عاد رائدا الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى الأرض، الأربعاء، بعد رحلة إلى محطة الفضاء الدولية استغرقت 8 أيام.

وهبطت سفينة الفضاء "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، والتي كانت تقل 4 رواد فضاء، في خليج المكسيك قبالة ساحل بنما سيتي في ولاية فلوريدا الأمريكية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد رحلة استغرقت 12 ساعة.

واختتمت الرحلة مهمة ثانية لمحطة الفضاء نظمتها وجهزتها ودربت روادها "أكسيوم سبيس"، وهي شركة مقرها هيوستون دُشنت قبل 7 سنوات ويرأسها مدير برنامج محطة الفضاء الدولية السابق في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا).

وأعلنت الهيئة السعودية للفضاء، نجاح مهمة رائدي الفضاء السعوديين بهبوط المركبة الفضائية التي تقلّهما وطاقم المهمة، بعد رحلة علمية مميزة في محطة الفضاء الدولية، حققت مساعي المملكة في الإسهام في الأبحاث العلمية التي تخدم البشرية.

وأوضحت الهيئة أن المركبة الفضائية، هبطت بسلام في مياه المحيط الأطلسي، إذ سجلت المملكة نفسها ضمن عدد قليل من الدول التي يمارس فريق منها مهمات علوم الفضاء والرحلات البحثية في المدار حول الأرض، وذلك ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء.

وتباطأ هبوط المركبة الفضائية بسبب دخولها الغلاف الجوي للأرض، وجرى استخدام مظلات كبيرة لتخفيف حدة الارتطام، إضافة إلى استخدام وسائد هوائية كبيرة، وعند هبوط الكبسولة في الماء، توجهت قوارب شركة "سبيس إكس" لإخراج الرواد منها.

فيما نشرت قناة "الإخبارية" السعودية (حكومية) مقطع فيديو يظهر رد فعل عائلة القرني لحظة هبوط المركبة الفضائية على الأرض، بتعليق قالت فيه: "سجود شقيق وعم رائد الفضاء علي القرني فرحا لحظة مشاهدته بعد وصوله إلى الأرض".

يشار إلى أن رائدة الفضاء المتقاعدة التي كانت تعمل في ناسا بيجي ويتسون (63 عاما)، والتي تحمل الرقم القياسي كأكثر الأمريكيين مكوثا في الفضاء بواقع 665 يوما خلال 3 بعثات طويلة إلى محطة الفضاء الدولية، والتي شملت 10 عمليات سباحة في الفضاء، هي من قادت طاقم "أكسيوم 2".

وتعمل ويتسون حاليا مديرة رحلات الفضاء المأهولة في "أكسيوم"، وقد قالت لمراقبي المهمة عقب الهبوط: "لقد كانت رحلة استثنائية، استمتعنا بها حقا تمام الاستمتاع".

وشارك في الرحلة أمريكي يدعى جون شوفنر (67 عاما)، هو طيار وسائق سيارات سباق ومستثمر من ألاسكا.

أما السعوديان فهما علي القرني (31 عاما)، الطيار المقاتل في سلاح الجو الملكي السعودي، وريانة برناوي (34 عاما)، عالمة الطب الحيوي في مجال أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية.

وهما أول رائدين من المملكة على الإطلاق يصعدان إلى الفضاء على متن مركبة خاصة.

كما أن برناوي هي أول امرأة عربية تنطلق في رحلة إلى مدار الأرض وأول امرأة سعودية تصعد إلى الفضاء، وهو إنجاز جاء بعد 5 سنوات فقط من حصول النساء في المملكة على حق قيادة السيارات في يونيو/حزيران 2018.

وتزامنت إقامة القرني وريانة في محطة الفضاء الدولية مع وجود الإماراتي سلطان النيادي، أحد أفراد طاقم (البعثة 69)، وهي المرة الأولى التي يوجد فيها 3 رواد فضاء عرب على متن المحطة معا.

ومهمة "أكسيوم 2" التي انطلقت في 21 مايو/أيار، هي الأحدث في سلسلة من الرحلات الفضائية التي يمولها رأس المال الاستثماري الخاص والركاب الأثرياء بدلا من أموال دافعي الضرائب، إذ تسعى "ناسا" إلى توسيع وصول الرحلات التجارية إلى مدار أرضي منخفض.

وشركة "سبيس إكس"، التي أسسها مالك تويتر والرئيس التنفيذي لشركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية إيلون ماسك، هي التي زودت المهمة بالصاروخ "فالكون -9"، وكبسولة الطاقم التي نقلت فريق "أكسيوم" من وإلى المدار.

وأتاحت وكالة "ناسا" موقع الإطلاق التابع لها في مركز كنيدي للفضاء في كيب كانافيرال بفلوريدا، حيث انطلقت الرحلة، وتولت المسؤولية عن طاقم أكسيوم أثناء إقامته على متن محطة الفضاء الدولية، التي تدور على ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض.

وتسهم التجارب العملية التي شارك فيها رائدا الفضاء السعوديان واستمرت 4 أيام، في تقديم فهم أفضل لصحة الإنسان في الفضاء، والكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كل من الفضاء والأرض معاً، المعتمدة على التقنية الحيوية.

وأجرى رائدا الفضاء مع بقية طاقم المهمة خلال الرحلة، 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث ستعزز دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تصدرت عدة وسوم عبر موقع "تويتر" في السعودية، تحتفي بعودة رائدي الفضاء، وتشيد بمجهودهما.

كما لفت الناشطون إلى النجاح الذي حققته السعودية من خلال هذه الرحلة.

يشار إلى أن هذه الرحلة هي الأولى التي تقوم بها السعودية إلى الفضاء منذ العام 1985، حين قام بها الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، وهو أول رائد فضاء عربي مسلم.