فورين بوليسي: كيف يفكر أنصار أردوغان قبيل جولة الإعادة؟

الجمعة 26 مايو 2023 06:16 م

سلطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على طريقة تفكير من وصفتهم بأنصار الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان قبيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي يخوضها في 28 مايو/أيار الجاري أمام زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

وذكرت المجلة أن الانتخابات التي تتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس تركيا الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك تشير إلى قومية أتاتورك بخير لكن علمانيته بالتأكيد ليست كذلك.

واستشهدت المجلة بآراء عدد من الأتراك أجرت معهم مقابلات أبدوا خلالها اعتزازا واضحا بتركيا، والتطور الذي شهدته لاسيما خلال العقدين الماضيين وهي الفترة التي تتزامن مع صعود أردوغان للسلطة.

وتفاخر أردوغان بيه، الذي كان يجلس لتناول الشاي في أحد شوارع إسطنبول وفى إحدى يديه مسبحة والأخرى سيجارة، وملصق لعلم تركيا خلفه، خلال حديثه للمجلة بالتطورات التي حدث في تركيا خلال العشرين عاما الأخيرة.

وقال أردوغان بك الذي أمضى 70 عاما مقيما في حي قاسم باشا، أنه بدأ حياته كبقال خلال فترة المراهقة، كما كان يلعب الكرة مثل الرئيس أردوغان، وهو تقريبا في نفس عمره.

وأضاف أنه ليس لديه زوجة ولا أطفال ولا جواز سفر، مؤكدا أن الوطن هو كل ما يحتاجه.

وعقب قائلا "هل رأيت أي بلد مثل تركيا؟" ليست هناك حاجة للسفر إلى الخارج عندما يكون لديك أنطاليا، كونيا، إزمير"، ثم قام بحساب المدن التركية التي لم يزرها من قبل.

وأشار إلى أن حي قاسم باشا أصبح جميلا اليوم، على الرغم من أنه كان قذرا ومهملا قبل 20 عاما، وكانت مبانيه متهدمة وتتراكم فيه القمامة، والمياه كانت سيئة.

وتابع "كنت أشعر بالحرج من العيش هنا، لكن انظر إليها الآن! المسجد المرمم والشوارع النظيفة والمتاجر والمطاعم الجديدة ".

وأضاف أنه حتى شركته الصغيرة ازدهرت قليلاً، جنبًا إلى جنب مع الازدهار الاقتصادي الذي حصل في تركيا خلال العقدين الماضيين. لكن كليهما ذكريات الآن على حد قوله.

وأوضح أنه لم يعد يغامر حاليا بالخروج كثيرا من حي قاسم باشا، حيث يأتي إلى المقهى والمسجد ويزور بعض أصدقائه في بيوتهم، ولكن على الرغم من ذلك، فقد استقل الحافلة مؤخرًا وذهب إلى خليج القرن الذهبي في إسطنبول، حيث انتظر في طابور لمشاهدة السفينة "تي سي جي أناضول" وهي سفينة هجوم برمائية الجديدة التابعة للقوات البحرية التركية يمكن تهيئتها لتكون حاملة للطائرات المسيرة.

ووفق المجلة فقد زار ما يصل من 15 ألف شخص يوميا السفينة قبل الجولة الأولي من الانتخابات التي جرت في 14 مايو/ أيار الجاري.

وفي طابور انتظار لمشاهدة السفينة، سألت المجلة إحدى السيدات عن سبب زيارتها، وأجابت أن لديها ولدين وغادرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويعملان سائقين أجرة في نيوجيرسي لأنهما لا يستطيعان تغطية نفقاتهما في ظل أوضاع الاقتصاد التركي المتعثر حاليا.

وقالت السيدة إنها تأمل أنه يعود ولديها يوما ما إلى تركيا، معقبة "لدينا الكثير هنا.. مستشفيات عظيمة، طرق عظيمة، هذه السفينة"

واستشهدت السيدة بصور حملتها على هاتفها تتضمن صور دبابات وطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار.

بدوره قال توجا ياجيز، 40 عامًا وهو ينتظر دولة لرؤية السفينة التركية: "تركيا لم تعد اليوم تتعد للإهانة من قبل أي دولة أخرى، ونحن بالتأكيد لا ننحني لأي شخص، لا لبريطانيا ولا للولايات المتحدة.. أنظر تي سي أناضول إنها عمل بديع وأسطوري.

وعقب هذا هو المستقبل الذي أريد أن أقدمه لأبنائي: دولة تقف قوية ومستقلة على المسرح العالمي مكان آمن".

وأوضحت المجلة أن أولاد ياجيز ولدوا في أوقات عصيبة، حينما كانت تركيا تواجه عشرات الهجمات الإرهابية بين عامي 2011 و2017، نفذ العديد منها أعضاء في حزب العمال الكردستاني، ثم تنظيم الدولة الإسلامية لاحقًا.

 وقال ياجيز "الأمن القومي هو الآن أحد جداول أعمال الحكومة الرئيسية".

وأضاف "البعض يرى رئيسنا كزعيم استبدادي ويريدون تغييره ولكني أراه كقائد قوي يعمل بجد.. أنه واحد منا ويريد أن يدفع ببلدنا إلى الأمام".

المصدر | فورين بوليسي -ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات التركية العلمانية التركية القومية التركية رجب طيب أردوغان جولة الإعادة

تقدير موقف يرجح فوز أردوغان في الجولة الثانية للانتخابات التركية.. ما الأسباب؟

أمام تحالف غير متجانس.. توقعات متزايدة بفوز أردوغان

أردوغان أم كليتشدار أوغلو؟.. الأتراك يحسمون الأحد أشرس انتخابات رئاسية (تقرير مقدمة)

أردوغان وكليتشدار أوغلو يدليان بصوتيهما في جولة الإعادة.. ماذا قالا لأنصارهما؟