قال سياسيون وأحزاب لبنانية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على قضم وإعادة احتلال الجزء اللبناني من بلدة الغجر الجنوبية الحدودية، وذلك عبر بناء سياج جديد، مخالفة بذلك الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة عقب انسحاب إسرائيل من جنوبي لبنان عام 2000.

واستنكر سياسيون صمت الأمم المتحدة على السياج الإسرائيلي الذي أنهت سلطات الاحتلال تشييده، واشتمل على كتل أسمنتية وكاميرات مراقبة موجهة إلى الأراضي اللبنانية.

ونشرت قناة "المنار"، التابعة لـ"حزب الله" اللبناني صورا للسياج الحديدي، وعلق مراسلها بالقول: "الجيش الإسرائيلي يضم بالكامل الجزء اللبناني من قرية الغجر إلى الأراضي المحتلة بعد الانتهاء من بناء سياجٍ حديدي بمواصفات عالية، وسط صمت لافت من قوات الأمم المتحدة".

بدوره، اتهم الحزب التقدمي الاشتراكي الحكومة اللبنانية بتجاهل ما فعلته إسرائيل، قائلا، عبر بيان: "أما وأن الحكومة اللبنانية غائبة في سباتها بحثا عن صلاحيات هنا وهناك، يبدو أنها لم تتنبه لحقيقة أن العدو الإسرائيلي قضم الجزء اللبناني من بلدة الغجر المحتلة دون حسيب أو رقيب".

من ناحيته، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" التي يترأسها نبيه بري، البرلماني اللبناني قاسم هاشم: "يبدو أن ما كنا قد نبهنا إليه ولفتنا النظر منذ شهرين، أصبح حقيقة، وقرر العدو الإسرائيلي إعادة ضم الجزء الشمالي من الغجر من خلال السياج الجديد، ويضاف إلى ذلك استقدامه لمكعبات أسمنتية إلى المنطقة التي شهدت تحركا منذ فترة في مرتفعات كفرشوبا مما يعتبر استفزازا جديدا، ومحاولة لتكريس احتلال أراضي لبنانية بشكل نهائي".

وشدد على أن "هذا يعد اعتداءً جديدا على لبنان، ويستدعي تحركا عاجلا من الحكومة لدى كل المعنيين دوليا ليتحملوا مسؤولياتهم إذا ما أمعن العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وما ستجر إليه هذه الممارسات اليومية والمتنقلة من منطقة إلى أخرى من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى الغجر وأشجار حولا".

ويأتي التحرك الإسرائيلي الأخير بعد أيام قليلة من توترات شهدتها قرية كفر شوبا الحدودية بين لبنان ودولة الاحتلال، بعد مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال؛ بسبب احتجاج الأهالي على تجريفات تقوم بها القوات الإسرائيلية في المنطقة، ومنها نفق ينشؤه الاحتلال هناك.

وتقع قرية الغجر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ولبنان وسوريا، وسكانها من الطائفة العلوية.

وعندما انسحبت إسرائيل مما يسمى بالمنطقة الأمنية في جنوب لبنان صيف عام 2000، كانت قرية الغجر على خط الجبهة مباشرة.

في ذلك الوقت، رسمت الأمم المتحدة الخط الأزرق المذكور على الورق، والذي قسم القرية إلى شمال لبناني وجزء إسرائيلي جنوبي.