ميدل إيست آي: من غير المرجح إعادة ضبط العلاقات بين أمريكا وتركيا بعد الانتخابات

الجمعة 26 مايو 2023 06:10 ص

ستواجه الولايات المتحدة 5 سنوات أخرى من العلاقات المتقطعة مع تركيا، حيث يتجه رجب طيب أردوغان إلى جولة الإعادة الرئاسية يوم الأحد باعتباره المرشح المفضل في الانتخابات.

يرى تقرير في "ميدل إيست آي" الذي ترجمه "الخليج الجديد" أنه ربما كانت واشنطن وحلفاؤها يأملون في بداية جديدة مع تركيا بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو على مسافة قريبة من الرئاسة، لكن بعد الأداء القوي لأردوغان، بدأوا يستسلمون الآن مع نهاية موسم الانتخابات الساخن.

ووفقا لجيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا، والذي يترأس الآن برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون: "بدأ الناس يفهمون أن أردوغان هنا ليبقى.. وأفضل ما يمكن أن نأمله هو علاقة أفضل".

ويرى التقرير أنه إذا أعلن أردوغان النصر يوم الأحد، فإن مقاربته للغرب ستواجه اختبارًا مبكرًا في يوليو/تموز عندما يجتمع أعضاء الناتو في قمة ليتوانيا.

سيكون انضمام السويد إلى التحالف على رأس جدول الأعمال، والذي كانت تركيا تمنعه بسبب مزاعم بأن البلاد تدعم حزب العمال.

وينقل التقرير قول دبلوماسي كبير من دولة عضو في الناتو: "إذا رأينا فوزًا لكليتشدار أوغلو، فهناك تحرك تجاه الغرب من جانب تركيا بنحو 60%". "مع فوز أردوغان، لا يزال هناك توجه، لكنه 20% وجزء كبير من ذلك هو الموافقة على عرض الناتو السويدي". ويأمل الدبلوماسيون والمحللون أن يتم قبول السويد أخيرًا في التحالف بغض النظر عن الفائز يوم الأحد.

يتوقع المقال أن تطرح السويد قانونًا محدثًا لمكافحة الإرهاب دفعت تركيا من أجله، كما أشارت السويد إلى شكاوى أنقرة من خلال تسليم شخص كردي واحد على الأقل له صلات مزعومة بحزب العمال الكردستاني.

وينقل التقرير قول سونر تشاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن التراجع عن محاولة ضم السويد للناتو يلخص النهج "التبادلي" للسياسة التي يمكن أن تتوقعها واشنطن إذا حصل أردوغان على 5 سنوات أخرى في المنصب.

ويضيف أن "الرسالة إلى الولايات المتحدة وأوروبا ستكون: يمكننا القيام بصفقات"، لكن الرسالة نفسها ستكون لروسيا، فأردوغان، الذي فاجأ منظمي استطلاعات الرأي والمحللين بفوزه بنسبة 49.5% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، يتجه إلى جولة الإعادة يوم الأحد في موقف قوي.

وقد تلقى دفعة إضافية من خلال تأمين دعم القومي مرشح الحزب الثالث سنان أوغان الذي حصل على ما يزيد قليلاً على 5% من الأصوات.

أردوغان وبايدن

ويقول التقرير إن الفوز الحاسم قد يسهل على أردوغان التواصل مع الولايات المتحدة حيث سيستخدم النصر لتأمين مكالمة هاتفية مع بايدن ثم لقاء وجهاً لوجه، ربما على هامش قمة الناتو.

ويورد التقرير أن البعض توقع أن تعتمد واشنطن على أنقرة كشريك أمني من آسيا الوسطى بعد الانسحاب من أفغانستان حيث سلط الغزو الروسي لأوكرانيا الضوء على علاقات تركيا الدفاعية مع كييف.

وفي هذا السياق وفقا للباحث الأمريكي نيكولاس دانفورث: "في كل مرة يحدث فيها حدث كبير، سواء كان اندلاع حرب أو انتخابات في الولايات المتحدة وتركيا، يتوقع الناس فرصة لإعادة الضبط، لكن ذلك لن يحدث أبدًا ولن يحدث بالتأكيد هذه المرة".

وفي هذا السياق يشير المقال إلى أن الاتجاه الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للغرب هو القوة المتزايدة للقوميين المتطرفين في الحكومة. فهؤلاء يعارضون الغرب في كل قضية تقريبًا.

