بعد تأخيرات.. قطار الخليج يكتسب زخما متصاعدا ويشهد تقدما بدول مجلس التعاون  

الجمعة 9 يونيو 2023 04:15 م

بعدما تأخيرات متكررة بسبب الضغوط المالية، وغيرها من التحديات، يبدو أن مشروع سكك الحديد المقترح لربط دول مجلس التعاون الخليجي، يكتسب زخما متصاعدا مع تحقيق المشاركين تقدما في مشاريعهم الفردية المرتبطة بالمشروع الرئيس الذي يعرف بـ"قطار الخليج"

وبحسب تقرير أورده موقع أويل برايس وترجمه الخليج الجديد فإن مشروع السكك الحديدية سوف يعمل على تحسين الاتصال الإقليمي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتقليل وقت النقل والتكلفة بين المدن والموانئ الرئيسية بتلك المنطقة، إضافة لتعزيز التدفقات التجارية، وجذب المستثمرين المحتملين.

ويرجع تاريخ المشروع إلى عام 2009 عندما وافقت جميع دول مجلس التعاون الخليجي بعد نقاش دام لمدة عام على المشروع، لكن الضغوط المالية تسببت في تأخير تلك الخطوة لسنوات.

وكانت أبرز المعوقات في هذا الصدد انخفاض أسعار النفط وجائحة فيروس كورونا المستجد والأزمة الخليجية بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والتي بدأت في يونيو/ حزيران 2017 وامتدت إلى يناير 2021.

وكانت نقطة التحول في 2021 عندما وافقت دول المجلس الست على إنشاء هيئة سكك حديد دول مجلس التعاون الخليجي، للقيام بمهام الإشراف والتنسيق على المشروع.

وفي مارس/ آذار عام 2022، تعززت الآمال باستئناف المشروع، عندما أفادت وسائل إعلام قطرية أن بناء القسم الذي يربط بين قطر والسعودية سيبدأ قريبًا، مع استكمال الأعمال الأساسية مثل التصاميم الهندسية وخطة العمل بالفعل.

وجاء ذلك في أعقاب تقارير وسائل الإعلام الإقليمية في ديسمبر/ كانون أول 2021 أن المسؤولين توقعوا أن خط السكة الحديد سيكون جاهزًا للعمل بحلول عام 2025.

تهدف الخطة المقترحة لمشروع القطار الخليجي إلى ربط دول مجلس التعاون عبر خط سكة حديد بطول 2177 كم، وتكلفة إجمالية تتجاوز 15 مليار دولار.

 ينطلق قطار الخليج من مدينة الكويت في الشمال، ليمر خط السكة الحديد عبر مدينتي الجبيل والدمام الساحليتين في السعودية، قبل أن يتجه عبر العاصمة البحرينية المنامة والدوحة، عاصمة قطر. ثم ينقطع الخط بعد ذلك إلى السعودية قبل أن ينتقل إلى الإمارات، حيث سيمر عبر المدن الرئيسية في أبو ظبي ودبي والفجيرة، قبل أن يصل إلى محطته النهائية في مسقط، عاصمة عمان.

تقدم كويتي

في يونيو/ حزيران 2022، أعلنت هيئة الطرق والنقل العام في الكويت عن المرحلة الأولى من مشروع يتضمن طرح مناقصة عامة لإجراء الدراسة وأعمال التصميم التفصيلية للمرحلة الأولى من مسار خط سكة حديدية بطول 111 كم في مشروع سكة حديد الخليج العربي.

من المتوقع تنفيذ هذه المرحلة بحلول نهاية عام 2023. سيحدد هذا الطرح مسار السكة الحديدية والإجراءات العملية وآلية التنفيذ والوقت المطلوب والتكلفة الحقيقية للمشروع.

تقدر تكلفة نصيب الكويت من مشروع السكك الحديدية بحوالي 300 مليون دينار كويتي (987 مليون دولار).

كما تعمل الكويت على مشروع مترو الأنفاق، وسوف يتصل في نهاية المطاف بمشروع سكة حديد الخليج العربي.

سيتم بناء مشروع مترو الأنفاق على خمس مراحل ويمتد على مسافة 160 كم، مع 68 محطة على أربعة خطوط، ويصل العاصمة بمطار الكويت الدولي وجامعة الكويت والمناطق السكنية والصناعية.

تعتبر السلطات هذا المشروع حيوياً لتعزيز الإنتاجية والترابط بين العواصم الخليجية. وسيكون لمشروع المترو تأثير اقتصادي كبير، حيث سيقلل من تكلفة التنقل ويوفر وسيلة نقل بسعة عالية ويخفف من الازدحام المروري.

كما سيساهم في تحقيق هدف الكويت في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

السعودية تمضي قدما

على الرغم من أنها تمتلك أكبر شبكة في المنطقة تمتد لحوالي 5000 كم من السكك الحديدية، تواصل السعودية تحديث بنيتها التحتية الحديدية.

وفي مارس/أذار 2022، تم افتتاح المحطة الخامسة والأخيرة للركاب في شبكة القطارات الشمالية - محطة القريات الواقعة بالقرب من الحدود مع الأردن - للجمهور.

وتتيح هذه الترقية للركاب السفر على مسافة 1215 كم من شمال البلاد إلى العاصمة الرياض في حوالي 12 ساعة، مما يساعد على ربط المناطق المختلفة في المملكة.

وجاء هذا التوسع بعد افتتاح خط السكك الحديدية السريع الحرمين الذي يربط بين المواقع الدينية الرئيسيتين في المملكة، مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويوفر للمسافرين وسيلة سريعة للنقل. يمكن للركاب القيام بهذه الرحلة في ساعتين و25 دقيقة بسرعة تصل إلى 300 كم في الساعة.

