سيطرت نذر الركود الاقتصادي على نفسية المتعاملين في أسواق النفط العالمية، وضيعت تأثير قرار السعودية بالخفض الإضافي الطوعي للإنتاج بنحو مليون برميل يوميا؛ خلال شهر يوليو/تموز المقبل؛ ما دفع الأسعار إلى الهبوط، يوم الإثنين، في بداية التعاملات، بعد مكاسب قصيرة بجلسة الأحد.

وتراجعت العقود الآجلة لمزيج برنت 23 سنتا أو 0.3% إلى 76.48 دولارا للبرميل، بينما خسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.4%، ليسجل 71.90 دولارا للبرميل.

وكان برنت قد ارتفع بنحو 2.6 دولار يوم الإثنين، بينما زاد الخام الأمريكي بنحو 3.3 دولارات بعد بضع ساعات من قول السعودية إنها تعتزم خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا إلى 9 ملايين برميل يوميا في يوليو/تموز.

وفي الاجتماع الوزاري لتحالف "وبك+"، الذي انعقد مساء يوم الأحد؛ برئاسة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والرئيس المشارك نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، تم الاتفاق على تمديد الخفضين الملزم والطوعي السابقين.

وقرر التحالف في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خفضا ملزما لكل الأعضاء بمقدار مليوني برميل يوميا، يبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني التالي ويستمر حتى نهاية 2023، كما قرر بعض الأعضاء خفضا طوعيا في أبريل/نيسان الماضي بنحو 1.6 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام الحالي.

فيما قررت السعودية خفضا إضافيا بمقدار مليون برميل يوميا في يوليو/تموز، قابلة للتمديد، وبذلك يصل خفض التحالف الذي يسيطر على 40% من الإمدادات العالمية إلى 4.5% من حجم الطلب العالمي.

وكان رد فعل السوق في البداية إيجابيا للغاية، ولكنه تراجع بعد ذلك بسبب التقييمات التي تم إجراؤها على السياق الاقتصادي وقدرة الطلب لدى المستوردين الرئيسيين.

ولا يزال انتعاش النمو الاقتصادي الصيني متفاوتا وغير مستقر، وهو الذي يراهن عليه العالم في إزاحة الركود ورفع الطلب على السلع، كما تعانى باقي الدول من الأمر ذاته.

أما بالنسبة لبنك "يو بى إس" السويسري، لا يغير أداء الذهب الأسود، الإثنين، توقعاته على المدى الطويل، حيث يرى أنه سيصل إلى 95 دولارا بنهاية العام الحالي.

كما كتب محللو "يو بى إس" في مذكرتهم اليومية عن أوروبا أنه "على الرغم من رد فعل السوق المتواضع، فإننا نعتبر ذلك نتيجة تصاعدية للغاية".

حيث يمكن تمديد التخفيض السعودي بمقدار 1 مليون برميل في اليوم في يوليو/تموز إذا لزم الأمر، وتشير النغمة السائدة في المؤتمر الصحفي إلى وحدة المنتجين.

وأضافوا: "كما نعتقد أن الطلب على النفط لا يزال قويا، وأن الطلب الطوعي يجب أن يساعد تخفيضات الإنتاج في تشديد السوق في ساعتين".

ويحتفظ البنك بالنفط ضمن فئات الأصول المفضلة لديه على الرغم من الانخفاض بنسبة 9% منذ بداية العام حتى تاريخه في عقد بحر الشمال، ويتوقع أن يكون سعر خام برنت 95 دولارا للبرميل بحلول نهاية عام 2023.