أحالت السلطات البحرينية خطيب الجمعة الشيعي بجامع الإمام الصادق في الدراز، محمد صنقور، إلى النيابة العامة، بعد استدعائه إلى التحقيقات الجنائية، الإثنين، واتهامه بتبني خطاب "تحريضي".

وذكرت "الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية"، في بيان، أن سبب توقيف صنقور هو قيامه بتكرار "خطابات تتضمَّن مخالفات قانونية، ومن بينها إهانة السلطات والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس والازدراء بها".

وأكدت الإدارة، في بيان، أنه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية المُقررة وإحالة القضية إلى النيابة العامة".

وشدد البيان على أن "البحرين، دولة القانون والمؤسسات، وتتعامل بحزم مع أي تجاوزات، تشكل مساسًا بالسّلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، إذ لا يمكن عودة عقارب الساعة إلى الوراء"، مشيرة إلى أن "ما تنعم به مملكة البحرين اليوم من أمن واستقرار، كلّف الوطن الكثير، وعلى الجميع المحافظة على المكتسبات الأمنية والوطنية المهمة التي تحققت".

وعبر بحرينيون معارضون عن استنكارهم لاستدعاء السلطات الأمنية للشيخ صنقور، وأنشأوا وسم "#أوقفوا_الاضطهاد_الطائفي"، على "تويتر"، في إشارة إلى أن الاستدعاء تم على خلفية طائفية.

من جانبها، استنكرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية (شيعية معارضة) تعمد السلطة البحرينية "سياسة الاضطهاد الديني في البلاد، والتي ازدادت وتيرتها بعد ثورة 14 فبراير/شباط عام 2011".

وأشارت الجمعية، في بيان، إلى أن السلطات البحرينية عمدت إلى اعتقال العديد من رموز الدين والعلماء، بينهم الأمين العام للجمعية، الشيخ علي سلمان، الذي قالت إنه "محكوم عليه بالمؤبد لأسباب سياسية".

واعتبرت الوفاق أن سحب الجنسية عن الشيخ الشيعي، عيسى قاسم، "يعد مثالاً واضحاً على الاضطهاد الديني في البحرين"، مشيرة إلى تنديد المنظمات الحقوقية بهكذا إجراء، ومنها منظمة "هيومن رايتش ووتش".

ونشر حساب الجمعية على "تويتر" مقطع فيديو لمظاهرات في عدة مناطق بحرينية استنكاراً لتوقيف الشيخ صنقور، طالب خلالها المتظاهرون بإطلاق سراحه.

بدوره، اعتبر رئيس شورى الوفاق، جميل كاظم، أن "الشيخ صنقور من مفاخر المحققين والباحثين في الفكر الإسلامي وذو خطاب إصلاحي سياسي معتدل لا يروم منه إلا مصلحة البلاد والعباد والأمن والسلام"، مطالباً بإطلاق سراحه فهو "ضمانة أمن وداعية صلاح"، حسبما أورد موقع قناة "الميادين".

أمّا القيادي في جمعية الوفاق، عبدالجليل خليل، فأكد أنه يستمع لخطب الجمعة للشيخ صنقور، وأنه "لا يجد في خطبه إلا التأكيد على التقوى والخوف من الله والنصح والحاجة للإصلاح بكلمات منتقاة فيها الإخلاص والحكمة والحرص على الوطن".