كما يتوقف خط سكة حديدية كهربائي في السعودية البالغ طوله 450 كم في جدة، بمطار الملك عبدالعزيز الدولي ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية. كانت التقديرات قبل جائحة كوفيد-19 تشير إلى أن الخط سينقل حوالي 60 مليون راكب سنويًا، بما في ذلك 3-4 مليون حاج وعمرة. وكبديل عن السفر بالحافلات والسيارات، سيخفف القطار الازدحام المروري على الطرق والطرق السريعة.

الإمارات تبني شبكتها

استثمرت الإمارات بشكل كبير في بنية التحتية الحديدية. بالإضافة إلى التطورات الخاصة بكل إمارة مثل نظام مترو دبي ونظام ترام دبي - اللذان تم إطلاقهما على التوالي في عامي 2013 و2014 - كانت هناك أيضًا مشاريع في جميع أنحاء الدولة في السنوات الأخيرة.

في عام 2016، بدأت الدولة المرحلة الأولى من شبكة السكك الحديدية الوطنية، وهي خدمة شحن تربط حقول الغاز في شاه جنوباً برويس على الساحل.

وكانت المرحلة الثانية من المشروع، التي تتضمن خدمة ركاب تربط 11 مدينة، في المراحل الأخيرة من التنفيذ في نوفمبر 2022، وتم الانتهاء من خط يربط دبي وأبوظبي في مارس 2022.

من خلال خطط الإمارات الطموحة، من المتوقع أن تنقل القطارات التي تسير بسرعة تصل إلى 200 كم في الساعة 36.5 مليون شخص وملايين الأطنان من البضائع كل عام.

ومن المتوقع أن يؤدي إبعاد السيارات والشاحنات عن الطرق الرئيسية إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالنقل بنسبة 70-80%.

وبمجرد الانتهاء من المشروع، من المتوقع أن يستغرق السفر بالقطار بين أبوظبي ودبي - أكبر مدينتين في الإمارات - حوالي 50 دقيقة، بينما يتوقع أن يستغرق الرحلة من أبوظبي إلى الفجيرة حوالي ساعة و40 دقيقة - أي نصف الوقت اللازم بالسيارة.

أحداث كبرى بقطر 

بدورها، عززت قطر شبكة النقل الخاصة بها، عن طريق توفير وسائل إضافية لجعل السفر داخل البلاد أكثر أمانًا ونظافة وكفاءة في التكلفة.

وفي عام 2019، أطلقت الدولة مترو الدوحة، وهو نظام نقل سريع يتألف من ثلاث خطوط و37 محطة تربط العاصمة بضواحيها.

وتم إطلاق الخط الأول لترام لوسيل، وهو نظام قطار خفيف في مدينة لوسيل شمال الدوحة، في يناير 2022. وعندما يتم تشغيله بالكامل، سيتألف النظام من أربعة خطوط و25 محطة.

ستخدم شبكة ترام لوسيل السكان عن طريق توفير وسيلة نقل صديقة للبيئة تربط الوجهات داخل لوسيل، وتربط لوسيل بالدوحة عبر مترو الدوحة.

تم تصميم الكثير من التوسعات في وسائل النقل العام في قطر لخدمة الجماهير القادمة لحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 والفعاليات الثقافية.

ربطت الدولة خمسة من ثمانية ملاعب كأس العالم لعام 2022 بخط المترو، في حين ربطت الباقي بخطوط المترو وخدمات الحافلات الخاصة.

وفي نوفمبر/ تشرين ثاني 2022، كانت لدى قطر أسطولًا يتألف من 4000 حافلة لنقل الركاب بين مراكز النقل والملاعب. ووفقًا لمؤسسة قطر للسكك الحديدية، نقل مترو الدوحة وترام لوسيل حوالي 2.4 مليون راكب خلال الأيام الأربعة الأولى من كأس العالم لعام 2022 بمفردها.

دوافع تنموية عُمانية

في أجزاء أخرى من منطقة الخليج، هناك أمل في أن يؤدي خط سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي إلى تنشيط خطط السكك الحديدية المحلية الأخرى الخاملة.

على سبيل المثال، لطالما خططت حكومة عمان لبناء شبكة سكك حديدية وطنية، واقترحت خطًا بطول 2100 كيلومتر يبدأ عند حدود الإمارات ويمر عبر صحار ومسقط في الشمال قبل الارتباط بمدينتي الدقم وصلالة على ساحل الدولة.

في السنوات الأخيرة، طورت عٌمان البنية التحتية للسكك الحديدية، مما أدى إلى بعث الآمال في إحياء المشروع الوطني قريبًا.

كشفت الحكومة في يوليو/ تموز 2021 عن خطط لبناء أول شبكة مترو في البلاد. سيربط المشروع المناطق التجارية في مدينة روي والمركز الإداري لمدينة مطرح ومدينة السيب الساحلية الشمالية عبر مطار مسقط الدولي.

في سبتمبر/أيلول 2022 وقعت شركة السكك الحديدية العمانية والاتحاد للسكك الحديدية اتفاقية بقيمة 3 مليارات دولار لبناء خط سكة حديد.

وسيقوم كيان السكك الحديدية الجديد، عمان - الاتحاد للقطارات، والذي تم إنشاؤه بموجب الاتفاقية، في المقام الأول بربط صحار بأبو ظبي.

المصدر | أويل برايس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج قطار الخليج مشروع سكك حديد الخليج

سلطان عمان يوافق على انضمام بلاده لاتفاقية سكة حديد الخليج

اتفاق وشيك لتسيير "قطار الطلقة" فائق السرعة بين الكويت والسعودية