لمواجهة تراجع أسعار النفط.. أوبك+ تدرس خفضا جديدا في الإنتاج

الأحد 4 يونيو 2023 12:52 م

بدأ اجتماع وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط وشركاؤهم في تكتل "أوبك+"، الأحد، لمحاولة إيجاد حل لأسعار النفط المتراجعة، بما في ذلك إمكانية خفض الانتاج على خلفية توتر بين موسكو والرياض.

وانضم إلى وزراء الدول الـ13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذين اجتمعوا السبت في مقر المنظمة في فيينا برعاية السعودية، شركاؤهم العشرة بقيادة روسيا.

بدأ هذا الاجتماع الثاني في العاصمة النمساوية منذ مارس/آذار 2020، بعد ظهر الأحد، مع 3 ساعات من التأخير عن الموعد المحدد سابقًا.

وقال مصدر مطلع على المناقشات، إن تخفيضا قدره مليون برميل يوميا، طُرح لكن نتيجة الاجتماع لا تزال غير مؤكدة.

والتزم ممثلو دول "أوبك" الصمت حيال نواياهم لدى وصول الوفود إلى مقر الكارتل، حيث ينتظرهم حشد من الصحفيين.

وقال نائب وزير النفط الإيراني أمير حسين زماني نيا، بعد لقاء تمهيدي: "لم تجر مناقشات حول حجم الإنتاج"، مشيرا إلى أن "كل شيء مطروح على الطاولة".

اكتفى وزير النفط السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بالتعليق على الطقس، متهربا من الرد على أسئلة الصحفيين.

أما نظيره الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، فقال إنه "يتطلع إلى قرار من شأنه أن يحقق توازن السوق"، بدون أن يضيف أي تفاصيل.

وتحسنت أسعار النفط خلال الجلستين الماضيتين، لكنها تراجعت بنسبة حوالى 10% منذ الإعلان المفاجئ لأعضاء "أوبك+" مطلع أبريل/نيسان عن خفض كبير في حصص الانتاج.

ولم يؤد هذا الإجراء في الواقع إلى رفع الأسعار في سوق يعاني من كساد بسبب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية الكبرى والانتعاش البطيء للطلب في الصين مع انتهاء قيود مكافحة (كوفيد).

وبلغ سعر برميل برنت نفط لبحر الشمال المرجعي للخام في أوروبا 76 دولارًا للبرميل، بينما يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 71 دولارًا، بعيدًا عن الذروة المسجلة في مارس/آذار 2022، في بداية النزاع في أوكرانيا، وبلغت حوالى 140 دولارًا.

وقال جوفاني ستونوفو من مجموعة "يو بي إس"، إنه في مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب "زاد احتمال خفض جديد بشكل كبير".

ويتوقع المحلل الإبقاء على الوضع القائم، لكن محللين آخرين مثل يوسف الشمري من مجموعة "سي-ماركيتس" عدلوا توقعاتهم.

وقال الشمري إنه يتوقع أن "تضغط السعودية من أجل خفض بما لا يقل عن نصف مليون برميل يوميًا".

ويبقى معرفة ما إذا كانت الرياض ستنجح في إقناع روسيا التي تبدو مترددة في مزيد من التشديد في تدفق الذهب الأسود الذي تساعدها عائداته في تمويل هجومها العسكري.

وقالت باربارا لامبرخت من مجموعة "كوميترس بنك"، إن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك "يرى أن لا حاجة لـ(أوبك+) إلى تغيير المسار".

وهذا لأن موسكو بالكاد تستفيد من زيادة في الأسعار.

فبسبب العقوبات الغربية، لا يمكن تسليم النفط الروسي الذي يتجاوز سعره 60 دولارا.

وإذا تجاوز هذا السعر، يحظر على الشركات تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري، من شحن وتأمين وغيرها.

وأضافت لامبرخت: "من جهة أخرى، تحتاج السعودية إلى أسعار أعلى لموازنة ميزانيتها"، مشيرة إلى أن عتبة الربح تبلغ حوالى 80 دولارًا للبرميل بالنسبة للرياض.

وعلى الرغم من هذه الاختلافات، تعتقد لامبرخت أن "المنتجين الرئيسيين للكارتل سيحرصان بلا شك على الحفاظ على جبهة موحدة للحفاظ على نفوذهما".

وفي الخلاف الرئيسي الأخير بينهما في مارس/آذار 2020، رفضت روسيا خفض إنتاجها لدعم الأسعار التي انخفضت بشكل كبير بسبب جائحة (كوفيد-19).

وبعد ذلك أغرقت السعودية السوق بالنفط مما أدى إلى انخفاض الأسعار لفترة طويلة.

ويرى الشمري، أن "السعودية لا تريد أن يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى، ومثلها روسيا".

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

أوبك السعودية أوبك+ أسعار النفط إنتاج النفط خفض الإنتاج روسيا

أوبك+ يعلن تمديد خفض إنتاج النفط إلى نهاية 2024

أوبك: لا نتدخل في أسعار النفط ولا تستهدف مستوى إنتاج معينا