النيل واللاجئون وأمن الحدود وحرب بالوكالة.. 4 تحديات خطيرة على مصر من معارك السودان

السبت 10 يونيو 2023 02:07 م

النيل واللاجئين وأمن الحدود والبعد الإقليمي.. 4 محاور تجعل الحرب الدائرة حاليا في السودان تمثل خطرا محوريا على مصر، كما يرى تحليل نشره موقع "كايرو ريفيو"، وترجمه "الخليج الجديد".

ويقول التحليل إنه بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالشعب السوداني بالفعل، فإن للصراع تداعيات كبيرة على الدول المجاورة مثل مصر.

النيل وإثيوبيا

على مدار العقد الماضي ، كانت مصر والسودان على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة الإثيوبي.

ومع بعض النقاط الاستثنائية، اتحدت مصر والسودان تاريخيًا ضد إثيوبيا فيما يتعلق ببناء سد النهضة ، حيث يتعرض كلا البلدين لخطر التغيرات في إمدادات المياه. في الآونة الأخيرة ، مع قرب الانتهاء من سد النهضة ، يبدو أن موقف السودان قد تحول إلى اتفاق مع إثيوبيا بشأن الفوائد المحتملة للسد.

ومع ذلك ، كان للتضامن بين مصر والسودان في قضية توافر المياه تأثير على أساليب التقارب بين البلدين في السنوات الأخيرة.

وعلى سبيل المثال، وقعت مصر والسودان اتفاقية تعاون عسكري مشترك في مارس/آذار  2021، لتعميق العلاقات العسكرية بين البلدين من خلال التدريب العسكري وأمن الحدود.

لكن مع اندلاع المعارك أجلت القاهرة 177 جنديًا مصريًا من الخرطوم، بينما تم إجلاء 27 فردًا إضافيًا من القوات الجوية إلى السفارة المصرية في الخرطوم.

وصرح مسؤولون مصريون أن الجنود كانوا حاضرين في مناورات عسكرية مشتركة مع السودان، والتي أصبحت أكثر شيوعًا مع تصاعد التوترات الدبلوماسية مؤخرًا مع إثيوبيا.

ويرى التحليل أنه مع تركيز السودان على حل الصراع الداخلي، قد تخسر مصر حليفًا مهمًا في الخرطوم في المسألة الحساسة للوقت المتمثلة في معالجة سد النهضة.

ونظرًا لأن إثيوبيا أعربت عن معارضتها لاتفاقية ملزمة قانونًا بشأن تشغيل السد وأعلنت أن السد قد اكتمل بنسبة 90%، فليس هناك متسع من الوقت لمصر والسودان لضمان توافق مصالحهما وتحقيقها.

اللاجئون

تعد مصر وجهة رئيسية للأشخاص الفارين من السودان، بينما يقوم آخرون بالرحلة إلى تشاد وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وعبر البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية.

وحتى 30 مايو/أيار الماضي، وصل أكثر من 170 ألف شخص إلى مصر من السودان منذ تفجر المعارك في منتصف أبريل/نيسان.

وتشير التقديرات إلى وصول 300 ألف شخص خلال الأشهر المقبلة.

لا تشمل هذه الأرقام المواطنين السودانيين فحسب، بل تشمل أيضًا الطلاب الأجانب والمهاجرين واللاجئين الذين يعيشون في السودان والذين يضطرون الآن إلى الفرار.

وعلى الرغم من الشعور بالتضامن بين الشعبين بسبب التاريخ المشترك والثقافات وأحيانًا الروابط الأسرية، لكن على المستوى الكلي يخشى المصريون أيضًا من ضغوط على الموارد الشحيحة بالفعل بسبب الهجرة الجماعية المحتملة للاجئين إلى بلادهم.

وينقل التحليل عن أليس فيرتيشيلي، المحاضرة الزائرة للشؤون الدولية والعلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن قولها إن الاقتصاد المصري المتوتر يترك كل من المصريين والمهاجرين في مناطق حضرية "تتميز بارتفاع معدل البطالة بين الشباب، واكتظاظ المدارس العامة، وضعف البنية التحتية الصحية"، مما يؤدي إلى نقص الحقوق والحماية للاجئين الوافدين.

أزمات على الحدود

ويقول التحليل إن رحلة الفرار من الخرطوم والمدن السودانية الأخرى إلى الحدود المصرية باتت جحيما، حيث يتعرض اللاجئون هناك للحرارة الشديدة - مع القليل من الوصول إلى الماء أو الطعام أو الصرف الصحي أو انعدامه - وهجمات العصابات المسلحة.

ويصطف الراغبين في الدخول إلى مصر على الحدود لأيام طويلة، بسبب نقص خبرة المسؤولين المصريين في التعامل مع هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء الوافدين.

وعلى الرغم من أن مصر كانت منذ فترة طويلة وجهة لطالبي اللجوء، إلا أن نطاق الأزمة الحالية غير مسبوق، كما يقول التحليل.

وقد يصبح الوضع أكثر خطورة مع أحدث موجة من طالبي اللجوء، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين لم يتبق لهم سوى القليل من الموارد بعد القيام برحلة الخروج من السودان.

البعد الإقليمي

ويقول التحليل إن الأزمة في السودان في طريقها للتحول إلى أزمة إقليمية تتدخل فيها عدة أطراف لمحاربة بعضها بالوكالة، كما حدث في سوريا واليمن، وهو ما ينذر بمخاطر إضافية صعبة على مصر.

وفي تحليل سياسي لـ"المركز العربي واشنطن دي سي"، خلص الزميل الأول خليل العناني إلى أن مشاركة العديد من الجهات الأجنبية ذات المصالح المتضاربة قد أدت إلى تأجيج الصراع وتفاقم تعقيده، وهي حقيقة تبرز التحديات التي تواجه السودان في سعيه من أجل سلام واستقرار دائمين.

ونظرًا لحجم السودان وموقعه الجغرافي الاستراتيجي وموارده الغنية، اتخذت العديد من الجهات الفاعلة انقلاب السودان لعام 2019 كفرصة لإقامة علاقات داخل البلاد.

وبينما تجنبت مصر دعم حليفها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بشكل صريح، يبدو أن خصمه محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع لديه ارتباطات مزعزعة للاستقرار، حيث يقيم علاقات مع الإمارات وميليشيات فاجنر وغيرها من الجماعات المسلحة، بحكم سيطرته على مناجم الذهب في السودان.

ويستشهد التحليل في ختامه بما يقوله وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، والذي أكد أن مصر الآن في موقف صعب، من حيث أن لديها مخاطر كبيرة في الصراع ونتائجه، ولكن عليها أن توازن بين نقاط ضعفها والمخاطر الحقيقية المتمثلة في جعل الأمور أسوأ.

المصدر | آنا ديفز / كايرو ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية السودانية أزمة السودان المعارك في السودان سد النهضة النيل اللاجئون السودانيون

مصر تلزم السودانيين بإصدار تأشيرة دخول لأراضيها

تجدد القتال في العاصمة السودانية بعد انتهاء هدنة استمرت 24 ساعة

القواعد الجديدة للتأشيرات في مصر تفرق شمل أسر سودانية

ارتفاع أعداد السودانيين الفارين من الصراع إلى 2.8 مليون شخص

مدبولي: مصر استضافت 9 ملايين مهاجر ولاجئ

60 ألف لاجئ سوداني خلال أسبوع.. والمجموع يقترب من مليون

الحر يقتل 15 سائقا مصريا عالقا على الحدود مع السودان.. ماذا حدث؟

موسم سياحي مبكر.. أسوان المصرية تنتعش بسبب اللاجئين السودانيين