شراكة الغاز بين قطر والصين.. فوائد اقتصادية وعوائد جيوسياسية

الأحد 2 يوليو 2023 06:53 م

تقيم الصين شراكة طويلة الأمد مع قطر في قطاع الغاز الطبيعي المسال، ما يَعِد بفوائد اقتصادية وعوائد جيوسياسية طويلة الأجل، في سياق يتسم بالتوترات المتزايدة في علاقات بكين مع اثنين من أكبر منافسي قطر في سوق تصدير الغاز المسال، وهما أستراليا والولايات المتحدة.

ذلك ما خلص إليه جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي والمؤسس لـ"جلف ستيت أناليتيكس"، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها في واشنطن العاصمة، في تحليل بموقع "أمواج. ميديا" (Awaj.media) ترجمه "الخليج الجديد".

وفي 20 يونيو/ حزيران الماضي، وقَّعت شركة قطر للطاقة (QatarEnergy)، المملوكة للدولة، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، اتفاقية مدتها 27 عاما تزود الأولى بموجبها الأخيرة سنويا بـ4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال.

وجاءت تلك الخطوة في أعقاب اتفاقية مماثلة مدتها 27 عاما أيضا بين شركة "قطر للطاقة" وشركة الصين للبترول والكيماويات (سينوبك)، تم توقيعها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو أطول عقد توريد للغاز الطبيعي المسال على الإطلاق.

وعند توقيع اتفاقية الشهر الماضي، قال وزير الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، سعد الكعبي، إن "الاتفاقية من شأنها تعزيز علاقاتنا القوية مع أحد أهم أسواق الغاز في العالم (الصين)".

علاقات طاقة أطول

وعلى الرغم من أن الاتفاقيتين فريدتين من نوعهما، إلا أنهما لا تمثلان مفاجئة، إذ قال ديفيد روبرتس، الأستاذ المشارك في كلية كينجز بلندن، إنهما "تلخصان الاتجاه العام في إقامة علاقات طاقة أطول وأكثر أهمية بين (الصين وقطر)".

روبرتس أوضح أن "الصين (كعملاق اقتصادي) تحتاج إلى كميات هائلة من واردات الطاقة؛ مما يعني أنها حريصة على بناء علاقات عبر الشرق الأوسط وقطر جزء أساسي من ذلك".

كما تسلط صفقة توريد الغاز الطبيعي المسال بين شركة قطر للطاقة ومؤسسة البترول الوطنية الصينية الضوء على "اهتمام بكين طويل الأمد بالخليج العربي واستعدادها لتنمية العلاقات التجارية، وبالتالي السياسية، مع الجهات الفاعلة الإقليمية بمرور الوقت"، وفقا لمهران كامرافا، أستاذ الشؤون الحكومية في جامعة "جورج تاون قطر".

وأضاف كامرافا أن "الصين سوق تجاري يمكن الاعتماد عليه، وأيضا قوة موازنة مفيدة محتملة لهيمنة الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية في المنطقة".

ووسط حالة عدم استقرار كبيرة في أجزاء من غرب آسيا، فإن صفقات مثل الصفقة بين شركة قطر للطاقة ومؤسسة البترول الوطنية الصينية "تشير إلى نية الصين لتوسيع وجودها في المقام الأول من خلال التجارة، بدلا عن القوة العسكرية"، كما أوضح ستيفن رايت، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة حمد بن خليفة في قطر.

وشدد رايت على أنه "بالنسبة لكل من قطر والصين، تَعِد هذه الشراكة الجديدة بتحقيق فوائد اقتصادية وعوائد جيوسياسية لسنوات قادمة".

صفقة مهمة

وفيما يتعلق بتجارة الطاقة، يوجد ترابط بين بكين والدوحة، وفي العام الماضي، حلت قطر محل أستراليا كأكبر مزود للصين بالغاز الطبيعي المسال، وحاليا تعتمد الأخيرة على الدولة الخليجية في أكثر من نصف وارداتها من الغاز، بحسب كافيرو.

وقال أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية بكلية كينجز في لندن، إنه "بالنسبة لجميع دول الخليج، بما في فيها قطر، تعتبر الصين سوقا موثوقا به على المدى الطويل".

وأوضح كامرافا أنه على الرغم من أن القطريين عززوا استثماراتهم بشكل كبير في صادرات الغاز الطبيعي المسال، إلا أن الدوحة واجهت صعوبة في العثور على عملاء على المدى الطويل في القطاع الذي اعتادت عليه.

وأردف أن "معدلات التأمين على البضائع التي تمر عبر الخليج العربي مرتفعة بشكل خاص، وبعض عملاء الغاز الطبيعي المسال المعتادين في قطر، مثل كوريا الجنوبية، يترددون في توقيع صفقات طويلة الأجل؛ لذا فإن (الصفقة الأخيرة بين الدوحة وبكين) مهمة بشكل خاص لقطر".

المصدر | جورجيو كافيرو/ أمواج. ميديا - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الصين غاز طبيعي مسال اتفاقية الولايات المتحدة الخليج

رويترز: اليابان تغازل قطر ودول الخليج لشراء الغاز المسال

توسع صيني في قطاع الغاز بعد زيادة عقود الاستيراد من أمريكا وقطر