بعد تمردها.. هل تخنق الإمارات فاجنر ماليا بضغوط من بوتين؟ وما مصير الميليشيا بالشرق الأوسط؟

الأحد 25 يونيو 2023 07:18 ص

سيكون للتمرد الذي نفذته ميليشيات "فاجنر" على الدولة الروسية، والذي تم احتواؤه ظاهريا بصعوبة بعد وساطات، تداعيات على عمل المجموعة في الشرق الأوسط وقدراتها في السودان وليبيا وسوريا وبلدان أفريقية، وكذلك على قدرة موسكو على التحكم في الشبكات المالية والعسكرية التي ترعاها "فاجنر" في المنطقة.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" لمناقشة تداعيات تمرد "فاجنر" وانهيار العلاقات بين قائدها يفجيني بريجوجين والكرملين الروسي.

"فاجنر" والإمارات

ويتساءل التحليل: هل سيمارس بوتين ضغوطا على الإمارات، بعد تمرد "فاجنر"، لقطع روابط الشبكات التي تجمع بين أبوظبي والميلشيا الروسية، والتي استخدمت لنقل موارد في السودان وليبيا، وأبرزها الذهب، إلى  الإمارات، ومن ثم إلى روسيا؟

وقد قدمت الإمارات، بحسب التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، لـ"فاجنر" إمكانية الوصول السريع إلى البنية التحتية والخدمات اللوجستية المالية والبنية التحتية لتجارة الذهب، ما مكن المجموعة من تكوين ثروة من الذهب السوداني، وسهل لها عملية نقل معظمه إلى الخزانة الروسية.

ويقول أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في الدراسات الأمنية بكلية كينجز كوليدج لندن، إن الكرملين اعتمد على الإمارات لتسهيل العديد من عمليات "فاجنر" في جميع أنحاء إفريقيا في عام 2018.

والعام الماضي، اتهمت الولايات المتحدة مرتزقة "فاجنر" باستغلال الموارد الطبيعية في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي والسودان وأماكن أخرى في القارة، وهو ما لم تكن لتستطيع التعامل معه بدون الإمارات.

وأضاف كريج: "كان بريجوجين على وجه الخصوص علاقات جيدة مع الإمارات، وهي شريك مهم لروسيا لأن هناك الكثير من الشبكات الشخصية الخاصة بين النخبة في أبوظبي والكرملين".

قدرات قتالية

وبعيدا عن الروابط المالية، يشير التحليل إلى أن قدرات "فاجنر" القتالية المتطورة، والتي ظهرت في أوكرانيا، لم تكن لتظهر بهذا الشكل، لولا الخبرات الهائلة التي اكتسبتها تلك الميليشيات من تجاربها في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن ثم فإن مراقبة ما ستقوم به موسكو بحق خطوط "فاجنر" في تلك المنطقة أمر مهم.

فقد قاتلت "فاجنر"، جنبا إلى جنب، مع القوات الروسية في سوريا، وأصبحت جماعة قائمة بذاتها لها نفوذ كبير في ليبيا، بل إنهم يشاركون بشكل محوري في النزاعات الحالية في السودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، كما يقول كريج.

"فاجنر" و"الدعم السريع"

ويشير الموقع إلى أن "فاجنر" أقامت رأس جسر متطور، مستغلة وجودها في ليبيا، مع قائد قوات "الدعم السريع" السودانية محمد حمدان دقلو، واشتمل هذا الجسر على تعاون كان أساسه المال، لكنه تحول إلى تعاون عسكري عندما شرعت "فاجنر" في مساعدته على تمرده على الجيش السوداني وقياداته، وهو نفس شكل التمرد الذي فعلته "فاجنر" ذاتها مع الجيش الروسي، وهي مفارقة تستحق الوقوف أمامها.

انسحاب محتمل من ليبيا

ويشير التحليل إلى أنه من المحتمل أن تؤدي حملة روسية رسمية ضد "فاجنر" إلى تقليص قوتها في ليبيا، ومن ثم إمكانية انسحابها من هناك، كما يقول فرحات بولات الباحث في جامعة إكستر، مضيفا: "بدون مظلة أمنية أجنبية بديلة ، فإن انسحاب فاغنر سيشكل تهديدا لنفوذ حفتر في شرق وجنوب ليبيا".

علاوة على ذلك، فإن تواجد وأدوار "فاجنر" في ليبيا منحت الكرملين تأثيرا هائلا على  القوى الغربية في الملف الليبي المهم لأوروبا على وجه الخصوص، وبالتالي فإن أي ضعف كبير لـ"فاجنر" في ليبيا وانسحابها قد يؤثر على المصالح الجيوستراتيجية لروسيا هناك، وهو ما يجب أن تحسب موسكو حسابه جيدا.

وبشكل عام، ستتسبب الأزمة الأخيرة بين الكرملين و"فاجنر" في تضاؤل محتم لعرض القوة الروسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما يقول يوناتان توفال، المحلل في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم).

وبالإضافة إلى الضغوط على روسيا بسبب حرب أوكرانيا، فإن هذا التضاؤل يجب أن يؤثر على قدرات "فاجنر" في الشرق الأوسط وأفريقيا.

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فاجنر تمرد فاجنر العلاقات الإماراتية الروسية تجارة الذهب

بعد التخلص من قائد فاجنر.. هل يُحكم بوتين قبضته على روسيا؟

ما هو مصير بريغوجين وقواته بعد التمرد الفاشل؟