حادث قتل 3 جنود إسرائيليين على يد مجند مصري.. ماذا يعني؟

الأحد 4 يونيو 2023 04:20 م

قتل مجند مصري، السبت، 3 جنود إسرائيليين بالرصاص قبل أن يُقتل لاحقا، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي، في واقعة نادرة عند الحدود بين البلدين، أعادت السلطات الإسرائيلية والمصرية في أعقابها تأكيد تعاونهما.

وتضاربت روايات الجانبين المصري والإسرائيلي للحادث؛ فبينما قالت مصر إن "عنصر أمن" كان يُطارد مهرّبي مخدرات اخترق الحدود ما أدى إلى "تبادل لإطلاق النار"، تدرجت الروايات الإسرائيلية ما بين رواية مماثلة لنظيرتها المصرية، وانتهت إلى ترجيح أن الحادث "إرهابي" وأن المجند المصري نفذ هجومه عمدا، دون معرفة الدوافع حتى اللحظة.

  • أثار الحادث غضبا داخليا واسعا ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ خاصة فيما يتعلق بالفشل الأمني الواضح في منع تسلل المجند المصري، والإخفاق اللاحق في اكتشاف تسلله رغم أنه بقي داخل الأراضي الإسرائيلية لأكثر من 5 ساعات، وتوغل لمسافة 1.5 كم؛ فمجند مصري وحيد تمكن بمفرده من إحراج الجيش الإسرائيلي الذي يتباهى بـ"براعته التكنولوجية الهائلة".
  • الروايات المتضاربة للحادث تدلل على حالة الإرباك التي أصابت الجانبين المصري والإسرائيلي، ومساعي مراعاة الحسابات الاستراتيجية بينهما، فضلا عن الإحراج الذي طالهما بسبب العملية التي جاءت بشكل مفاجئ لهما.

  • محاولة الجانب المصري تصدير رواية أن الحادث كان مجرد ملاحقة لمهربين باتت هشة؛ فالجانب الإسرائيلي الرسمي يتحدث الآن عن "عملية مدبرة" وصفها نتنياهو بـ"الهجوم الإرهابي"، فيما خلص تحقيق أولي لجيش الاحتلال إلى أن المجند المصري خطط لعمليته بدقة، وأنه قطع مسافة 5 كيلومترات من موقعه في الأراضي المصرية وسط تضاريس صعبة للغاية، وأنه قد يكون تلقى مساعدة خارجية في التخطيط.

  • الإعلام العبري بات يدرج الحادث أيضا ضمن عمليات "الذئاب المنفردة"؛ فهو يشير إلى المجند المصري نفذ 3 كمائن للجنود الإسرائيليين، ويسخر من حديث المصريين عن عملية مكافحة تهريب دون الحديث عن مصير المهربين، مسترجعا في هذا الصدد الرواية العربية الروتينية المتعلقة بـ"المختل النفسي" التي يتم تصديرها في كثير من الحوادث الأمنية المحرجة.

  • لا يُتوقع أن تكون للحادث تداعيات ملموسة على العلاقات بين الجانبين المصري والإسرائيلي؛ فكل من نتنياهو ورئيس أركانه هيرزي هاليفي ووزير دفاعه يوآف جالانت حرصوا على التأكيد على أهمية التعاون والعلاقات مع مصر رغم الحادث.

  •  لذا يُرجح أن الأمور ستهدأ؛ لأن هناك مصالح حيوية في التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل، فضلا عن أن القاهرة باتت حلقة الوصل بين تل أبيب وفصائل المقاومة في غزة، والعنصر الفاعل في الحفاظ على تفاهمات وقف إطلاق النار، والمنقذ في كثير من الأحيان لجيش الاحتلال عندما يريد الخروج من مغامرة عسكرية في القطاع قد تسوء عواقبها إذا طالت.

  • سيقتصر الأمر، من باب إرضاء الحكومة اليمينية في إسرائيل، على مطالبات لمصر بتحقيق شامل ومفصل مشترك لمعرفة خلفيات الحادث، إلى جانب تعزيز التبادل الاستخباراتي والمعلوماتي مع الجانب المصري الذي يكشف الحادث عن محدوديته، وتشديد إجراءات حماية الحدود، بما يشمل تعزيز القوات، ونوعيتها بحيث تكون أكثر تدريبا، وتقليص ساعات نوبات الحراسة، بما يضمن الحد من عمليات التهريب إلى الحد الأدنى، وضمان عدم تكرار عمليات التسلل مستقبلا.

  • كما ستشمل الإجراءات تحقيقا داخليا عسكريا شاملا لمعرفة أوجه القصور، خاصة عدم اكتشاف نظام المراقبة تسلل المجند المصري، ومراجعة استراتجية الدفاع على طول هذه الحدود، والتقصير في الالتزام بالقواعد الأمنية المتبعة التي تنص على إجراء فحوصات الاتصال كل ساعة مع الجنود.

  • من المتوقع أن تمتد هذه الإجراءات المتوقعة لتشمل كل الحدود الإسرائيلية، وليس مع مصر فقط؛ خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تسلل هجومي إلى إسرائيل؛ ففي مارس/آذار الماضي اخترق عنصر مدعوم من "حزب الله" الحدود اللبنانية وتم تحييده فقط بعد أن شق طريقه 43 ميلاً داخل إسرائيل.

موضوعات متعلقة