كشفت وسائل إعلام عبرية، الأحد، تفاصيل جديدة حول العملية التي نفذها أحد الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل، وقتل فيها 3 جنود إسرائيليين، وهي العملية التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها "هجوم إرهابي"، مطالبا بتحقيق شامل مشترك مع مصر.

وحسب صحيفة "معاريف" العبرية، فإن "المجند المصري خطط للهجوم بدقة، وربما تلقى مساعدة في مستوى التخطيط، ومشى مسافة 5 كيلومترات من موقعه في الأراضي المصرية إلى النقطة التي دخل منها، في ظروف تضاريس صعبة للغاية".

وأضافت الصحيفة: "كان على ظهره حقيبة بها معدات و6 مخازن رصاص وسكاكين كوماندوز، ويبدو أنه خطط لمسار التسلل وعرف موقع الجنود الذي يبعد حوالي 150 متراً عن ممر الطوارئ في السياج".

وتابعت: "عندما وصل إلى مكان تواجد الجندي والمجندة، قام بمفاجأتهما، وإطلاق النار عليهما، وقتلهما فورا".

وأوضحت الصحيفة: "عرف المسلح كيفية الوصول إلى مكان تواجد المجندين الاثنين، والذي يبعد نحو 150 مترا من الفتحة التي استطاع من خلالها المسلح المصري اختراق السياج الفاصل".

وبينت أنه "وقع أول حادث إطلاق نار في المنطقة بعد الساعة 6 صباحا، وكان آخر اتصال بالجندي والمجندة نحو الساعة 4 فجرا، ووصلت القوة الثانية التي حان دورها بالتناوب لمكان الحدث نحو الساعة 9 صباحا، ورأوا جثة الجنديين".

وأردفت: "تم العثور على المسلح المصري على بعد نحو ميل داخل الحدود، حيث جعل الحجارة والصخور الكبيرة مأوى له - تعرفت عليه القوات بالتحديد عند الساعة 11 صباحا وتمكن مفاجأة قوة من الجيش وقتل أحد عناصرها وإصابة آخر عن بعد نحو 200 متر، ثم تمكنت إحدى الطائرات المسيرة من تحديد مكان المسلح، وإرشاد القوات إليه، وتم أخيرا تصفيته بشكل مباشر".

فيما نشرت قناة "كان" العبرية، صورة لممر الطوارئ الذي تسلل من خلالها الجندي المصري لتنفيذ العملية.

بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجنديين اللذين قتلا أولا قرب الحدود لم يطلقا النار من أسلحتهما، و"يبدو أن منفذ العملية فاجأهما"، مشيرة إلى أن طائرة مسيّرة رصدت مطلق النار على عمق 1.5 كيلومتر داخل الأراضي الإسرائيلية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إن جنديين اثنين قُتلا في بداية الأمر بعد ساعات من مشاركتهما في عملية إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات، مشيرا إلى أن منفذ العملية شرطي مصري.

وأضاف الجيش الإسرائيلي لاحقا أن جنديا ثالثا لقي مصرعه وأصيب ضابط خلال اشتباك وقع أثناء ملاحقة المهاجم داخل الأراضي الإسرائيلية، وأسفر أيضا عن مقتل منفذ العملية.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الشرطي المصري دخل من معبر طوارئ في الجدار الأمني على الحدود مع مصر.

في المقابل، أوضح المتحدث العسكري المصري أن الجنود الإسرائيليين قتلوا في اشتباك أثناء مطاردة رجل أمن مصري مهربي مخدرات عند معبر العوجة.

بيد أن رواية المتحدث العسكري المصري أثارت اعتراضات في الجانب الإسرائيلي الذي بات يتحدث عن عملية مدبرة.

حيث نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن عضو الكنيست عن حزب الليكود داني دانون قوله إن إعلان مصر بشأن الهجوم على الحدود مخجل.

وأمام ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصادرها، أن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة لمصر، بأن التحقيق في حادث الحدود، يجب أن يكون مشتركا وشاملاً.

وهو ما أكده نتنياهو في تصريحات نقلها التلفزيون، حين قال: "بعثت إسرائيل رسالة واضحة للحكومة المصرية، ونتوقع أن يكون التحقيق المشترك شاملا ومفصلا".

وخلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الأحد، وصف نتنياهو مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة، بأنه "هجوم إرهابي"، وطالب بتحقيق شامل مشترك مع مصر.

وأضاف: "سنحدّث إجراءات وأساليب العمليات، وأيضا الإجراءات الرامية إلى الحد من عمليات التهريب إلى الحد الأدنى، ولضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات الإرهابية المأساوية".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن حكومته ستستخلص النتائج من العملية التي وصفها بالخطيرة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت، قد تحدث السبت، إلى نظيره المصري محمد أحمد زكي، بشأن الحادثة.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع، أن جالانت أعرب عن تقديره لالتزام وزير الدفاع المصري بإجراء تحقيق مشترك في تفاصيل الحادث الخطير، مشددا على أهمية التعاون في التحقيق في الهجوم لمنع وقوع مزيد من الحوادث في المستقبل.

وقال جالانت لزكي إن العلاقات الثنائية بين البلدين مهمة للغاية، ويجب على الجانبين التأكد من أن الحادث القاسي لا يضر بالعلاقة الأمنية الجيدة بينهما.

وفي نهاية المكالمة، وفق البيان، اتفق الجانبان على استمرار العلاقة المباشرة بينهما لمنع وقوع حوادث إرهابية في المستقبل وتعزيز العلاقات بين مصر وإسرائيل.

في غضون ذلك، ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التحقيق في الحادث يجري بتعاون كامل ووثيق مع الجيش المصري.

كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مصر أبلغت الجانب الإسرائيلي بأنها لم تكن تعلم بنوايا منفذ العملية.

وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وصف ما وقع على الحدود مع مصر بالخطير والقاسي جدا.

وقال هاليفي، إن الجيش يجري تحقيقا في الحادث بشكل معمق وأساسي مع الجيش المصري، وسيتم استخلاص العبر، وفق تعبيره.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن هاليفي أجرى تحقيقا وتقييما ميدانيا في مكان الحادث مع قائد القيادة الجنوبية وقائد الفرقة 80 المسؤولة عن المنطقة.

ولاحقا، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، صورا للجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين قتلوا في تبادل إطلاق النار مع عنصر الأمن المصري.

جاء ذلك في تغريدة لأدرعي على صفحته بموقع "تويتر"، قائلا بتعليق: "صور جنود جيش الدفاع الثلاثة الذين قتلوا بنيران المخرب صباح اليوم في منطقة لواء فاران على الحدود المصرية: الرقيب أول أوري يتسحاك ايلوز.. الرقيب أول أوهاد دهان.. الرقيب ليا بن نون.. نتقدم من العائلات الثكلى بأحر التعازي".

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أرسل تعزيزات إلى المنطقة التي وقعت فيها العملية، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق كل الطرق والمحاور المؤدية إلى الحدود مع مصر.