هل تحسم الشراكة التركية الايرانية الصراع في السودان؟
أنباء تتحدث عن دخول طائرات بيرقدار التركية المسيرة الخدمة لصالح الجيش السوداني؛ أنباء لم تنفها انقرة كما لم تحرص الخرطوم على نفيها.
لقاء وزيري الخارجية الإيراني والسوداني تطور يؤكد انحياز إيران للحكومة والجيش السوداني لمكافحة التمرد الذي يقوده قائد الدعم السريع حميدتي.
التوجهات الجديدة للحكومة والجيش السوداني تظهر إعادة التموضع بما يسمح بحسم الصراع مع قوات التمرد المتحصنة في مواقع بالعاصمة الخرطوم ومدن سودانية.
حاولت قوات الدعم السريع الحصول على طائرات بيرقدار لكنها تلقت رفضا تركيا مع تاكيدات بأن أنقرة لن تقدم السلاح لطرفي النزاع بزعم يوسف عزت مستشار حميدتي.
* * *
أعلن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان يوم اول امس السبت الموافق لـ 8 من تموز/ يوليو الحالي الاتفاق مع السودان على إعادة العلاقات الدبلوماسية وتبادل فتح السفارات لدى البلدين بعد قطيعة دامت 7 سنوات.
عبد اللهيان كشف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري أحمد عطاف في طهران عن لقاء جمعه بوزير الخارجية السوداني علي الصادق الأسبوع الفائت في باكو عاصمة أذربيجان خلال اجتماع دول عدم الانحياز.
وهو تطور يؤكد انحياز إيران للحكومة والجيش السوداني لمكافحة التمرد الذي يقوده قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ كما يعكس التوجهات الجديدة للحكومة والجيش السوداني لاعادة التموضع بما يسمح بحسم الصراع مع القوات المتمردة التي تتحصن في عدد من المواقع في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية.
اعادة التموضع لم تقتصر على إيران؛ فالانباء باتت تتحدث عن دخول طائرات بيرقدار التركية المسيرة الخدمة لصالح الجيش السوداني؛ أنباء لم تنفها انقرة كما لم تحرص الخرطوم على نفيها علما بان قوات الدعم السريع حاولت عقد صفقة للحصول على الطائرات في وقت سابق لكنها تلقت رفضا تركيا مع تاكيدات بان أنقرة لن تقدم السلاح لطرفي النزاع بحسب زعم يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع (حميدتي).
الايام القليلة الماضية شهدت تطورا واضحا في الضربات الجوية ودقتها؛ وفي حال تواصل نمط الضربات الجوية الدقيقة يتوقع ان تشهد قوات الدعم السريع انهيارا سريعا في الخرطوم وأم درمان.
وهي تطورات ان حصلت فانها تؤكد مجددا على ان الخرطوم بقيادة الجيش والحكومة حسمت خياراتها السياسية والعسكرية هروبا من انهيار الدول وتمزقها بانتظار دعم امريكي مقترن برفع عقوبات باتت سرمدية تهوي بالسودان منذ 30 عاما في اتون الانهيار والتمزق بغض النظر عن نظامها السياسي او تحالفاتها الاقليمية ؛ مقاربة امريكية اوروبية باتت اكثر وضوحا بعد رحيل الرئيس السابق عمر البشير واكثر فجاجة بعد تمرد حميدتي .
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي