من يوقف جرائم "الدعم السريع" في السودان؟!

الاغتصاب انتشر في أنحاء مختلفة من السودان وزاد لأن حميدتي وقواته شعروا بالحصانة من العقاب.

"قوات الدعم السريع" التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) تمارس فظائع وجرائم في السودان، وصفت بالمروعة.

الأكثر إثارة للقلق في نزاع السودان هو مزاعم الانتهاكات الجنسية والاغتصاب وتم تأكيد عشر حالات اغتصاب في العاصمة الخرطوم.

"قوات الدعم السريع" أعادت إحياء الأساليب القديمة في دارفور وصدرتها لأماكن أخرى في السودان، حيث تخوض حربا ضد الجيش السوداني الرسمي.

لا يبدو أن أحدا سيحاسب حميدتي وجماعته على جرائمهم فهو يحظى بدعم قوى عربية وإقليمية تغطي جرائمه وتمنع محاكمته كمجرم حرب منفلت ومدمر.

* * *

غالبية التقارير الصحافية والحقوقية الغربية تؤكد أن "قوات الدعم السريع" التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" تمارس فظائع وجرائم في السودان، وصفت بالمروعة.

شبكة "سي أن أن" الأمريكية وصحيفة "إندبندنت" وغيرها تحدثتا عن أخطر هذه الممارسات ومنها عمليات الابتزاز الوحشية في ولاية دارفور التي كانت ساحة لأول إبادة في القرن الحادي والعشرين، حيث أدى القتال لنزوح الملايين وقتل مئات الآلاف.

ويبدو أن "قوات الدعم السريع" أعادت إحياء الأساليب القديمة في دار فور وصدرتها لأماكن أخرى في السودان، حيث تخوض حربا ضد الجيش السوداني الرسمي.

وقد قوّى "حميدتي" من مواقعه العسكرية من خلال طرد المدنيين من ممتلكاتهم، ويطبق الأسلوب نفسه الذي استخدمه في دارفور.

ووجد تحقيق "سي أن أن" أن نقل الأسلحة والدعم العسكري الذي تقدمه شركة المرتزقة الروسية "فاغنر" لـ"حميدتي" يفاقم من العنف.

وتتفق التقارير على أن الجرائم التي ارتكبها مقاتلو "الدعم السريع"، الذين يتم التعرف عليهم من خلال زيهم، مع الشهادات التي قدمت من قبل هيئات حقوقية، وتشمل القتل التعسفي والتدمير الكامل للبنى التحتية الحيوية ونهب البيوت والمستشفيات والاغتصاب الجماعي.

وقامت "الدعم السريع" الأسبوع الماضي باختطاف وقتل حاكم غرب دار فور خميس أبابكر، حسبما قال الجيش السوداني، ونفى "الدعم السريع" المسؤولية .

وتقول هالة القريب، المديرة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي: "الاستراتيجية لاغتصاب النساء يستخدمها الدعم السريع بشكل مكثف".

وتضيف أن "المحزن هو أنهم باتوا مرتاحين للوضع لأنهم لم يتعرضوا أبدا للمحاسبة".

وتم توثيق عشرات حالات الاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي على القاصرات منذ بداية الأزمة الحالية.

وذكرت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة (حكومية) أنه تم تسجيل حوالي 36 حالة اعتداء جنسي في العاصمة الخرطوم، منها 18 ارتكبها رجال من "الدعم السريع".

إلا أن الناشطين يتحدثون عن حالات أوسع، فقد تلقت "المبادرة الاستراتيجية" معلومات عن اختطاف 24 امرأة إلى "فندق الضمان" في جنوب دار فور، حيث اغتصبن لثلاثة أيام، وتتراوح أعمارهن من 56 عاما إلى 14 عاما، حسب المبادرة.

وسجلت حالات اغتصاب في العاصمة حيث طرد "الدعم السريع" السكان من بيوتهم ونهبها. وفي شريط فيديو تحققت منه "سي أن أن" شوهد مقاتل وهو يغتصب امرأة في ساحة بيت بالخرطوم، وكان يرتدي زي "الدعم السريع".

وفي شريط فيديو حصلت عليه المبادرة، قالت امرأة إنها أجبرت على مشاهدة مقاتلين من "الدعم السريع" وهم يغتصبون ابنتيها أمامها.

ويقول الناشطون إن الاغتصاب انتشر في أنحاء مختلفة من السودان، وزاد لأن "حميدتي" وقواته شعروا بالحصانة من العقاب.

وفي بيان نفى "الدعم السريع" كل الاتهامات من القتل التعسفي والنهب والاغتصاب، ورفض شهادات قال أصحابها إنهم شاهدوا الجناة في زي "الدعم السريع"، حيث وصف البيان بأن الزي مزور.

إن الأكثر إثارة للقلق في النزاع في السودان هو مزاعم الانتهاكات الجنسية والاغتصاب، حسب مجموعة مجتمعية اسمها "حاضرين" وتم تأكيد عشر حالات اغتصاب في العاصمة، ارتكب سبعة منها عناصر في "الدعم السريع" أما الحالات الثلاث الأخرى فقام بها مجهولون بمناطق يسيطر عليها "الدعم السريع".

لا يبدو أن أحدا سيحاسب "حميدتي" وجماعته على هذه الجرائم، فهو يحظى بدعم بعض القوى العربية والإقليمية التي ستعمل على التغطية على جرائمه ومنع محاكمته كمجرم حرب منفلت بشكل مدمر.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن