خبراء: إعلان جدة مؤشر لآفاق علاقات تركية عربية مميزة

الاثنين 22 مايو 2023 11:00 ص

أكد خبراء عرب وجود مؤشرات على مستقبل مميز للعلاقات التركية العربية، في ضوء إعلان جدة الصادرعن القمة العربية الأخيرة وتبني الجامعة العربية مقاربة أكثر إيجابية تجاه تركيا.

وقال الخبراء، إن هناك مظاهر عديدة لتحسن العلاقات التركية العربية، منها تراجع الحملات الإعلامية، فضلا عن زيادة الاستثمارات العربية في تركيا، ما يوجد آفاق واعدة لتطور العلاقات العربية التركية مستقبلا.

والجمعة، أصدرت القمة العربية في دورتها العادية الـ32، إعلانا ختاميا تحت عنوان "إعلان جدة"، تطرق إلى عدد من المواقف بشأن الأزمات في المنطقة.

وأظهرت أعمال "القمة العربية" التي احتضنتها الجمعة مدينة جدة السعودية، "إشارات إيجابية" تجاه تركيا، بدا ذلك واضحا في تصريحات أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، خلال المؤتمر الصحفي باختتام القمة بشأن "فتح صفحة جديدة" مع دول الجوار، لا سيما تركيا.

البيان الختامي وما به من قرارات عن القمة العربية المعروف باسم "إعلان جدة"، جاء خاليا من أي بند محدد بشأن تركيا، بخلاف "تحفظات" خلال سنوات سابقة، تزامنا مع تنامي العلاقات التركية العربية، خاصة مع السعودية والإمارات ومصر في الآونة الأخيرة.

خلو لافت

الكاتب والباحث العراقي نظير الكندوري، قال عن قرارات القمة العربية والعلاقة مع تركيا: "كان لافتا خلو البيان الختامي للقمة العربية في جدة من انتقاد مباشر لتركيا بسبب عملياتها العسكرية في شمال العراق".

وأردف: "ربما يعود ذلك إلى السياسة الجديدة التي تنتهجها السعودية من خلال تصفير مشاكلها مع الدول الفاعلة في المنطقة والعالم، وقبل شهرين عقدت مصالحة مهمة مع الجانب الإيراني انعكست آثارها على الملف اليمني وكذلك الملف السوري، أثمر عن دعوة النظام السوري لحضور القمة ".

الكندوري، حول آفاق التعاون العربي التركي، أفاد بأن "المواقف الإيجابية للدول العربية مؤخرًا، وبالذات السعودية التي تستضيف القمة العربية، ودولة الإمارات، ستساهم بدون أدني شك، في زيادة التعاون بين دول المنطقة وتوفير مناخ سياسي اقليمي يمكن البناء عليه للتعاون بين دول المنطقة".

وشدد: "لا ننسى أن سياسة الحكومة التركية في الفترة الأخيرة أيضًا ركزت على إزالة جميع نقاط الخلاف التي يمكن أن تعكر صفو العلاقات العربية التركية".

وبين: "كان من مظاهر تحسن العلاقات التركية العربية، هو توقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الجانبين، بالإضافة إلى قيام المملكة والإمارات بزيادة استثماراتهما في تركيا، لدرجة أن المملكة قامت بوضع وديعة في البنوك التركية قيمتها 5 مليار دولار".

وختم بالقول "نعتقد أن آفاق تطور العلاقة بين الجانبين ما زال كبيرًا وهناك فرص كبيرة لتطويرها سواء على الجانب الاقتصادي أو السياسي، بل وحتى على الجانب التسليحي، حيث تعد تركيا اليوم من الدول التي تتطور سريعا في جانب التصنيع الحربي".

مقاربة جديدة

الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي، قال من ناحيته حول إعلان جدة وآفاق العلاقات التركية العربية، إن "بيان قمة جدة جاء هذه المرة خالياً من الإشارة المباشرة للتواجد العسكري التركي شمال سوريا، المرتبط أصلاً بمكافحة الإرهاب، بمفهومه الشامل وغير الانتقائي الذي يعتمده من جهته الغرب لتبرير وجوده في هذا البلد".

