أيهما أسهل لبوتين.. استبدال فاجنر في سوريا أم أفريقيا؟

الاثنين 3 يوليو 2023 01:54 م

من السهل "نظريا" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استبدال مجموعة فاجنر المرتزقة الروسية، بقيادة يفغيني بريغوجين، في سوريا بـ"مرور الوقت"، بينما الأمر "مستحيل" في أفريقيا "على المدى القصير"، بحسب ما خلص إليه أنطوان مارداسوف، وهو خبير روسي في الشؤون العسكرية.

وأضاف مارداسوف، في تقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، أن فاجنر "كانت بمثابة امتداد غير رسمي للسياسة الخارجية الروسية"، والآن تطرح محاولة تمردها الفاشلة تساؤلات بشأن كيف سيعيد بوتين تنظيم وجود المجموعة في سوريا ودول أفريقية.

واحتجاجا على سوء إدارة الكرملين للحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الثاني 2022، بحسب بريغوجين، احتلت قوات من فاجنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مدينتين جنوبي روسيا على مسار زحفها نحو العاصمة موسكو، قبل أن تتراجع بعد 24 ساعة "حقنا للدماء"، وفقا لصفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو.

وتابع مارداسوف: "وفقا لتقارير إعلامية، تم إطلاق عملية لإعادة توزيع أصول بريغوجين في روسيا، مما يشير إلى نية الكرملين بحرمانه من جميع أدواته السياسية الداخلية، لكن الأمر أكثر تعقيدا في المشاريع الأجنبية، حيث نفذت فاجنر عمليات عديدة لموسكو في الخارج".

و"في ليبيا، جرى تنشيط واضح لفاجنر عام 2018، عندما بدأت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان في دعم (اللواء اللبيبي المتقاعد) خليفة حفتر (ضد الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة)"، وفقا لمارداسوف.

وأردف أن "عناصر فاجنر نسقوا مع وزارة الدفاع الروسية وكتبوا تقارير للإدارة العسكرية، وعندما لم تتحقق آمال استيلاء حفتر على العاصمة طرابلس (2019)، انخفض مستوى وجود فاجنر، وعادت الخارجية إلى التواصل بنشاط مع خصوم حفتر وتحقيق التوازن بين مختلف اللاعبين".

وزاد مارداسوف بأنه "لطالما كانت قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية (على ساحل البحر المتوسط في سوريا) مركزا للدعم اللوجستي لوحدات بريغوجين في دول مختلفة، ولا سيما في إفريقيا، وبينما كان المرتزقة يطيرون حول العالم كركاب منتظمين، تم نقل الأسلحة والمعدات، وبينها معدات الدفاع الجوي، عبر رحلات النقل التابعة لوزارة الدفاع".

ومنذ 2015، تدعم روسيا عسكريا رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي بدأ في 2011 قمعا عسكريا لاحتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.

إنكار محتمل

ووفقا لمصدرر مقرب من السلك الدبلوماسي الروسي في سوريا، فإنه "حتى الآن، لا أحد لديه الكثير من الأفكار حول كيفية إعادة تنظيم عمل فاجنر هنا دون عواقب وحوادث، لذلك من المحتمل ألا يجدوا شيئا أفضل من إنكار وجود فاجنر هنا، كما تفعل دمشق بالفعل، لكنهم سيجرون تدقيقا بطئيا ويبحثون عن حل"، بحسب مارداسوف.

وكتب أحد أفراد بريغوجين، وهو موجود في سوريا، أن "قطاعات كاملة من السياسة الخارجية الروسية تعتمد على أصول فاجنر في الخارج، وإذا تمت إزالتها، فسيحدث ضغط سريع على النفوذ الروسي، أكثر في إفريقيا وبدرجة أقل في سوريا".

وقال مارداسوف إن "فاجنر مارست ضغوطا في الدول الأفريقية لنشر منشآت عسكرية رسمية لصالح وزارة الدفاع الروسية، حيث عملت كقاطرة مهدت الطريق للوكالات الروسية الرسمية".

واعتبر أنه "في سوريا، حيث تتمتع روسيا بحضور رسمي مستقر، من الأسهل نظريا بمرو الوقت استبدال الهيكل العسكري والإداري الواسع لفاجنر وحل مشكلة رواتب المرتزقة، التي تزيد عدة مرات عن راتب الجندي الروسي".

وزاد بأن "مشاريع جينادي تيمشينكو، رجل الأعمال القريب من الكرملين، مستمرة في سوريا، وقد تستوعب مشاريع بريغوجين الاقتصادية في حمص ومحافظات أخرى".

أما "على المدى القصير، فمن الواضح أن استبدال مشاريع بريغوجين في أفريقيا، لا سيما في منطقة الساحل (غربي القارة)، أمر مستحيل، فلن يشارك المدربون العسكريون الرسميون في ما تورطت فيه فاجنر، أي قمع التمرد"، بحسب خبير روسي غالبا ما يسافر إلى أفريقيا وطلب عدم الكشف عن هويته.

وأضاف المصدر أن "مدينة سانت بطرسبرغ ستتضيف في أواخر يوليو/ تموز الجاري القمة الروسية الأفريقية الثانية، وأي تغييرات قد تؤثر على صورة روسيا".

وأردف أنه "إذا كانت موسكو ترغب في استبدال بريغوجين في أفريقيا، فيمكنها أن تفعل ذلك تدريجيا، خاصة وأن أنظمة أفريقية عديدة ترغب في التفاعل بشكل أكبر مع الشركات الروسية الرسمية، بدلا عن فاجنر، في المجالات الاقتصادية والثقافية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا بوتين فاجنر سوريا أفريقيا تمرد

العقوبات لا تكفي لإخراج فاجنر من مالي.. فماذا تفعل واشنطن؟

بوتين متحديا: العقوبات الغربية ستجعل روسيا أقوى

بلومبرج: روسيا تسعى لتعويض مقاتلي فاجنر في أوكرانيا بجنود شيشان وسجناء

قد يستغرق عاما.. بوتين لا يزال يكافح للسيطرة الكاملة على فاجنر

تحليل: خلاف فاغنر وموسكو ولد بسوريا قبل 5 سنوات من تفجره بأوكرانيا

المزيد من قوات فاجنر في أفريقيا.. خريطة التداعيات المحتملة في 5 دول

أوكرانيا تستنزفها.. هل يتأثر وجود روسيا العسكري في الشرق الأوسط؟