المعارك تتصاعد.. أسف سعودي أمريكي جراء عودة العنف بالسودان

الاثنين 12 يونيو 2023 06:04 ص

أعربت السعودية والولايات المتحدة عن أسفهما الشديد جراء عودة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى أعمال العنف فور انتهاء الهدنة، في الوقت الذي أظهرت تقارير ميدانية خوض الجيش السوداني معارك شرسة في عدة محاور.

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مساء الأحد،  أن القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، أظهرتا قيادة وسيطرة فعّالة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار الذي جرى بتاريخ 10 يونيو/حزيران، ما أدى إلى تراجع حدة القتال وانحساره في جميع أنحاء السودان، ومكّن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة.

وأعرب البلدان، عن أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف، فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار، حيث شددا على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول، وأنهما يدينان بشدة تلك الأعمال، ويدعوان إلى وقفها فوراً.

كما أكدا أنهما في إطار مواصلة وقوفهما إلى جانب الشعب السوداني، فإنهما على استعداد لاستئناف المباحثات بمجرد أن يُظهر طرفا الصراع تقيدهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة.

وذكر البيان السعودي الأمريكي المشترك، أنهما سيعملان على التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لوقف القتال وتقليل تأثيره على المنطقة، وتكثيف التنسيق مع الجهات المدنية السودانية ذات العلاقة لضمان مشاركتهم في رسم مستقبل السودان.

وبعد هدنة عاشرة استمرت ليوم واحد، شهد نهار الأحد احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ضمن الصراع الذي اندلع بينهما منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، قبل أن تدور اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، في الخرطوم.

واشتعلت الاشتباكات بين الطرفين في أكثر من منطقة، وكان لافتا اتساعها لتشمل مناطق جديدة في العاصمة الخرطوم، فضلا عن امتدادها إلى مناطق جديدة.

يأتي ذلك وسط أنباء عن تقدم ميداني يحققه الجيش في مناطق مختلفة، حيث أفادت تقارير بسيطرة الجيش على المنطقة الواقعة بين الكدرو والحلفايا في العاصمة الخرطوم.

وقالت القوات المسلحة السودانية إن جنودها "يتقدمون بخطى ثابتة نحو تثبيت النصر وبسط الأمن والاستقرار" في المناطق التي تقدمت فيها قوات الدعم السريع.

ولفت متحدث رسمي إلى أن "حديث التمرد عن تدمير قوات في منطقة المدرعات أو مهاجمة قواتنا لا أساس له من الصحة"، نافياً ما ورد في بيان للدعم السريع عن سيطرتها على مواقع للجيش.

وشن الجيش السوداني غارات جوية مكثفة ومتزامة على مواقع للدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم، فيما أطلقت قوات الدعم السريع مضادات أرضية باتجاه مقاتلات الجيش.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها، إنها تعرضت للهجوم "في عدد من المحاور في مدن العاصمة الخرطوم، وإنها ردت على الهجوم "بقوة واستولت على معسكرات جديدة وأعداد كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسرت المئات من قوات الجيش في شرق النيل".

واستفاق سكان الخرطوم على أصوات تجدد القصف المدفعي والاشتباكات في مختلف أنحاء العاصمة، مع انتهاء الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي وفّرت لهم هدوءاً لم يعهدوه منذ بدء النزاع قبل نحو شهرين.

وأكد شهود في الخرطوم سماع "أصوات القصف والاشتباكات بعد انتهاء الهدنة".

وأشار شهود إلى سماع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم وضاحية أم درمان بشمال العاصمة، واشتباكات "بمختلف أنواع الأسلحة"، في شارع الهواء بجنوب الخرطوم.

وبعد نصف ساعة من نهاية هدنة الـ24 ساعة، سُمع دوي انفجارات قوية وأصوات اشتباكات في وسط الخرطوم واشتباكات في شرق النيل، وكذلك سُمع دوي ضربات مدفعية في شمال أم درمان.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان، أن القتال الذي اندلع بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع، وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.

على صعيد آخر، تداول ناشطون صورا قالوا إنها في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور بالسودان. وأظهرت صور اشتعال النيران في إحدى القرى بالمدينة.

وقالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان طرابلسي، إن فِرق الحماية التابعة للجنة في السودان تستقبل اتصالات دائمة للإبلاغ عن حالات فقدان واختفاء لأفراد في العائلات السودانية، وذلك منذ بدء المعارك في 15 أبريل/نيسان.

وقالت طرابلسي، إن البلاغات "لم تتوقف وهي مستمرة مع مرور كل يوم". وأوضحت أن عمليات البحث عن المفقودين المبلغ عنهم مستمرة، لكنها تواجه كثيراً من العقبات في السودان، ومن أبرزها استمرار الاقتتال الذي يعيق عمليات التقصي، بالإضافة إلى شح الإمكانات والموارد الطبية التي تعيق عمليات التعرف على الجثامين أو انتشالها.

وخلّفت الاشتباكات في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مئات القتلى والجرحى والمفقودين، إذ أودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح "أكليد"، لكن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أكثر، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان الجيش السوداني الدعم السريع هدنة اشتباكات السعودية أمريكا

السعودية: مؤتمر دولي إنساني لدعم السودان والمنطقة الإثنين المقبل

اتفاق سعودي أمريكي على ضرورة إنهاء الصراع في السودان

السفير الأمريكي في السودان يصل إلى السعودية.. لماذا؟