كريدي سويس يتوقع انخفاضا جديدا في سعر صرف الجنيه المصري.. كم سيبلغ؟

الخميس 1 يونيو 2023 08:05 م

توقع بنك "كريدي سويس" السويسري، انخفاضا جديدا في قيمة سعر صرف الجنيه المصري بنحو 30% عن سعره الحالي الرسمي المتداول حاليا، ليقترب من سعر السوق السوداء، وذلك خلال فترة زمنية مدتها 3 شهور.

ورجّح البنك في أحدث تقرير له، وصول سعر الصرف إلى 45 جنيهاً لكل دولار، ليعمق توقعاته السلبية تجاه اقتصاد مصر، في ظلّ عدم التقدم في تطبيق الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي، بخاصة برنامج الطروحات الحكومية وتطبيق سعر مرن للجنيه المصري.

وكانت نظرة البنك محايدة لمصر حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، لكنها تحولت إلى "سلبية" في فبراير/شباط، ثم تعمقت هذه الرؤية السلبية مع تزايد القلق.

وقال التقرير الذي أعده فهد إقبال المحلل الاستراتيجي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى البنك السويسري: "كلما طال الوقت الذي تستغرقه الحكومة في الشروع في خطوات الإصلاح التي طال انتظارها، زادت شدة تسعير السوق لمخاطر تخفيض قيمة العملة".

وتمضي الحكومة في خططها لطرح حصص في 32 شركة، لكن "التراجع الكبير في سعر صرف الجنيه أدى إلى وجود فجوة بين سعر البيع الذي كانت تخطط له الحكومة"، وفق التقرير.

وبالتوازي مع ذلك، فإن القيمة العادلة الضمنية للدولار مقابل الجنيه، والتي تُقاس بسعر الصرف الفعلي الحقيقي، تدهورت أيضاً جوهرياً بسبب ارتفاع التضخم المحلي.

في حين أن التضخم من المرجح أن يتراجع في الأشهر المقبلة، وفق "كريدي سويس"، فإن تأخُّر عملية الإصلاح قلّل مع ذلك احتمالية الاتجاه الصعودي طويل الأجل للجنيه.

وعدل البنك مستهدفه لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال 3 أشهر إلى ما يتراوح بين 45 و50 جنيهاً للدولار.

فيما عدل توقعاته للسعر خلال الـ12 شهراً إلى ما يتراوح بين 33 و34 جنيهاً للدولار، مشيراً إلى أن هذا السعر يضيف علاوة بين 25% و30% فوق سعر الصرف الفعلي الحقيقي، بشرط أن تنجح الحكومة خلال تلك الفترة في تحقيق تقدم بشأن الإصلاحات.

تشهد سوق الصرف، حالة من الهدوء والاستقرار منذ أسابيع، وفي أكبر بنكين من حيث الأصول والتعاملات، سجل سعر صرف الدولار لدى البنك الأهلي المصري وبنك مصر (حكوميان)، مستوى 30.75 جنيها للشراء، و30.85 جنيها للبيع.

وفي البنوك الخاصة، استقر سعر صرف الدولار لدى البنك التجاري الدولي مصر عند مستوى 30.85 جنيها للشراء، و30.95 جنيها للبيع.

ولدى البنك المركزي المصري، استقر سعر صرف الورقة الأمريكية الخضراء عند مستوى 30.83 جنيها للشراء، و30.93 جنيها للبيع.

كما مازالت نظرة البنك السويسري إلى الأسهم المصرية "سلبية"، وفق التقرير، الذي يرى مخاطر بشأن تراجع الأرباح، ناهيك عن مخاطر تخفيض قيمة العملة في المستقبل على أداء الشركات المدرجة.

وتحسنت عوائد أذون الخزانة ونجحت في جذب تدفقات المستثمرين الأجانب، لكن التقرير يرى أن فروق العائد بين أدوات الدين الأمريكية ونظيرتها المصرية لا تعوض تماماً عن مخاطر الجنيه على المدى القريب.

وأضاف: "باختصار، لا تزال مصر محفوفة بالمخاطر ونستمر في تحذير المستثمرين بشأن التعرض لمصر".

ولا يتوقع البنك أن تتخلف مصر عن سداد التزاماتها، مشيراً إلى أن احتمال وقوع مثل هذا الأمر منخفض للغاية.

ذكر أن مصر لا تزال لديها احتياطيات معقولة، وتتمتع بدعم قوي من صندوق النقد الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي.

