سلط موقع "المونيتور" الضوء على إعلان السلطات السعودية أنها لن تسمح ببث فيلم "سبايدر مان" الجديد في المملكة، مشيرا إلى أن القرار "ربما يعود إلى محتوى الفيلم المتعلق بالمتحولين جنسيا".

وذكرت الصفحة الرسمية للسينما السعودية على تويتر، الثلاثاء الماضي، أنها لن توافق على أي فيلم "يتعارض مع ضوابط المحتوى" في إشارة إلى أحدث نسخة من "سبايدر مان" بعنوان "SpiderMan: Across the Spider-Verse".

وسيبقى القرار ساري المفعول ما لم "تلتزم شركات الإنتاج بتنفيذ التعديلات المطلوبة"، بحسب تغريدة صفحة السينما السعودية، التي تديرها الهيئة العامة السعودية للإعلام المرئي والمسموع.

وانتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا عن عدم عرض الفيلم في المملكة، وفقًا لما ذكرته قناة العربية السعودية، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم عرضه في بلدان أخرى بالخليج، إذ أدرجت قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb) تاريخ عرض الفيلم في 22 يونيو/حزيران بالإمارات العربية المتحدة والكويت ودول أخرى.

ولم يذكر موقع VOX Cinemas، إحدى سلاسل دور السينما الكبرى في المنطقة، الفيلم على أنه معروض في الإمارات، لكنه أدرجه للعرض بمصر. ولم ترد الشركة على الفور على طلب المونيتور للتعليق.

كما قامت Empire Entertainment ، ذات الحق الحصري في توزيع أفلام Sony Pictures في دور العرض بالشرق الأوسط، بإدراج فيلم "سبايدر مان" على موقعها الإلكتروني على أنه قادم إلى دور العرض في السعودية والإمارات وأجزاء أخرى من المنطقة في 22 يونيو/حزيران. وبالمثل، لم ترد Empire Entertainment على الفور على طلب المونيتور للتعليق.

ولم تذكر السلطات السعودية صراحة سبب عدم عرض "سبايدر مان"، لكن القرار قد يتعلق بمحتوى يتعلق بمجتمع الميم (المثليين والمتحولين جنسيا ومزدوجي الممارسة الجنسية) في الفيلم.

فشخصية جوين ستايسي في الفيلم تحمل علمًا مكتوبًا عليه "حماية الأطفال المتحولين جنسيًا" بغرفتها، كما يرتدي والدها أيضًا علمًا لدعم المتحولين جنسيا على زيه العسكري.

وذكرت Vox الأسبوع الماضي أن هذا المحتوى دفع العديد من المعجبين إلى النظر إلى شخصية ستايسي في الفيلم على أنها بطلة لحقوق المتحولين جنسيا.

وهناك سوابق عديدة لقضايا الرقابة على المحتوى الداعم للشواذ في السعودية وبلدان خليجية أخرى، ففي يونيو/حزيران 2022، حظرت عدة دول في المنطقة فيلم الرسوم المتحركة "Lightyear" بسبب مشهد تقبيل لأبطال من نفس الجنس.

وفي الشهر نفسه، نشرت وسائل الإعلام الحكومية السعودية تقريراً اعتبرت فيه الألعاب الملونة بألوان قوس قزح تروج للشذوذ الجنسي.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اتهم مجلس التعاون الخليجي شركة البث الأمريكية العملاقة "نتفليكس" بعرض محتوى "يتعارض مع القيم الإسلامية".

والشذوذ الجنسي غير قانوني في المملكة العربية السعودية وفي معظم أنحاء الشرق الأوسط بسبب الثقافة الإسلامية المحافظة السائدة، لكن "المونيتور" يشير إلى أن هذه القوانين "لا يتم تطبيقها دائما"، وأن موقع السياحة السعودي الرسمي يقول إن السائحين من مجتمع الميم "مرحب بهم" لزيارة المملكة.

يذكر أن مؤشرات آفاق واعدة لصناعة السينما السعودية تلوح في الأفق، إذ أنفقت المملكة ما يقرب من 8 مليارات دولار في شراء حصص في شركات لألعاب الفيديو في جميع أنحاء العالم في الأشهر الـ 18 الماضية كجزء من "ثورة استثمارية" تستهدف أن تصبح المملكة قوة مهيمنة في صناعة الترفيه المتنامية.