استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، في قصر السلام بجدة، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث استعرضا العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، إضافة لملف حقوق الإنسان.
ووفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإنه "جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون في مختلف المجالات وسبل تعزيزه".
كما بحث الجانبان "تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها".
في وقت ذكر بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، أن بلينكن وبن سلمان أكدا التزامها المشترك لدعم الاستقرار والأمن والازهار في الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك السعي نحو اتفاق شامل لتحقيق السلام في اليمن.
ونقل البيان عن بلينكن القول إن العلاقة مع السعودية "ستتعزز من خلال تحقيق تقدم في ملف حقوق الإنسان".
وتابع: "ناقش الجانبان تعميق التعاون الاقتصادي وخصوصا في الطاقة النظيفة والقطاع التكنولوجي".
سمو #ولي_العهد يجتمع بوزير الخارجية الأمريكي، ويستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وأوجه التعاون في مختلف المجالات، ويبحثان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.https://t.co/034ivyXPbv#واس pic.twitter.com/tjIzy6hmJP
— واس الأخبار الملكية (@spagov) June 6, 2023
وشكر وزير الخارجية ولي العهد السعودي على دعم المملكة إخلاء مئات الأمريكيين من السودان، وعلى شراكة الرياض المستمرة في المفاوضات الدبلوماسية من أجل وقف القتال هناك.
وكان بلينكن وصل إلى السعودية، الثلاثاء، في زيارة تستمرّ 3 أيام وترمي لـ"بحث التعاون الاستراتيجي بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والعالمية".
ومن المتوقع أن يناقش بلينكن مع مسؤولين سعوديين خلال الزيارة "مجموعة من الملفات الثنائية بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني"، حسب بيان سابق عن الخارجية الأمريكية.
ويشارك بلينكن، الأربعاء، في اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي الأمريكي لمناقشة التعاون المتنامي مع الشركاء في دول الخليج لتعزيز الأمن والاستقرار وإيقاف التصعيد، والتكامل الإقليمي والفرص الاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كما سيشارك الوزير الأمريكي، الخميس، في استضافة اجتماع وزاري لـ"التحالف الدولي ضد تنظيم داعش"، مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض لإبراز الدور الحاسم الذي لعبه التحالف لمواجهة التهديد المستمر لـ"داعش"، حسب البيان.
وقبل ساعات من رحلة بلينكن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن "واشنطن تواصل الشراكة مع الرياض في القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والطاقة ومكافحة الإرهاب"، مضيفةً أن الهدف "تعزيز رؤيتنا المشتركة لشرق أوسط أكثر سلاماً وأماناً وازدهاراً واستقراراً".
#فيديو_واس | سمو #ولي_العهد يجتمع بوزير الخارجية الأمريكي.#واس pic.twitter.com/70IRjn00Ef
— واس الأخبار الملكية (@spagov) June 6, 2023
وذكرت الخارجية الأمريكية أن "واشنطن مورد دفاعي للرياض"، معتبرة أن هذه الشراكة "مبنية على مصلحتنا المشتركة في أمن الخليج وردع أي قوة أجنبية أو إقليمية تهديد المنطقة".
وتأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع من أخرى أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى المملكة، وبعد نحو عام على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في صيف عام 2022.
ولا يخفي المسؤولون الأمريكيون رغبتهم في التقارب مع المملكة رغم التباينات الكثيرة، لا سيما أن الرياض تؤدي دوراً أساسياً في المنطقة.
والعلاقات بين واشنطن والرياض شديدة التعقيد، فإدارة بايدن تتّهم المملكة الخليجية الغنية بالنفط بانتهاك حقوق الإنسان وبالدفع لرفع أسعار النفط الخام.
ولا تزال قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية في العام 2018، ترخي بثقلها على العلاقات على الرغم من أن الولايات المتحدة طوت الصفحة إلى حد كبير.
وكان بايدن قد دعا إلى "إعادة ضبط" للعلاقات مع السعودية بعد قرار المملكة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خفض إنتاج النفط.
لكن الحليف السعودي الذي زوّدته واشنطن كميات كبيرة من الأسلحة يؤدي دورا أساسيا في المنطقة.