 عاما آخر مربحا لأكبر مصدر للنفط في العالم، كما حلت الإمارات خلفها بقليل بنسبة 7.6% ونمت قطر بنسبة 4.8%، وهو أسرع معدل لها منذ نحو عقد من الزمان".

وأضافا أن "الملكيات الخليجية أصبحت أكثر شركاء واشنطن نفوذا في منطقة تحاول فيها الولايات المتحدة الحد من تورطها في حروب مكلفة وسياسات فوضوية بعد عقود من التدخلات الفاشلة".

واستدركا: "ومع ذلك، فإن قادة الخليج على استعداد لاتباع سياسات خارجية ومصالح اقتصادية تتعارض مع الولايات المتحدة، بينها سياسات النفط التي تفضل ارتفاع الأسعار (بما يعاكس جهود كبح التضخم في الغرب) وتقوض الجهود الغربية لعزل روسيا بعد غزوها لأوكرانيا".

وأردفا أنه "مع تدفق الأموال والمواهب، يسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تحويل الخليج إلى مركز قوة مستقل، وجهودهما في تحقيق السلام مع إيران، وإنهاء الحرب في اليمن وإنهاء عزلة سوريا بعد عقد من الحرب الأهلية، تبعث الأمل في فترة أطول من الازدهار".

واستدركا: "لكن ذلك لا يحدث بطرق تتناسب بالضرورة مع المصالح الأمريكية. وفي غضون ذلك، تعاني العواصم العربية التقليدية مثل القاهرة ودمشق وبغداد من أكثر من عقد من الصراع والأزمة الاقتصادية وسوء الإدارة الحكومية".

واعتبر أستاذ العلوم السياسية الإماراتي في جامعة الإمارات عبدالخالق عبدالله أن "كل هذا يرقى إلى شيء واحد: الخليج الجديد.. الثقة هي اسم اللعبة هنا".

المصدر | روري جونز وستيفن كالين | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج السعودية الإمارات قطر أموال مواهب ازدهار