استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هرولة أمريكية نحو سراب التهدئة

السبت 3 يونيو 2023 03:32 م

هرولة أمريكية نحو سراب التهدئة

هل كانت زيارة سلطان عمان لإيران معنية بالوساطة بين طهران والقاهرة أم بين طهران وواشنطن؟

التحركات والوساطات هرولة أمريكية متواصلة نحو سراب التهدئة على أمل تجنب مزيد من التدهور والتآكل في نفوذها.

السعودية أملت شروطا على الأمريكيين مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.. الطلبات السعودية تشكل في الوقت الحالي معضلة لأمريكا.

حالة التفلت والانفراط لعقد النفوذ الأمريكي غرب آسيا وشرق المتوسط لم تعد تقتصر على السعودية وتركيا وإيران بل تشمل الكيان الصهيوني والإمارات.

وساطات وتحركات أمريكية مفرطة تؤكد أن أمريكا تخوض غمار التهدئة وخفض التصعيد في الإقليم مسلحة بوعود تعجز عن الوفاء بها لكافة الأطراف.

الانفتاح الإقليمي على خيارات إقليمية وقوى دولية تقوض النفوذ الأمريكي بات تهديدا مباشرا للنفوذ الأمريكي الذي يعاني من ضغط حرب أوكرانيا وتوتر مضيق تايوان والهادئ.

* * *

رغم تأكيد دبلوماسي أوروبي لموقع أكسيوس الأمريكي وجود وساطة عمانية بين أمريكا وإيران بقوله إن "الولايات المتحدة تعمل مع العمانيين بشأن القضية الإيرانية"، فإن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نفى للموقع هذه المزاعم بقوله إن "الولايات المتحدة لم تبحث اتفاقا مرحليا مع إيران أو تخفيف عقوبات أو إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية" علما بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت مساء أمس الأربعاء إغلاقها التحقيق في المنشأة النووية المشتبه بها في إيران بعد أن قدمت إيران تفسيرات لجزيئات اليورانيوم المكتشفة في الموقع.

تقرير أكسيوس تزامن مع اختتام سلطان عمان هيثم بن طارق زيارته الرسمية لطهران التقى فيها المرشد الأعلى علي خامنئي مثيرا التكهنات حول طبيعة الوساطة العمانية وأطرافها.. فهل كانت معنية بالوساطة بين طهران والقاهرة أم بين طهران وواشنطن؟

التكهنات حول طبيعة الوساطة العمانية جاءت بعد نشاط أمريكي مفرط قاده جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي وبريت ماكغورك مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض بالتزامن مع انعقاد القمة العربية واستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية؛ شملت الرياض ومسقط والكيان الإسرائيلي مطلع الشهر الماضي مايو.

هل كان النشاط الأمريكي متعلقا بعودة سوريا للجامعة العربية وإدارة مفاوضات سرية بين النظام السوري وأمريكا في مسقط؛ أم كان لطلب الوساطة الأمريكية بين إيران وواشنطن بحسب ما زعم موقع أكسيوس وهو ما بتنا نشهد ثماره في الانفراجة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ أم محاولة لإقناع الرياض الانضمام لاتفاقات أبراهام التطبيعية أم كل ذلك في آن واحد؟

فمستشار الأمن القومي في الكيان الصهيوني تساحي هنغبي خلال زيارته مساء أمس الأربعاء لواشنطن نقل عنه القول: السعودية أملت شروطا على الأمريكيين مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ مضيفا القول: إن الطلبات السعودية تشكل في الوقت الحالي معضلة لأمريكا ولا نعلم حقًا ما يدور بين الإثنين بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز .

الكشف عن الوساطة العمانية بين إيران وأمريكا لتخفيف العقوبات على طهران مقابل خفض مستويات تخصيب اليورانيوم إلى ما دون 60% في المنشآت الإيرانية رغم التكهنات وتضارب الأنباء بقيت في لب الحدث وتفاعلاته.

فزيارة السلطان هيثم بن طارق لطهران ترافق مع زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية في الكيان الصهيوني رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي لواشنطن للقاء عدد من المسؤوليين الأمريكيين على رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان؛ كما ترافقت مع زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "إريك كوريلا" للكيان ولقائه وزير الأمن الإسرائيلي يؤاف غالانت يوم يوم الثلاثاء بعد أيام قليلة من تصريحات الجنرال هرتسي هيلفي رئيس أركان جيش الاحتلال أشار فيها لإمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية ما دفع واشنطن لطلب إيضاحات من المسؤول الأمني الإسرائيلي دفعته للتراجع عن تصريحاته.

الانفتاح الإقليمي على خيارات إقليمية وقوى دولية تقوض النفوذ الأمريكي بات تهديدا مباشرا للنفوذ الأمريكي الذي يعاني من ضغط حرب أوكرانيا وتوتر مضيق تايوان والهادئ؛ فحالة التفلت والانفراط لعقد النفوذ الأمريكي غرب آسيا وشرق المتوسط لم تعد تقتصر على السعودية وتركيا وإيران بل تشمل الكيان الصهيوني والإمارات التي أعلنت انسحابها مؤخرا من تحالف القوى البحرية الذي تقوده أمريكا بعد أن عبرت عن استيائها من العجز الأمريكي عن استعادة ناقلتي نفط سيطرة عليهما البحرية الإيرانية احداهما غادرت الكويت والثانية ميناء الفجيرة الإماراتي.

ختاما..

الوساطات والتحركات الأمريكية المفرطة تؤكد أن الولايات المتحدة تخوض غمار التهدئة وخفض التصعيد في الإقليم مسلحة بوعود تعجز عن الوفاء بها لكافة الأطراف المتخاصمة والمتنافسة؛ فالتحركات والوساطات هرولة أمريكية متواصلة نحو سراب التهدئة على أمل تجنب مزيد من التدهور والتآكل في نفوذها.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | عربي21

  كلمات مفتاحية

إيران الإمارات السعودية أمريكا التهدئة الكيان الصهيوني الوساطة العمانية حرب أوكرانيا