أول زيارة لرئيس فنزويلا للسعودية منذ 2015.. ماذا تعني؟

الأربعاء 7 يونيو 2023 10:20 ص

ضمن أول زيارة للمملكة الخليجية منذ عام 2015، بحث الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن لسمان، أمس الثلاثاء، سبل تعزيز العلاقات بين المملكة والدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، إضافة إلى قضايا ذات اهتمام مشترك.

وفي 11 مايو/ الماضي الماضي، شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في المجلس الوزاري لرابطة دول الكاريبي في جواتيمالا، بمشاركة فنزويلا، وشدد في كلمة له آنذاك على حرص المملكة على تعزيز العلاقات مع دول أمريكا الجنوبية.

  • من غير المرجح أن تؤدي زيارة مادورو وحدها إلى اختراقات دبلوماسية أو اقتصادية كبيرة، لكنها تُظهر الاستقلال الدبلوماسي المتزايد للسعودية عن حليفتها الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات متنوعة على فنزويلا، بمزاعم الفساد وتهريب المخدرات وانتهاك حقوق الإنسان ودعم  جماعة "حزب الله" اللبنانية (حليفة إيران).
  • لقاء بن سلمان ومادورو جاء عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرياض، ويمثل أحدث حلقة في سلسلة عمليات تقارب تجريها السعودية مع دول لديها خلافات مع الولايات المتحدة، إذ استأنفت المملكة علاقاتها مع إيران، بوساطة الصين، واستعادت الروابط مع نظام بشار الأسد في سوريا، وتستضيف الدورة العاشرة من مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين يومي 11 و12 يونيو/حزيران الجاري.
  • يمكن للسعودية، وربما بطلب من الولايات المتحدة، أن تلعب دورا في التوسط أو تسهيل تخفيف عزلة فنزويلا الدولية، إذ تحاول الرياض وضع نفسها كوسيط في النزاعات العالمية، فبدعم أمريكي تستضيف المملكة مباحثات لإنهاء القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في السودان، كما عرضت رارا الوساطة في الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
  • زيارة مادورو للسعودية تأتي ضمن مساعي فنزويلا لتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، حيث تعمل مع إيران منذ فترة طويلة في مسائل الطاقة وتوسعان تعاونهما ليشمل مجالات أخرى، كما يجمع كراكاس وطهران عداء لسياسات تل أبيب، لاسيما تجاه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
  • قد تسعى السعودية إلى تعويض النفوذ الإيراني في فنزويلا من خلال زيادة علاقاتها الدبلوماسية وربما الاقتصادية مع كراكاس. وتحتفظ الدولتان بسفارة لكل منهما، ولكن ليس بينهما علاقات تجارية كبيرة، ففي 2021، بلغت صادرات الرياض إلى فنزويلا 1.91 مليون دولار، بينما بلغت صادرات كراكاس إلى المملكة 508 آلاف دولار فقط، وفقا لمركز "التعقيد الاقتصادي" بالولايات المتحدة.
  • توطيد العلاقات بين السعودية وفنزويلا، العضوين المؤثرين جدا في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، يتيح لهما مزيدا من التنسيق في شؤون الطاقة، لاسيما مع رغبة الرياض المتكررة في خفض الإنتاج لرفع الأسعار من أجل تمويل مشروعاتها الاستثمارية الضخمة، لكنه في الوقت نفسه يُضر بجهود دول أخرى، بينها الولايات المتحدة، لكبح التضخم.

موضوعات متعلقة