ميدل إيست آي: انعطافة العرب تجاه سوريا ستغير اللعبة كليا ولكن بشرط

الخميس 8 يونيو 2023 09:19 ص

اعتبر تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن تحول الموقف العربي إزاء سوريا قد يغير قواعد اللعبة التي تحولت إلى مأساة، شريطة أن تكون الرغبة العربية حقا هي مساعدة سوريا وليس مجرد إعادة تأهيل رئيس النظام بشار الأسد.

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه بعد 12 عاما من الأزمة في سوريا والتي باتت دولة مدمرة، أصبحت الصورة قاتمة مع أكثر من 6 ملايين لاجئ، ومثلهم من الذين يعانون الفقر والعوز داخل البلاد، وزيادة عن نصف مليون شخص فقد حياته، ومدن وبلدات مدمرة، يبدو هناك بصيص أمل.

ويضيف أنه إذا كانت حكومات جامعة الدول العربية، بثرواتها الهائلة من النفط والغاز، مستعدة حقًا لمساعدة سوريا في إعادة البناء، وليس مجرد استضافة الأسد في اجتماعات القمة، فإن فرصة بداية جديدة موجودة أخيرًا.

الموقف التركي

ويشير التقرير هنا إلى الموقف التركي وأهميته في هذا الأمر، لاسيما بعد إعادة انتخاب رئيس البلاد رجب طيب أردوغان لولاية جديدة مدتها 5 سنوات، حيث يتشكك البعض حاليا في تأييد أردوغان لمسلك الجامعة العربية، لكن قد يحدث ذلك إذا نجح الأسد في تهدئة مخاوف الأتراك حول التنظيمات الكردية في شمالي سوريا، وهو الأمر المستبعد، قياسا إلى استمرار الدعم الأمريكي لهذه التنظيمات.

ويوضح التقرير أن مهمة العرب لإعادة تأهيل الأسد جاءت سهلة نوعا ما، رغم الاعتراضات الأمريكية، بسبب الحرب الساخنة في أوكرانيا، والتي سرقت الاهتمام العالمي من المأساة في سوريا، وكذلك تفجر الحرب الجديدة في السودان.

لكن حرب أوكرانيا تحديدا قد تكون سببا في استمرار الرفض الأمريكي للتطبيع العربي مع الأسد،  وفقًا لما قاله ويليام روبوك، الدبلوماسي الأمريكي الذي انضم مؤخرًا إلى القوات الأمريكية في سوريا.

وقال روبوك، في ندوة عبر الإنترنت في معهد "كوينسي" الأسبوع الماضي: "تريد الولايات المتحدة البقاء في سوريا والإبقاء على القوات هناك من أجل حرمان الأسد وبوتين من أي نوع من الانتصار".

بدوره، اعتبر جوشوا لانديس، الأستاذ في جامعة أوكلاهوما والخبير المعروف في الشأن السوري، في نفس الندوة عبر الإنترنت، أن "الدافع الرئيسي للسياسة الأمريكية هو عدم السماح لسوريا بإعادة البناء، لإبقاء الأسد ضعيفًا وإيذاء الروس والإيرانيين الذين يدعمونه".

الموقف السعودي

ويرى التقرير أن التحول الأكبر كان في الموقف السعودي، وهو الذي أكسب الأمر زخما، فبعد أن كانت الرياض داعمة للمعارضة المسلحة ضد الأسد، ها هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يبادر باحتضان الأسد في القمة العربية الأخيرة بجدة.

وكان إعادة التعامل مع الأسد ثالث أكبر انعطافة كبيرة لبن سلمان، في الأشهر الأخيرة، بعد إطلاقه حوارا مع خصومه الحوثيين في اليمن، وإعادة فتح العلاقات مع إيران.

وفي حين أن التحول السعودي كان المحرك الرئيسي لدعوة الأسد للانضمام إلى جامعة الدول العربية، فإن الدول العربية الأخرى، ولا سيما الأردن ولبنان، لديها أسباب وجيهة لدعم هذه الخطوة.

فالآن، وبعد أن انتهى القتال إلى حد كبير في سوريا، تريد بيروت وعمان تخفيف العبء الاجتماعي والاقتصادي للاجئين الذين يستضيفونهم وحملهم على العودة إلى ديارهم.

وسيستلزم ذلك نوعا من العفو أو الضمانات من الأسد بعدم مقاضاة العائدين أو مضايقتهم.

تريد الحكومات العربية أيضًا استخدام احتمال أموال إعادة الإعمار كورقة مساومة لإقناع الأسد بإنهاء إنتاج حبوب الكبتاجون في سوريا، والتي يتم تهريبها إلى الأردن ولبنان والسعودية.

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بشار الاسد الجامعة العربية النظام السوري سوريا تركيا

تحليل يتحدث عن السبب الرئيسي لعودة الأسد للجامعة العربية ويحذر: ما بعد ذلك لن يكون سهلا