يبدأ حلف شمال الأطلسي "ناتو" الإثنين، أكبر مناورات جوية في تاريخه منذ تأسيسه في 1949، بتنسيق واستضافة من ألمانيا، بهدف إظهار وحدة أعضائه في مواجهة "تهديدات محتملة" ولا سيما من روسيا.
وتستمر تدريبات "Air Defender 23" حتى 23 يونيو/حزيران الجاري، وستضم نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة عضو في حلف "ناتو" وشريكة له، بما فيها اليابان والسويد الدولة المرشحة لعضوية الحلف.
ويشارك ما يصل إلى 10 آلاف شخص في هذه التدريبات التي تهدف إلى تعزيز توافقية التشغيل والحماية من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز في حال وقوع هجوم على مدن أو مطارات أو موانئ واقعة على أراضي الناتو.
وأطلِقت فكرة التدريبات عام 2018 في إطار الرد على ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، رغم أنها "لا تستهدف أي طرف" على وجه التحديد، حسبما قال الجنرال إينجو جيرهارتس قائد القوات الجوية الألمانية أثناء تقديمه التمرين.
وأكد جيرهارتس أن حلف الناتو مصمم على الدفاع عن "كل شبر" من أراضيه، مضيفاً: "نحن تحالف دفاعي وهذه المناورات خُطط لها على هذا الأساس".
لكن هذه المناورات تهدف أيضاً إلى بعث رسالة، خصوصاً إلى روسيا، حسبما أوضحت سفيرة الولايات المتحدة في ألمانيا إيمي جوتمان للصحافة.
وقالت: "سأكون مندهشة جداً إن لم يُلاحظ أي زعيم في العالم ما يظهره هذا لناحية روح هذا التحالف وماذا تعني قوة هذا التحالف، وهذا يشمل بوتين"، في إشارة إلى الرئيس الروسي، مضيفة: "من خلال تنسيقنا معاً نُضاعف قوتناً".
وستشمل المناورات تدريباً عملياتياً وتكتيكياً، خصوصاً في ألمانيا وأيضاً في جمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا.
وتأتي المناورات الجديدة بعد نحو أسبوع من انطلاق مناورات للناتو وروسيا على جانبي بحر البلطيق، إذ أطلقت روسيا الإثنين الماضي، مناورات عسكرية بحرية في بحر البلطيق بعد يوم من بدء دول حلف شمال الأطلسي لمناوراتهم السنوية في نفس المنطقة.
وذكرت البحرية الأمريكية أن مناورات حلف شمال الأطلسي في بحر البلطيق بدأت بمشاركة 6000 جندي و50 سفينة وأكثر من 45 طائرة، وشاركت فيها فنلندا للمرة الأولى بعد حصولها على عضوية الحلف.
في المقابل، قال الجيش الروسي إن نحو 40 سفينة و25 طائرة ونحو 3500 جندي يشاركون في التدريبات المقررة حتى 15 يونيو/حزيران.
وبدأت موسكو أيضاً مناورات في بحر اليابان وبحر أوخوتسك في أقصى شرق روسيا، الإثنين الماضي، وتتضمن أكثر من 60 سفينة حربية وسفن دعم من أسطول المحيط الهادي.
وتأتي هذه المناورات بعد شهرين من انضمام فنلندا إلى حلف الناتو، ووسط مفاوضات مستمرة لانضمام السويد للتحالف.
وطلبت كل من فنلندا والسويد اللتين حافظتا منذ فترة طويلة على حياد رسمي لتجنب أي صراع مع موسكو، الانضمام إلى الناتو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
وانضمت فنلندا التي تشترك في حدود طويلة مع روسيا، إلى الحلف في أبريل/نيسان، فيما تعطل تركيا منذ 13 شهراً انضمام السويد إلى الناتو بحجّة تساهل ستوكهولم مع ناشطين أكراد تستضيفهم على أراضيها.
وقال رئيس الوزراء ووزير الدفاع في السويد، الجمعة، إن بلدهما قد يسمح لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بنشر قوات على أراضيه حتى قبل انضمامه رسمياً إلى الحلف.
وأكدا في مقال رأي بصحيفة "داجنز نيهتر" اليومية، أن الحكومة "قررت أن تجري القوات المسلحة السويدية الاستعدادات اللازمة مع الحلف والدول الأعضاء من أجل تيسير العمليات المشتركة في المستقبل".
وأشارا إلى أن "الاستعدادات قد تشمل نشراً مؤقتاً للمعدات والجنود الأجانب على الأراضي السويدية"، لافتين إلى أن "القرار يبعث برسالة واضحة إلى روسيا ويعزز دفاع السويد".
يذكر أن اليابان، التي تشارك كذلك في مناورات "Air Defender 23"، تجري مفاوضات مع حلف "ناتو" لفتح مكتب اتصال في طوكيو، سيكون هو الأول من نوعه في آسيا.
ويمتلك "ناتو" أكثر من 10 مكاتب اتصال في جميع أنحاء العالم، في دول مثل أوكرانيا ومولدوفا، معظمها صغير ويهدف إلى المساعدة في الاتصال بحكومة وجيش البلد المضيف.
