محلل سياسي: اضطرابات اليمن مرهونة باستمرار الحرب بالوكالة بين طهران والرياض

الجمعة 12 سبتمبر 2014 05:09 ص

نشر موقع إذاعة صوت ألمانيا، «دويتشه فيله»، تقريرا استعرض فيه عبر مقابلة مع محلل سياسي يمني طبيعة تطورات المشهد السياسي في اليمن، وتبعات تواصل احتجاجات «الحوثي»، التي اعتبر أنها مرهونة باستمرار الحرب بالوكالة بين «طهران» التي تدعم «الحوثيين» من جهة، و«الرياض» التي تدعم «القوى السنيّة» من جهة أخرى.

وبسؤال المحلل السياسي اليمني «محمد جميح» حول ما إذا كان يتوقع اندلاع حرب أهلية في اليمن مع مواصلة الآلاف من أنصار «الحوثيين» تحركهم الاحتجاجي للمطالبة بإسقاط الحكومة اليمنية، واتخاذ هذه الاحتجاجات لطابع مسلح، قال «جميح»: «أعتقد أننا نقترب من هذا السيناريو»، لافتًا أن «الحوثي لم يدع للحكومة أي وسيلة غير العنف للرد على حصارهم لصنعاء وإسقاطهم لـ«عمران» وسيطرتهم على «صعدة» والرد على فتح جبهات جديدة، وكذلك تحريضهم للمتظاهرين باقتحام مقر الحكومة ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا».

كما أضاف: «الإشارة غير الجيدة اليوم هو أن رئيس الجمهورية ظهر بزيه العسكري وزار إحدى الثكنات العسكرية التي هاجمها «الحوثيون» في المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، وهذا ينبئ بأن الرئيس ربما بدأ يفكر جديا في استعمال القوة لصد ميليشيات الحوثي التي لا تزال تحكم حصارها على بعض مناطق صنعاء».

وعن الدور الإقليمي في الصراع الدائر في اليمن، قال المحلل اليمني إنه لا يمكن توصيف الحالة اليمنية دون النظر للعوامل الخارجية التي أسهمت بشكل واضح لما وصلت إليه الحالة في البلاد. موضحا أن العامل الخارجي يكاد يكون بارزا، إيران موجودة وكذلك السعودية. إيران حاضرة عبر «الحوثيين» والسعودية عبر منظومة «النظام القائم»، لأن هذا النظام نفسه هو قائم استنادا على المبادرة الخليجية والتي هي في مجملها مبادرة سعودية. ولعلّ ذلك ما يدفع الإيرانيين إلى إفشال العملية السياسية في اليمن لأنهم يعتقدون أنها مبادرة مبنية أساسا على أفكار سعودية.

مستطردًا: «أعتقد أنه ما لم تصل المملكة السعودية وإيران لتسويات بشأن الكثير من القضايا الإقليمية، فإن الملف اليمني سيظل ملتهبا، الإشكال اليوم هو أنه وبالرغم من الخروج من حوار وطني استمر عاما تقريبا، اتفق فيه اليمنيون على تأسيس مرحلة جديدة بدستور جديد وانتخابات رئاسية وبرلمانية، لأن ما يحدث اليوم هو عملية انقلاب على ما توافق عليه اليمنيون بمن فيهم «الحوثييون» الذين وقعوا على وثيقة الحوار الوطني، ويطالب «الحوثيون» اليوم بإسقاط الحكومة، والحكومة أقيلت فعلا، وطُلب منهم المشاركة في الحكومة الجديدة ورفضوا، فـ«الحوثيين» لهم مطالب فوق الطاولة وأخرى تحتها».

كما طرحت الإذاعة الألمانية على الإعلامي والمحلل السياسي اليمني «محمد جميح»، الكاتب والمحرر في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. طرحت سؤال يقول «ألم يربك ظهور خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» إضافة لتنظيم «القاعدة» ألم يربك حسابات القوى الإقليمية بشأن الوضع في اليمن؟».

فأجاب «جميح» بقوله أن تنظيم «القاعدة» متجذر في اليمن منذ سنوات، وله تأثير على الوضع من حيث إشغال الجيش اليمني. مشيرًا أن الكثير من ألوية الجيش اليمني التي كان من الممكن أن تكون في صنعاء موجودة اليوم في مناطق الوسط والجنوب لصد هجمات «القاعدة»، وإضافة لذلك هناك جماعة «الحوثيين» في الشمال، كما أن الجيش يعاني بالفعل من إشكالية الهيكلة بعد الانقسامات التي شهدها عام 2011 بين مؤيد ومعارض لنظام الرئيس السابق «علي عبد الله صالح».

تجدر الإشارة إلى أن عضو في فريق التفاوض الحكومي اليمني مع «الحوثيين» قال إن الطرفين وقعا اليوم الخميس 11 سبتمبر/أيلول اتفاقا لإنهاء الأزمة التي اندلعت على مدى أسابيع.

وقال المفاوض الحكومي في تصريحات لـ«رويترز» إن الاتفاق وقعه «عبدالقادر هلال» محافظ صنعاء و«حسين العزي» ممثل «الحوثيين» المسؤول عن الشؤون السياسية، ويتضمن خفضا في أسعار الوقود وتشكيل حكومة جديدة، مضيفا أنه يتوقع أن يفك المحتجون «الحوثيون» خيام الاعتصام بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن هناك انفراجة سياسية وشيكة ومفاوضات لتسمية رئيس حكومة جديد.

وأبدى «محمد البخيتي» عضو المكتب السياسي لجماعة «الحوثيين» تفاؤله بالاتفاق، وقال لـ«رويترز» إن الاتصالات مع الحكومة قد عادت، معتبرا ذلك بداية انفراجة للأزمة، إلا «محمد عبد السلام» وهو متحدث باسم «الحوثيين» قال عبر صفحته على «فيسبوك» أن المفاوضات مازالت مستمرة ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن، ولم يتم التوقيع على أي وثيقة بهذا الصدد.

المصدر | DW

  كلمات مفتاحية

الحوثيين اليمن إيران

«الرياض» تكشّر عن أنيابها للرئيس اليمني وتتهمه بالتلكؤ في التعامل مع «الحوثيين»

الاتفاق الإيراني السعودي: أولاً بغداد، ثانياً صنعاء؟!

الرئيس اليمني يتهم إيران بدعم الحوثيين