استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حرب أوكرانيا.. الوقت في مصلحة منْ؟

السبت 10 يونيو 2023 05:29 ص

حرب أوكرانيا.. الوقت في مصلحة منْ؟

في مصلحة أي طرف يصبّ عامل الوقت في هذه الحرب؟ ومن اللاعب الذي يستطيع المراهنة على أن عامل الوقت يخدم مصلحته؟

عزّزت أميركا نفوذها في أوروبا وباتت زعيمة الغرب دون منازع، لكن زعامتها في العالم أضحت أضعف، رفضا لهيمنة الغرب على العالم.

في الأثناء، تقدم الصين نفسها باعتبارها البلد الذي يبحث عن مخرج سلمي لنزاع تغذّيه الولايات المتحدة بسبب مدّها لأوكرانيا بالأسلحة.

فشلت أميركا في تعبئة البلدان غير الغربية نحو دعم قضية أوكرانيا، إذ تتمنى هذه البلدان بشكل متزايد رؤية نهاية لهذا النزاع في أقرب وقت.

هناك عاملان مجهولان بالنسبة لكييف: كم سيدوم الدعم الكبير الذي يقدمه الغرب؟ هل يستطيع الغرب الاستمرار والصمود في وجه تناوب سياسي في واشنطن؟

* * *

بعد خمسة عشر شهراً من حرب لا تبدي مؤشراً على نهاية قريبة، يطرح السؤال: في مصلحة أي طرف يصبّ عامل الوقت في هذه الحرب؟ ومن هو اللاعب الذي يستطيع المراهنة على أن عامل الوقت يخدم مصلحته؟

يمكن لأوكرانيا بطبيعة الحال أن تمني النفس بأن يؤدي الدعم القوي الذي يقدمه الغرب إلى ترجيح كفتها شيئاً فشيئاً، خاصة أن روسيا لا تتلقى المساعدة العسكرية سوى من بلدان مثل إيران أو كوريا الشمالية التي تُعد مواردها محدودة بالضرورة.

كما تأمل أوكرانيا في مخرج سريع للنزاع بعد هجوم مضاد تهدف من خلاله إلى استعادة معظم الأراضي التي فقدتها إن لم يكن كلها. غير أنه يظل هناك عاملان مجهولان بالنسبة لكييف وهما: كم من الوقت سيدوم الدعم الكبير الذي يقدمه المعسكر الغربي؟

وهل يستطيع هذا الأخير الاستمرار والصمود في وجه تناوب سياسي في الولايات المتحدة؟ أو حتى في وجه شروع دونالد ترامب في الحملة الانتخابية، هو الذي رفض الإفصاح خلال برنامج تلفزيوني على قناة «سي إن إن» ما إن كان يتمنى انتصار أوكرانيا؟

وبالمقابل، يمكن أن تمارَس ضغوطٌ قوية ومتزايدة من أجل وضع حد للنزاع في حال فشل الهجوم المضاد الأوكراني أو لم يحقق نصراً كافياً. استراحة قد يتبين أنها أطول مما كان متوقعاً، بل نهائية. ومن شأنها أن تحرم أوكرانيا من جزء من أراضيها.

على الجانب الروسي، هناك بكل تأكيد ميل إلى المماطلة وإضاعة الوقت عبر المراهنة على تقلص دعم الغرب لأوكرانيا. إذ يمكن لموسكو أن تأمل في القدرة على الدفاع عن الأراضي التي تمت السيطرة عليها، على اعتبار أن عدد القوات المهاجمة يفترض أن يكون أعلى من عدد القوات المدافعة، خاصة أن العامل الديمغرافي الروسي ورفض البلدان الغربية إرسال جنود للقتال يصبّان في مصلحتها.

غير أنه كلما طال أمد الحرب، كلما تعرضت روسيا للضغوط. ذلك أنها تتكبد خسائر يمكن أن تقوّض صمود ومرونة الشعب الروسي. وعلاوة على ذلك، يفترض أن تتعرض الأراضي الروسية بدورها لهجمات وعمليات قصف. وفي غضون ذلك، قد ترى الولايات المتحدة أن الإضعاف المستمر لروسيا جزء من مصالحها، وأن تجذر النزاع يضمن لها هذه النتيجة لفترة طويلة.

وفضلاً عن ذلك، فإن الولايات المتحدة استعادت نفوذاً لا يمكن إنكاره في أوروبا منذ بداية الحرب. ويمكن القول إن مشاكل سنوات ترامب أو كارثة الانسحاب من كابول قد طواهما النسيان إلى حد كبير. غير أن دونالد ترامب يمكن أن يعود إلى الواجهة، ويمكن أن يتعهد في حملته الانتخابية بإنهاء المساعدة الأميركية لأوكرانيا اعتباراً من بداية 2024.

ثم هناك شبح ازدياد قوة الصين. المثير للمفارقة هو أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد عزّزت نفوذها في أوروبا وباتت زعيمة للعالم الغربي من دون منازع، فإن زعامتها في بقية العالم أضحت أضعف، ذلك أن رفض الهيمنة الغربية على العالم ما فتئ يتزايد، وفي الأثناء، تقدم الصين نفسها باعتبارها البلد الذي يبحث عن مخرج سلمي لنزاع تغذّيه الولايات المتحدة بسبب مدّها لأوكرانيا بالأسلحة.

هذا في حين فشلت الولايات المتحدة في تعبئة البلدان غير الغربية حول دعم قضية أوكرانيا، إذ تتمنى هذه الأخيرة على نحو متزايد رؤية نهاية لهذا النزاع في أقرب وقت ممكن.

*د. باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

ترامب الصين الغرب أوكرانيا روسيا الوقت حرب أوكرانيا الولايات المتحدة هيمنة الغرب الهجوم المضاد الأوكراني