من زاوية أخرى شن أردوغان حملته على إبراز القوة العسكرية التركية واستقلال السياسة الخارجية. خلال عقدين من حكمه، استعرض عضلات تركيا من ليبيا إلى الجزر اليونانية والقوقاز. وغلف تحرك تركيا في عام 2017 للحصول على نظام الصواريخ الروسي إس-400 تحول تركيا بعيدًا عن الغرب. لكن الاتفاق أدى إلى تدهور العلاقات مع واشنطن إلى مستويات متدنية جديدة حيث تم طرد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة الأمريكية إف-35 وفُرضت عليها عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات في عام 2020. وسيكون ملف إف-16 اختبارا مهما للعلاقة.

ويرى التقرير أن آخر وأفضل زاوية عمل بين الولايات المتحدة وتركيا هي من زاوية عسكرية إلى عسكرية، وإذا لم توافق الولايات المتحدة حتى على بيع طائرات إف-16، فإن العلاقة ستنتهي.

وقد أشارت إدارة بايدن إلى دعمها للاتفاق، لكنها تواجه معارضة شديدة في الكونجرس حيث كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين إلى الرئيس بايدن قائلة إنهم سيعارضون الصفقة حتى توافق تركيا على انضمىم السويد إلى الناتو.

وبالرغم من التفاؤل لا تزال الصفقة بحاجة إلى أن تمر عبر السيناتور روبرت مينينديز، الرئيس الديمقراطي القوي للجنة العلاقات الخارجية الذي قال في مايو/أيار، إن وزير الخارجية أنطوني بلينكن أكد له أن البيت الأبيض لن يتجاوز حق النقض الذي استخدمه بشأن الصفقة.

ويرتبط رفض الكونجرس بمخاوف بشأن التوغلات العسكرية التركية في شمال سوريا ضد المقاتلين الأكراد والتحليقات العسكرية للجزر اليونانية.

ومن المحتمل أن يتطلب هذا الأمر من إدارة بايدن الضغط على هؤلاء المشرعين في وقت يستعد فيه البيت الأبيض لأولويات سياسية أخرى في المنطقة، ورد أنها صفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل ومع ذلك فالإدارة مقبلة على الانتخابات وقد يتم تسويف الأمر.

ووفقا للتقرير يعتقد بعض المحللين أن إدارة بايدن ستسعى لإنقاذ العلاقة مع تركيا من خلال إنجاز صفقة إف-16.

تركيا في أوكرانيا

ويشير التقرير وفقا لمحللين أتراك إلى أن واشنطن تحتاج لدور تركيا في أوكرانيا فبعد 3 أيام من الجولة الأولى من الانتخابات التركية، أعلن أردوغان عن تمديد لمدة شهرين للاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة والذي بموجبه يمكن لسفن الحبوب الأوكرانية عبور البحر الأسود إلى الأسواق العالمية. واستخدم مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، أنقرة كنقطة لقاء مع نظيره الروسي لتحذير موسكو من الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية في أوكرانيا. لكن قرب تركيا من روسيا سيف ذو حدين في واشنطن.

في الفترة التي سبقت الانتخابات، أنفق أردوغان مليارات الدولارات على معونات مثل الغاز المجاني، والتقاعد المبكر، وزيادة الأجور التي ساعدت في التخفيف من حدة التضخم المرتفع للأتراك العاديين، لكنها استنزفت خزائن الدولة. في مايو/أيار، انخفضت احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية بمقدار 7.6 مليار دولار إلى 60.8 مليار دولار في أسبوع واحد فقط، وفقًا للبنك المركزي، وهو أكبر انخفاض منذ أكثر من عقدين. ويعتقد أن أردوغان استفاد من الأموال القادمة من روسيا والخليج.

وعلى الجانب الاقتصادي يشير التقرير وفقا لمحللين إلى أن الأزمة الاقتصادية في تركيا ستزداد سوءًا وستكون البلاد أكثر استقرارًا وخاصة مع تراجع محتمل للاستثمار الغربي.

ويختم التقرير بالتأكيد على أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا ستعتمد أساسًا على علاقة تركيا بروسيا.

المصدر | سيان ماثيوز | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الولايات المتحدة اف35 الكونجرس

فورين بوليسي: كيف يفكر أنصار أردوغان قبيل جولة الإعادة؟

خطة "العدالة والتنمية" التركي للفوز بالانتخابات البلدية.. كيف يستعيد إسطنبول؟

في أحدث علامة على التقارب.. حاملة الطائرة الأمريكية الخارقة تصل إلى تركيا