استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سياسة تركيا الخارجية المرتقبة

الخميس 8 يونيو 2023 04:51 ص

سياسة تركيا الخارجية المرتقبة

لن تفرّط تركيا بعلاقاتها المتنامية مع روسيا التي لم تُخف دعمها لإعادة انتخاب أردوغان، بعكس الحلفاء الغربيين الذين تمنّوا سقوطه.

ستلتزم تركيا بسياسة "التوازن المرن" التي تتبعها بين واشنطن وموسكو بحيث تستمرّ في رفض غزو روسيا لأوكرانيا وسيطرتها على البحر الأسود.

يتوقع أن تصبح السياسة الخارجية لتركيا أكثر تحفظًا دون تفريط بمكاسب حققتها أو بحضورها المؤثر في المنطقة الممتدة من القوقاز إلى شمال أفريقيا.

ستتمسّك تركيا بتحالفها البارد مع أميركا في عهد بايدن وتدير خلافاتها معها بدون ضجيج كبير حتى تصل للحكم في 2024 إدارة أكثر تفهّما لمخاوف تركيا الأمنية وتحدّياتها الإقليمية والدولية.

في سورية ستتبنّى تركيا "مقاربة قطاعية" وقد تتعاون مع النظام وحلفائه عند التقاء المصالح ضد "قسد" وإخراج الأميركيين ولن تتردّد في المواجهة والاستفادة من ضعف منافسيها روسيا وإيران.

* * *

أما وقد وضعت الانتخابات التركية أوزارها، بعد معركةٍ احتدمت حول هوية البلاد وتوجّهاتها السياسية، ينصرف الآن معظم الاهتمام في الدوائر الإقليمية والدولية إلى تتبّع أي تغييرات محتملة في سياسة تركيا الخارجية، خاصة بعد تسلم رئيس جهاز المخابرات، حقّان فيدان، منصب وزير الخارجية خلفًا لمولود جاووش اوغلو.

ويمكن استنادا إلى التوجّهات التي تبنّتها حكومة الرئيس أردوغان خلال العامين الأخيرين توقع سياسات تركيا الخارجية خلال السنوات القليلة المقبلة، ما لم تحصل مفاجآت، طبعا، تتطلب اتّباع سياسات متناسبة.

مقارنة بالعقد الماضي الذي بدأ بثورات الربيع العربي، وشهد انخراطا كبيرا في مختلف الملفّات الإقليمية، يتوقع أن تصبح السياسة الخارجية لتركيا أكثر تحفظًا في ولاية الرئيس أردوغان الأخيرة دون تفريط بالمكاسب التي حققتها أو بحضورها المؤثر في المنطقة الممتدة من القوقاز إلى شمال أفريقيا.

دوليا، ستتمسّك تركيا بتحالفها البارد مع أميركا في عهد بايدن، وستعمل على إدارة خلافاتها معها بدون ضجيج كبير، على أمل أن تصل إلى الحكم في واشنطن في انتخابات العام المقبل إدارة أكثر تفهّما لمخاوف تركيا الأمنية وتحدّياتها الإقليمية والدولية.

في الوقت نفسه، لن تفرّط تركيا بعلاقاتها المتنامية مع موسكو، التي لم تُخف دعمها لإعادة انتخاب أردوغان، بعكس الحلفاء الغربيين الذين تمنّوا سقوطه.

بناء عليه، سوف تلتزم تركيا بسياسة "التوازن المرن" التي تتبعها بين واشنطن وموسكو بحيث تستمرّ في رفض الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي العمل على إفشال محاولات فلاديمير بوتين الرامية إلى الهيمنة على البحر الأسود، في موازاة رفضها الالتزام بالعقوبات الغربية على موسكو.

وسوف يستمرّ على الأرجح التعاون مع الكرملين في إدارة جملة من الصراعات الإقليمية التي تتباين فيها مصالح الطرفين (مثل سورية وليبيا والقوقاز الجنوبي). ويتوقع أيضا أن تتعزّز العلاقات الاقتصادية بين الطرفين في ضوء حاجة كل منهما الآخر في هذا المجال.

سوف تحاول تركيا أن تفرض، فوق ذلك، شروطها بخصوص توسّع حلف الناتو ليضم السويد، بعد أن وافقت على ضم فنلندا، فيما تسعى للحصول على مزيد من الأسلحة الأميركية (طائرات أف 16 بخاصة) لتعزيز قدراتها الدفاعية.

سوف تستمرّ علاقات تركيا مع الصين بالنمو خلال المرحلة المقبلة، أيضا، في ظل المصالح المشتركة الكبيرة التي باتت تربط بينهما، وسوف تستمرّ، بناء عليه، تركيا في انتهاج سياسة غضّ الطرف عن الانتهاكات الخطيرة التي يتعرّض لها الإيغور في تركستان الشرقية.

إقليميا، يتوقّع أن تستمر تركيا في اتباع نهج الانفتاح، الذي تبنّته في العامين الأخيرين، على مختلف دول الإقليم. فمن جهةٍ، سوف تحافظ على علاقاتها القوية مع قطر، وستعزّز، من جهة ثانية، روابطها الاقتصادية والسياسية مع السعودية وبقية دول الخليج.

ستطرأ على الأغلب تطوّرات إضافية في العلاقة بمصر في ضوء التحدّيات الاقتصادية التي تعترض الجانبين، وقد يساعد هذا، بتعاون من موسكو، في كسر الجمود الذي يخيّم على العملية السياسية في ليبيا بعد أن أفشلت تركيا بتدخلها عسكريا عام 2020 محاولات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه الإقليميين الاستيلاء على طرابلس.

قد يسمح التقارب مع مصر أيضا في تسوية مسألة ترسيم الحدود البحرية، وتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة، في شرق المتوسط، وفي تعاون أكبر ربما في إنتاج الطاقة.

سوف تنمو، على الأرجح، علاقات تركيا الاقتصادية والسياسية مع إيران، رغم تعاطف هذه الأخيرة مع مرشّح المعارضة التركية، كمال كلجدار أوغلو، في الانتخابات الأخيرة، لكن واقعية أردوغان سوف تتغلب، كما دائما، في هذا الموضوع وسواه.

يرجّح أيضا أن يستمرّ التحسّن في علاقة أنقرة بأرمينيا التي حضر رئيسها مراسم تنصيب أردوغان وسوف ينعكس هذا بطبيعة الحال زيادة في نفوذ تركيا في القوقاز الجنوبي على حساب إيران وروسيا.

في الملف الأكثر إلحاحا في سياستها الإقليمية (سورية)، سوف تتبنّى تركيا على الأرجح "مقاربة قطاعية"، بمعنى أنها لن تتردّد في التعاون مع النظام وحلفائه عندما تلتقي المصالح حول قضية معينة (قوات سوريا الديمقراطية وإخراج الأميركيين من شرق الفرات مثلا) لكنها لن تتردّد في المواجهة أيضا إذا اقتضت الحاجة، والاستفادة من ظروف ضعف منافسيها في موسكو وطهران.

*د. مروان قبلان كاتب وأكاديمي سوري

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أميركا روسيا إيران سوريا الغرب الخليج أردوغان الإيغور ليبيا حقان فيدان الربيع العربي السياسة الخارجية التركية الصراعات الإقليمية