مع نمو الاهتمام بقطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي زادت شركات فضاء عالمية خاصة من نشاطها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستفادة من استثمارات مالية خليجية ضخمة.

ذلك ما خلص إليه سليم السعيد، في تقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Mointor) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن ثلاثة رواد فضاء عرب اجتمعوا الإثنين على متن محطة الفضاء الدولية في سابقة تاريخية.

والأحد، أرسلت السعودية أول رائدة فضاء، وهي ريانة برناوي، ورائد الفضاء علي القرني إلى الفضاء عبر رحلة نظمتها شركة "أكسيوم سبيس" الأمريكية، وقد انضما إلى رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي وصل إلى المحطة أواخر فبراير/ شباط الماضي.

وقال رومان تشيبوروخا، الشريك المؤسس لشركة "سبيس في آي بي" (SpaceVIP) لـ"المونيتور" إن استثمارات بعض الحكومات الخليجية لا تقتصر على مليارات الدولارات فحسب، بل إن النتائج الواضحة بالفعل لاستراتيجيات تعليم الفضاء طويلة الأجل جذابة أيضا.

‌وتابع: "هناك نمو أكبر بكثير في الاهتمام القادم من الشرق الأوسط مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة". وبعد الولايات المتحدة وأوروبا تحتل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المرتبة الثالثة من حيث الاهتمام بخدمات "سبيس في آي بي" مثل السفر إلى الفضاء وتدريب رواد الفضاء وأبحاث الفضاء، وفقا للشركة. وتظهر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة بنسبة 80٪ في الطلب من العملاء المحتملين مقارنة بأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا.

أسواق جديدة

كما قامت شركة "بلو أورجين" (Blue Origin) لاستكشاف الفضاء، التابعة للملياردير جيف بيزوس، بزيادة حصتها في المنطقة في السنوات القليلة الماضية، بحسب السعيد.

وتابع أنه عندما تم الكشف عن خطط محطة الفضاء التجارية (Orbital Reef) في 2021، أصدرت الشركة هذا الإعلان من دبي، وفي العام الماضي نقلت  أول رائدة فضاء مصرية، سارة صبري، إلى الفضاء.

وقالت إيريكا واغنر، مديرة أسواق الفضاء الناشئة في الشركة، لـ"المونيتور"، إن برامج شركتها مع الشركاء التجاريين آخذة في النضج بسرعة.

وأردفت أن "زيادة وجودنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن يتيح زيادة الوصول إلى الأسواق الجديدة والمواهب والشركاء برؤية طويلة المدى وموارد لتنفيذ برامج فضاء متقدمة، والشركة تبني تكنولوجيا تتراوح بين مركبات الإطلاق والمركبات الفضائية دون المدارية إلى القمر".

كما تعمل الشركة على توسيع وجودها في المنطقة من خلال السياحة الفضائية، وقالت إيريكا إنه في ديسمبر/ كانون الأول 2022: "أتيحت لنا الفرصة مؤخرا لاصطحاب هاميش هاردينج إلى الفضاء، وهو رجل أعمال بريطاني مقيم في الإمارات، ومستكشف يحمل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية".

الاستثمار في الفضاء

وفي 2018 أنشأت الرياض هيئة الفضاء السعودية، وأطلقت بعد عامين مبادرة استثمارية بقيمة 2.1 مليار دولار لبناء قطاع فضائي كجزء من استراتيجية التنويع الاقتصادي في رؤية 2030.

فيما أسست أبوظبي في 2014 وكالة الإمارات للفضاء، وأنشأت صندوقا بقيمة 816.84 مليون دولار لتطوير الأقمار الصناعية الرادارية ودعم المشاريع الوطنية الاستراتيجية في قطاع الفضاء.

وقال ستيف بوشينجر، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الاستراتيجية " Euroconsult" إن دول مجلس التعاون الخليجي تستخدم الاستثمار لتطوير قدراتها في مجال تكنولوجيا الفضاء.

وأردف: "إنهم يستفيدون من إمكانات النمو الكبيرة لتسويق الفضاء تجاريا، وهذه الأنشطة تحقق هدف تعزيز أنظمة الدفاع والاستخبارات الخاصة بهم، بالإضافة إلى قدرات التصنيع التي يمكن أن تساعد في توسيع اقتصادهم (إلى جانب النفط)".