قد يستغرق عاما.. بوتين لا يزال يكافح للسيطرة الكاملة على فاجنر

الأحد 9 يوليو 2023 09:00 م

بعد مرور أسبوعين على محاولة التمرد الفاشلة من جانب مجموعة "فاجنر" الروسية شبه العسكرية، بقيادة يفغيني بريغوجين، لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكافح للسيطرة بشكل كامل على المجموعة التي تتسم بشبكة اتصالات معقدة وربما يستغرق الأمر عاما، وفقا للصحفي ليفينت كمال في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE).

واحتجاجا على سوء إدارة الكرملين لحرب روسيا المستمرة في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، بحسب بريغوجين، احتلت قوات من فاجنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مدينتين جنوبي روسيا على مسار زحفها نحو العاصمة موسكو، قبل أن تتراجع بعد 24 ساعة "حقنا للدماء"، وفقا لصفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو.

والخميس الماضي، أعلن لوكاشينكو أن بريغوجين ليس موجودا في بلاده، وأنه عاد إلى مسقط رأسه مدينة سانت بطرسبرج، مضيفا أن مسألة نقل وحدات المجموعة إلى بيلاروسيا لم تُحل وستعتمد على قرارات موسكو وقيادة فاجنر.

وقال كمال، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "بعد أسبوعين من التمرد المسلح لفاجنر ضد بوتين، لم تتمكن وزارة الدفاع الروسية بعد من السيطرة الكاملة على آلاف المقاتلين وتكافح للسيطرة على المكاتب والثكنات حتى في أوكرانيا، وسط موجة من فرار بين عناصر فاجنر".

وقدرت ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات فاجنر أن "الأمر سيستغرق عاما على الأقل حتى تسيطر وزارة الدفاع على الموقف، وسط حرب مستمرة في أوكرانيا أدت إلى توتر شديد في المنطقة، إذ تواجه الوزارة صعوبات، فليس من السهل تولي قيادة شركة عسكرية لها سوقها وهيكل استخباراتي وشبكات دولية".

كما أن "فاجنر ليس لديها أعداد كبيرة من المقاتلين في أوكرانيا فحسب، بل الآلاف من القوات والنشطاء في سوريا وليبيا والسودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وأماكن أخرى"، وفقا لكمال.

هروب وعقود

وبحسب المصادر فإن "بعض العناصر الروسية القومية واليمينية الراديكالية في صفوف فاجنر قد هجروا الشركة بالفعل بعد أن وافق بريغوجين على الانتقال إلى بيلاروسيا ووقف أعماله، ومع ذلك، لا يزال الجزء الأكبر من القوات على استعداد للتعاون مع الجيش الروسي لأنه ليس لديهم الكثير من الخيارات".

وقال مصدر إن "بريغوجين بدأ السير إلى موسكو مع ألفي جندي فقط، ولم يوافق الجزء الأكبر من القوة المقاتلة على ما حاول تحقيقه، ومكاتب فاجنر في جميع أنحاء البلاد لم تُغلق وتعمل بنشاط على تجنيد الجنود، ولكن هذه المرة يتم نقل عقودهم إلى وزارة الدفاع".

فيما قال مصدر ثانٍ إن "العديد من المقاتلين يترددون في مغادرة الشركة؛ لأنهم جُنِّدوا من السجون مقابل العفو، ولذا سينتقلون بسرعة إلى عقود وزارة الدفاع".

وقدر مصدر ثالث أن "85% من قوة فاجنر التي تقاتل في أوكرانيا، والبالغ قوامها حوالي 50 ألف جندي، ستتحول بسهولة إلى وزارة الدفاع".

وزعم المصدر الأول أن "عدة مقاتلين تركوا مواقعهم في أفريقيا، كما هو الحال في ليبيا، لكنه رفض إعطاء رقم دقيق"، بحسب كمال الذي قال إن "بعض الهاربين هم أولئك الذين أطلقوا علانية خطابا مناهضا لبوتين خلال انتفاضة بريغوجين".

وقال مصدر منخرط بشكل مباشر في عمليات فاجنر إن "معظم المنتسبين للتنظيم في ليبيا ومالي وسوريا من المرجح أن يوقعوا عقودا مع وزارة الدفاع"، مضيفا أنه "حدثت حالات فرار في ليبيا من المقاتلين المجندين من المناطق السورية التي تسيطر عليها دمشق (نظام بشار الأسد)؛ بسبب عدم دفع الرواتب وسوء الإدارة، ويوجد مجندون من دول ثالثة ومستقبلهم غير واضح".

مستقبل بريغوجين

و"لا يزال مستقبل بريغوجين معلقا، وقال المصدر الثالث إن بوتين يتهمه شخصيا بالخيانة.. كان على بريغوجين أن يضحى بنفسه من أجل التمرد لأن وزارة الدفاع كانت على أي حال ستحيده وتدمج فاجنر مع شركة جديدة"، وفقا لكمال.

وتوقع المصدر أن "الوضع في سوريا لن يتغير كثيرا لأن القاعدة العسكرية الروسية في حميميم ستتولى السيطرة الكاملة على عمليات موسكو في البلاد، وفي جمهورية وسط أفريقيا، أقرت الشركة بالفعل بسيادة وزارة الدفاع الروسية".

ورجح مصدران أن "فاجنر لن تختفي بطريقة بسيطة، وهناك احتمال أن تستخدم موسكو المجموعة مرة أخرى للقيام ببعض الأعمال القذرة نيابة عنها".

وقال المصدر الثالث: "هناك من يقول إنه يجب أن نستخدم فاجنر لبعض المهام القذرة، لكن الأولوية هي أن تتولى وزارة الدفاع القيادة الكاملة لقوات فاجنر، وتحتاج الوزارة إلى استجواب بريغوجين شخصيا لحل شبكة اتصالات فاجنرة المعقدة".

المصدر | ليفينت كمال/ ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا فاجنر بوتين بريغوجين تمرد قوات

BBC: حملة الإعلام الروسي ضد قائد فاجنر تزامنت مع لقائه بوتين

منها فاجنر.. الكرملين يعتزم إضفاء الشرعية القانونية على الشركات العسكرية الخاصة