ومع ذلك، أوضح "كريدي سويس"، أنه "غير قاد على استبعاد مخاطر إعادة هيكلة الديون بالتراضي والتي من شأنها أن تسمح بجدول سداد أسهل دون التسبب في تعثر".

وزادت مخصصات سداد القروض المحلية والأجنبية، في الموازنة إلى نحو تريليون و315 ملياراً و914 مليون جنيه (42.59 مليار دولار)، بنسبة تبلغ 11.1% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل نحو 965 ملياراً و488 مليون جنيه في الموازنة الجارية (31.25 مليار دولار)، بزيادة قدرها 350 ملياراً و426 مليون جنيه (11.34 مليار دولار)، وبارتفاع نسبته 36.3%.

ووفق أرقام مشروع الموازنة الجديدة، سجل الدين الحكومي العام نسبة 91.3% إلى الناتج المحلي الإجمالي، بينما بلغ 91.6% في موازنة 2022/2023 وفقا لصندوق النقد الدولي، والذي توقع أن يرتفع فوق 100% بنهاية يونيو/حزيران 2023.

وسيكون بيع الشركات المملوكة للدولة أسرع طريق لبناء الاحتياطيات التي تشتد الحاجة إليها، وفق التقرير الذي توقع حدوث تقدم بشأن هذا الأمر في نهاية المطاف.

كما يرى التقرير أن مخاطر الاضطرابات الاجتماعية ازدادت بسبب التضخم المرتفع وخاصة أسعار المواد الغذائية، وتخفيض قيمة العملة مرتين واحتمالية إجراء تخفيض آخر هذا العام، وتوغل الجيش في أعمال القطاع الخاص.

ويتوقع كذلك حدوث نوبات من الاضطرابات الاجتماعية متفرقة ومحدودة النطاق، وقال: "نعتقد أنه من غير المرجح أن يكون لها تأثير ملموس على النشاط الاقتصادي".

ووفقا للتقرير، فإن موافقة صندوق النقد الدولي في المراجعة الأولى للعام الجاري ومنح مصر الشريحة الثانية من القرض المتفق عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ستكون هي الخطوة الرئيسية التي ينتظرها المستثمرون ووكالات التصنيف وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى زيادة التمويل من خلال مرونة سعر الصرف والثقة في الاقتصاد.

ويشير التقرير إلى أنه رغم إيجابية تصريحات الصندوق، إلا ان جولة المحادثات التي كان من المفترض أن تكون في مارس/آذار الماضي، تم تأجيلها لعدم التقدم في بيع الأصول وتوقف التدفقات المالية من دول الخليج.

ويتوقع التقرير تقدمًا في مبيعات الأصول ومتطلبات صندوق النقد الدولي الأخرى خلال الأشهر القليلة المقبلة، ومن ثم موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على المراجعة الأولى في الربع الثالث من عام 2023.

وجاءت توقعات "كريدي سويس"، مقاربة لتوقعات بنكي "بي إن بي باريبا" و"سيتي جروب"، في تقرير لهما في وقت سابق من مايو/أيار الماضي، ألا يشهد سعر صرف الجنيه انخفاضاً حاداً قبل نهاية العام المالي الحالي نهاية يونيو/حزيران المقبل.

وأرجع البنكان السبب في ذلك إلى رغبة الحكومة في السيطرة على تكاليف الاقتراض والتضخم، في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد تأمين مزيد من تدفقات العملات الأجنبية من الخارج، عبر بيع الأصول وتحويلات العاملين في الخارج والسياحة وقناة السويس.

كما تسعى مصر إلى تنويع مصادر النقد الأجنبي وزيادة حصيلتها من الدولار قبل أي قرار للتعويم، وبدأت رسميا قبول ما يمكن تسميته بـ"الدولرة" حيث أقرت رسميا بيع العقارات بالدولار، ومنح الإقامة والجنسية مقابل مبالغ معينة بالدولار، ومبادرة بيع السيارات للمصريين بالخارج دون جمارك مقابل وديعة بالدولار تسترد بعد 5 سنوات بالعملة المحلية وبسعر الصرف وقت الاستحقاق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجنيه المصري كريدي سويس الدولار التضخم

توقع تأجيل التعويم.. سيتي جروب: التوقعات التشاؤمية للاقتصاد المصري وصلت إلى ذروتها جزئياً

السيسي: مرنون بسعر الصرف لكن عندما يتعرض للأمن القومي أو حياة المصريين "لا"

ضغوط متزايدة على سعر الجنيه.. هل تتجه مصر إلى تعويم جديد؟

بلومبرج: الاتحاد الأوروبي يسارع لدعم مصر ماليا لمواجهة تداعيات حرب غزة