سلط المحلل الإسرائيلي، كايم ليفنسون، الضوء على تداعيات مقتل 3 عسكريين إسرائيليين على الحدود مع مصر في إطلاق نار للمجند المصري محمد صلاح، واصفا اتفاق السلام بين تل أبيب والقاهرة بأنه "وهم".

وذكر ليفنسون، في تحليل نشره بموقع صحيفة "هآرتس" العبرية وترجمه "الخليج الجديد"، أن هجوم أحد أفراد قوات الأمن المصرية يجب أن يثير تساؤلات أبعد من عدد الساعات التي قضاها الجنود الإسرائيليين في مهمة حراستهم على الحدود، وأسباب عدم إقلاع الطيران المساند لهم في الوقت المحدد.

وأضاف أن مطلق النار المصري محمد صلاح ليس حالة شاذة، لأن الكراهية لإسرائيل منتشرة في مصر، وتتراوح بين انتقاد الاحتلال إلى معاداة السامية الصريحة، وهي ليست سمة من سمات دولة أبرمت اتفاق سلام.

ووصف ليفانسون اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر بأنه أقرب إلى "اتفاقية عدم اعتداء تخدم مصالح النخب الأمنية المصرية والإسرائيلية"، لأنه لا سلام بين الشعبين.

ومن واقع زيارته لمصر كسائح وكصحفي، يؤكد ليفانسون أن الإسرائيليين "غير مرغوب فيهم" هناك، مشيرا إلى أن المصريين، في المقابل، لا يزورون إسرائيل.

ويرى المحلل الإسرائيلي أن كل حكومات الدولة العبرية، منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق، مناحم بيجين، تجاهلت مطلبا أساسيا مع الدول التي أبرمت معها اتفاقيات سلام، وهو "اتخاذ إجراءات ضد معاداة السامية ومعاداة إسرائيل".

واعتبر ليفانسون أن هذا الطلب "يجب أن يأتي أيضًا من الحكومة الأمريكية، التي توسطت في محادثات السلام، أواخر السبعينات"، مضيفا: "ليس من الممكن الوصول إلى كل مصري بالطبع، لكن يمكننا بالتأكيد أن نسأل ما هي الإجراءات التي يتخذها الجيش والشرطة المصريان لتوعية شعب البلاد بالسلام".

وقارن المحلل الإسرائيلي بين الوضع في مصر وبين نظيره في دول ليس لها علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، مثل قطر، مشيرا إلى أن بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة القدم، العام الماضي، استضافت آلاف الإسرائيليين "باحترام وحب واهتمام بأمنهم"، حسب قوله.

وأضاف: "توصف مصر دائما بأنها لاعب استقرار في المنطقة بسبب وساطتها بين إسرائيل وقطاع غزة. لكن قطر هي التي ترسل الأموال إلى غزة، كما أنها تنقذ إسرائيل كلما اقترب القطاع من كارثة إنسانية. لكن قطر ينظر إليها بشكل سلبي للغاية، في حين أن مصر، لسبب ما، هي بقرة مقدسة".

وتساءل ليفانسون: "تخيل لو أن ضابط شرطة إسرائيليا استخدم موقع حراسته على الحدود وقتل 3 جنود مصريين. إن وصف هذا بأنه واقعة فردية لن يكون كافيًا (..) لكن المصريين يغمغمون فقط ببعض التصريحات التي تشبه على الأكثر اعتذارًا واهيا، وبعد ذلك يمر كل شيء على ما يرام فيما يتعلق بهم".

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن "الوقت حان للتوقف عن التعامل بسهولة مع مصر. إنها دولة كبيرة قوية ذات مؤسسات مستقرة وحكومة مستقرة. وتستفيد من ثمار السلام البارد بقدر ما نستفيد، لذلك نحن بحاجة إلى تقديم طلب أساسي ومعقول وعادل للغاية، وهو استخدام جميع أدواتها التعليمية والقانونية لتثقيف شعبها بشأن السلام".