وأضاف: "لا شك أن مقاربة قمة جدة للوضع في سوريا عبر بيان هذه القمة تجنب استهداف تركيا في ضوء التدخلات متعددة الأطراف في سوريا، في وقت ينصرف اهتمام التواجد العسكري التركي أساسا نحو تأمين الكتلة السكانية والحد من تدفق المهاجرين".

وكشف أن "هذا في الحقيقة يعكس التحسن الكبير في العلاقات بين تركيا والعواصم العربية المؤثرة والذي تكلل بالزيارات المتبادلة عالية المستوى والتطور في حجم المصالح الاقتصادية بين أنقرة وتلك العواصم".

واعتبر أن هذا "جاء محصلة لرغبة مشتركة بين تركيا وتلك البلدان لتجاوز التوترات وتأمين القدر المطلوب من التوازن في العلاقات البينية، وتأمين الاستقرار في المنطقة، وعكس بالقدر ذاته الديناميكية التي تتمتع بها الدبلوماسية التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وقدرتها الفائقة على استيعاب الصدمات واحتواء الخلافات وإبراز المصالح المشتركة المتاحة بين دول المنطقة".

تغيير قواعد اللعبة

التميمي تحدث عن المرحلة الجديدة، قائلا: "لا شك أن تغييراً قد حدث في قواعد اللعبة على مستوى المنطقة، وتبددت مظاهر التوتر التي تركزت في محيط تركيا على وجه الخصوص، وجزء منها تم بفعل الحضور التركي نفسه ومدى تأثيره في الملفات الملتهبة في المنطقة من أذربيجان حتى ليبيا، عبر الدعم العسكري والأمن".

وأردف: "هذا الأمر ساهم في تراجع حدة الاستقطابات، خصوصاً بعد أن توجه اهتمام العالم إلى التطورات الخطيرة التي هيمنت على الأجندة الدولية ومنها الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوتر بين واشنطن وبكين".

وأكمل أن "كذلك نجاح تركيا في التخفيف من التداعيات الاقتصادية عبر تأمين اتفاق إسطنبول الذي ضمن استمرار سلال الامداد الغذائية إلى أكثر المناطق حاجة للغذاء في العالم".

وختم بالقول: "هي ظروف توفر مناخاً مناسباً لتوسيع مجالات التعاون بين تركيا والبلدان العربية، على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، مع إمكانية بناء شراكات عسكرية وأمنية تتأسس على قدرة تركيا المشهودة في هذا المجال".

تأثير للعلاقات الدولية

أما الكاتبة التونسية عائدة بن عمر، فأشادت من جانبها "بخلو اعلان جدة من الإشارة المباشرة لتركيا في عملياتها العسكرية ضد الإرهاب شمال العراق ".

ورأت أن ذلك يأتي في سياق تحسن العلاقات العربية التركية مؤخرا كما تمثل في اللقاءات بين وزيري خارجية تركيا ومصر، ودور تركيا الكبير في خفض القتال بليبيا والدفع نحو حل سياسي، وحرصها الشديد على حلحلة الأزمة السودانية الأخيرة، ومساهمة تركيا في إعادة اعمار الصومال، والاستثمارات المالية القطرية والإماراتية والسعودية في تركيا".

وشددت: "كما نقرأ من تخفيض لهجة التصعيد في الاعلام العربي دليل على تحسن هذه العلاقات، ومسارعة العديد من القادة العرب لتهنئة الرئيس أردوغان بفوز حزبه وحلفاؤهم في الانتخابات البرلمانية".

وختمت بالقول: "هناك آفاق كبيرة لتحسن العلاقات التركية العربية، فالعالم العربي يحتاج لحليف قوي كتركيا في مواجهة ارهاصات تحول النظام الدولي والتغيرات الجيوستراتيجية، وإعادة تقاسم مناطق النفوذ بين مراكز القوة، لا سبيل للعالم العربي إلا التحالف مع تركيا لتخفيف كلفة هذه المتغيرات على النظم والشعوب".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

العرب قمة جدة إعلان جدة تركيا تعاون سياسي تصفير مشاكل

إرادرة عربية لبناء أجندة عمل مشترك أكثر تأقلما وفاعلية.. كيف؟