كارنيجي: مستقبل العلاقات الإيرانية السعودية.. الأمل يجتمع مع التشكيك والاقتصاد كلمة السر

الأربعاء 7 يونيو 2023 10:54 ص

ثمة مؤشّرات تجمع بين الأمل والتشكيك في ما يتعلق بتجدد العلاقات بين إيران والسعودية، وفي هذا السياق، من الضروري إعطاء الأولوية للدبلوماسية والتبادل الثقافيَّين، والتنمية المحلية، والتكامل الاقتصادي من أجل سلوك مسار سلمي في المرحلة المقبلة.

ما سبق كان خلاصة تقرير نشرته مؤسسة "كارنيجي" الأمريكية للأبحاث، بعنوان: "السعودية وإيران.. ما بعد العلاقات الجيوسياسية".

واعتبر التقرير أنه يجب إيلاء مزيد من الاهتمام لفهم العوامل التي قد تُمكّن السعودية وإيران من تجاوز خلافاتهما السياسية والمذهبية والحفاظ على أواصر العلاقات التي أُعيد وصلها بينهما، لا سيما بعد أن أسفر العداء بينهما عن اندلاع عدد من النزاعات، بما في ذلك الحروب بالوكالة في عدد من البلدان مثل اليمن وسوريا، وأثر سلبا على السلام والاستقرار بالشرق الأوسط.

ويقول التقرير إن المصالح الاقتصادية المشتركة يمكن أن تسهم في توطيد العلاقات المتجددة بين الرياض وطهران، حيث تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإطلاق حقبة جديدة من الإصلاح الاقتصادي، ما يشكّل أولوية حيوية للمملكة.

أما إيران، من جهتها، فلطالما شعرت بأنها متخلّفة عن الركب نتيجة العقوبات الاقتصادية.

وبحسب التقرير، قد تجتمع هاتان الديناميتان وتمهّدان الطريق لازدهار الدولتَين في المستقبل.

التبادل التجاري

تتطلع إيران إلى بلوغ حجم تجارتها مع السعودية ما لا يقل عن مليار دولار، علاوةً على ذلك، تسعى المملكة إلى جذب 100 مليون زائر سنوي بحلول عام 2030؛ وفي هذا الصدد، من شأن استئناف الرحلات المباشرة إلى إيران أن يزيد من حركة تبادل السيّاح بما يعود بالفائدة على البلدَين معًا.

وستسهل الصين الأمر في هذا الجانب، بصفتها شريكا تجاريا واقتصاديا مخضرما للجانبين حاليا، وتتمتع بعلاقات متميزة مع الرياض وطهران، علاوة  على أن بكين تريد إنجاح مساعيها للوساطة وتحويل العلاقات بين السعودية وإيران إلى نموذج مميز.

الشباب في البلدين

يشكل الشباب تقريبا نسبة 63% في السعودية و60% في إيران، ويتطلعون في البلدين إلى توافر فرص عمل، وإلى تحقيق التنمية المحلية وتوطيد الروابط مع المجتمع الدولي.

ومن المقاربات الممكنة، وفقا للتقرير، وضع برامج للتبادل الأكاديمي والثقافي من شأنها تعزيز فهم ثقافة البلد الآخر وتقديرها.

لكن التباين بين الشباب السعوديين والإيرانيين حيال القيادات في بلديهما قد يجعل من الصعب تحديد أرضية مشتركة للتعاون في مجال التنمية المحلية، حيث يرى 97% من الشباب السعودي ولي العهد قائدا قويا، ويعتبر 90% منهم أنه يسير في الاتجاه الصحيح بالمملكة، لكن في إيران يحدث العكس، فالشباب ناقمون على السلطة والحكومة، لا سيما مع قمع التظاهرات الأخيرة في البلاد.

ويشدد التقرير على أنه من أجل ن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار، من الضروري لكلا الطرفَين إبقاء وكلائهما تحت السيطرة؛ نظرًا إلى أن هذه المجموعات تمتلك القدرة على عرقلة التقدّم الدبلوماسي.

وقد تشكّل تأثيرات خارجية أخرى، منها المصالح الأمريكية والروسية، عائقًا أيضًا أمام تطوّر العلاقة وفاعلية الاتفاق في المدى الطويل، وفقا للمركز.

المصدر | الخليج الجديد + كارنيجي

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإيرانية التقارب السعودي الإيراني الاقتصاد التبادل التجاري وساطة الصين

بمراسم خاصة.. إيران تعلن إعادة فتح قنصليتها في جدة

تحليل: التقارب السعودي الإيراني فشل في خفض التصعيد بالشرق الأوسط

100 يوم من المصالحة السعودية الإيرانية.. تسلسل زمني