انتخاب رئيس لبنان مؤجل
دعم الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" وكتل أخرى حليفة لهما، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
حزب "القوات اللبنانية" وله كتلة برلمانية مسيحية وازنة و"التيار الوطني الحر" المسيحي وكتلة وليد جنبلاط أبرز داعمي أزعور.
عادة ينتخب رئيس لبنان بتوافقات وتحالفات داخلية وضغوطات خارجية من دول وازنة في الساحة اللبنانية مقدمتها فرنسا والسعودية وإيران.
استبق الرئيس عون انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة وأدخلت خطوته البلاد في جدل دستوري حول صلاحيات حكومة ميقاتي!
يحتاج المرشح في دورة التصويت الأولى لغالبية الثلثين أي 86 صوتا للفوز وتصبح الغالبية المطلوبة إذا أجريت دورة ثانية 65 صوتا من 128 هو عدد أعضاء البرلمان.
* * *
سبع أوراق باطلة كان من الممكن أن تحسم موقعة رئاسة لبنان وتضع جهاد أزعور في قصر بعبدا، لكن يبدو أن أصحابها تعمدوا تأجيل عملية الحسم إلى جولة مقبلة لن تكون أفضل من السابقة لها.
للمرة 12 يخفق مجلس النواب (البرلمان اللبناني) في انتخاب رئيس لبنان، وسط فراغ رئاسي مستمر منذ نحو ثمانية أشهر بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في تشرين الأول الماضي.
وزير المالية السابق جهاد أزعور حصل على 59 صوتا، أما وزير الداخلية والصحة الأسبق سليمان فرنجية فقد حصل على 51 صوتا.
ويحتاج المرشح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتا للفوز، وتصبح الغالبية المطلوبة إذا أجريت دورة ثانية 65 صوتا من 128 هو عدد أعضاء البرلمان.
ويعد حزب "القوات اللبنانية" ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، و"التيار الوطني الحر" المسيحي، وكتلة وليد جنبلاط، من أبرز داعمي أزعور. مقابل دعم "حزب الله" و"حركة أمل" وكتل أخرى حليفة لها، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وعلى مدى 79 عاما، لم تنتقل السلطة من رئيس إلى آخر بطريقة سلسة وفي سياق انتخابات رئاسية طبيعية، إلا خلال عهدين فقط من أصل 13 إذ طبعت نهايات معظم العهود صراعات وحروب وفراغ، كان معظمها ينتهي بتسويات داخلية أو إقليمية ودولية تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد.
وفي إشكال سياسي آخر، يتعين انتقال صلاحيات الرئيس إلى مجلس الوزراء، وفق الدستور، لكن الخلافات السياسية حالت منذ الانتخابات النيابية في أيار العام الماضي دون تشكيل حكومة جديدة، ورفضا منه لأن تمارس حكومة نجيب ميقاتي صلاحيات الرئيس، استبق الرئيس عون انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة.
وأدخلت خطوة عون البلاد في جدل دستوري حول صلاحيات حكومة ميقاتي الذي أكد أن حكومته التي تعد عمليا مستقيلة منذ الانتخابات البرلمانية، ستتابع قيامها بتصريف الأعمال.
لا تبدو الصورة وردية في انتخاب رئيس لبنان فعون نفسه انتخب رئيسا للجمهورية اللبنانية بعد فراغ رئاسي دام 29 شهرا وبعد 45 محاولة فاشلة للوصول للنصاب القانوني.
وعادة ينتخب الرئيس بناء على توافقات وتحالفات داخلية وضغوطات خارجية من أطراف وازنة في الساحة اللبنانية وفي مقدمتها فرنسا والسعودية وإيران. وسيبقى مصير أزعور معلقا بانتظار نضوج هذه التحالفات والتوافقات.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن