وقعت مصر وأنجولا، الخميس، مذكرة تفاهم بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية العسكرية، وسط تصاعد التوترات الناجمة عن بناء سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.

وجاء توقيع المذكرة بعدما وصل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إلى لواندا يوم 6 يونيو/حزيران 2023، في زيارة عمل تستغرق 48 ساعة، بدعوة من رئيس جمهورية أنجولا، جواو لورنكو، وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى أنجولا، حسبما أورد موقع "مليتاري أفريكا" وترجمه "الخليج الجديد".

وناقش الطرفان تعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والرعاية الصحية والتعليم والطاقة.

وبحسب متحدث باسم وزارة الدفاع الأنجولية، فقد وقع الاتفاق، أبيل كانديو، رئيس المخابرات العسكرية الأنجولية، ونائب رئيس المخابرات العسكرية المصرية، سامح صابر الدجوي. وتنص المذكرة على تبادل المعلومات بين الجهازين بهدف مكافحة الإرهاب على وجه التحديد.

وأورد بيان للجيش الأنجولي أن الدجوي أكد على حتمية التعاون بين أنجولا ومصر بسبب استخدامهما المشترك لنهر النيل، وذكر أن "أي تحديات يواجهها الأوغنديون ستؤثر حتما على مصر بطريقة أو بأخرى".

يأتي ذلك في سياق توترات شديدة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى بشأن سد النهضة الضخم، الذي أقامته أديس أبابا على هذا النهر.

وأصدرت مصر، في الأسابيع الأخيرة، تحذيرات عديدة بشأن السد الجاري بناؤه في شمال غرب إثيوبيا، على النيل الأزرق، الذي ينضم إلى النيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم ليشكل النيل. أوغندا يعبرها النيل الأبيض.

كرر الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، لـ "إخوانه الإثيوبيين" "عدم لمس قطرة من مياه مصر لأن كل الخيارات مفتوحة" بعد إعلان إثيوبيا استمرارها في ملء سد النهضة.

ومنذ بدء العمل في السد في عام 2011، أرادت مصر والسودان اتفاقًا ثلاثيًا بشأن تشغيل السد قبل بدء الملء. لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق، إذ تعتبر إثيوبيا الملء جزءًا لا يتجزأ من بناء السد ولا يمكن تأجيله.

وتقول أديس أبابا إن الطاقة الكهرومائية التي يولدها السد ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.

لكن مصر، التي تعتمد على النيل في حوالي 97% من مياه الري والشرب، ترى في السد تهديدًا لإمداداتها المائية.

وفي غضون ذلك، يخشى السودان أن تتضرر سدوده إذا شرعت إثيوبيا في ملء سد النهضة بالكامل قبل التوصل إلى اتفاق.

وقبل عامين، التقى سفير مصر لدى أوغندا، أشرف سويلم، برفقة الملحق العسكري المصري لدى أوغندا العميد أسامة سليم بوزير الدفاع الأوغندي وشؤون المحاربين القدامى، أدولف مويسيج، ورئيس أركان القوات البرية لقوات الدفاع الشعبية الأوغندية اللواء، ليوبولد إريك كياندا، يوم الخميس 10 مارس/آذار.

وناقش الطرفان برامج التدريب المشترك وتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب، وأكدا على مواصلة تعزيز الروابط القوية بين البلدين والدعم العسكري والدفاعي في الأعمال التجارية من خلال اللجنة الوطنية للانتخابات والتدريب ومكافحة الإرهاب والطب.