استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل فشلت أمريكا في احتواء الصين؟

الثلاثاء 11 يوليو 2023 10:11 ص

هل فشلت أمريكا في احتواء الصين؟

على الصين أن تدعم النضال ضد الولايات المتحدة بكل ما هو حيوي، وبهذه الطريقة، ستنتصر الصين بالتأكيد في النهاية.

كيف يمكن احتواء الصين التي تبني الطرق والكهرباء بجميع مناطق الريف وتوفر المأوى والطعام الأفضل لشعبها مع مزيد من الرفاهية؟

الدول التي أصبحت هدفا للاحتواء الأمريكي، تبنّت سياسات عدوانية للغاية لا تتناسب مع قوة وإمكانات مواطنيها، وأضرّت بعجلة التطور والتنمية.

يجب أن تحافظ الصين على منطقها وإيقاعها للحكم الداخلي، وتستمر بتحفيز الحيوية المتأصلة في اقتصاد السوق الاشتراكي، وكذلك حيوية المجتمع وإبداعه.

على الصين كسر ما يسمى «قانون التاريخ» وأن تصبح الفائز النهائي في هذه اللعبة الاستراتيجية التي فرضتها الولايات المتحدة نفسها ولديها شروط وإمكانات ذلك.

التحسن المستمر في حياة 1.4 مليار شخص يُعد المحرك الأساسي لنمو الناتج المحلي الإجمالي عاماً بعد عام، والذي قد يتجاوز في النهاية مثيله في الولايات المتحدة.

* * *

صنّفت الولايات المتحدة الصين على أنها أكبر منافس استراتيجي لها، وتسعى لاحتوائها، الأمر الذي جعل بعض الصينيين قلقين للغاية، ويشددون على أن جميع البلدان التي استهدفتها الولايات المتحدة وحاصرتها على مدى نصف قرن، أو نحو ذلك، لاقت مصيراً سيئاً.

إن وجود علاقات جيدة مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن بالضرورة يعني الازدهار، لكن أولئك الذين واجهوها مروا بأوقات عصيبة.

ويجب على الصين أن تكسر ما يسمى بـ«قانون التاريخ»، وأن تصبح الفائز النهائي في هذه اللعبة الاستراتيجية التي فرضتها الولايات المتحدة نفسها، ولديها الشروط والإمكانات للقيام بذلك.

فبعد الحرب العالمية الثانية، لم يكن لدى جميع الدول التي قمعتها الولايات المتحدة القدرة على تجاوز واشنطن من حيث الحجم الاقتصادي.

وبعد أن أصبحت هدف الاحتواء للولايات المتحدة، تبنّت هذه الدول سياسات عدوانية للغاية لا تتناسب مع قوة وإمكانات مواطنيها، وأضرّت بعجلة التطور والتنمية.

ولأسباب موضوعية وذاتية، أصبحت تلك الدول منغلقة، وواجهت الغرب ككل، وتشوه حكمها الداخلي، ما أدى إلى العديد من الخسائر المتراكمة.

لكن الصين قصة مختلفة تماماً. فمن خلال نظامها السياسي القوي وتكوينها الوطني، يمكن لها أن تظل هادئة كلما ساءت الأمور. وحربها التجارية مع الولايات المتحدة، التي شنها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أكبر مثال على ذلك.

إذ كان من الممكن أن تثير هذه الحرب الرعب بشدة في مفاصل دولة أخرى، أو تغضبها تماماً. لكن انظر إلى أي مدى كانت معركة الصين متوازنة، وحتى تجارتها الخارجية الإجمالية نمت إلى أحجام أعلى.

فرغم أن أكبر رغبة لترامب كانت تضييق فجوة العجز الأمريكي مع الصين، إلا أنه في عام 2022، سجل العجز رقماً قياسياً آخر بعد 2018. والنتيجة، يتحضر الجميع الآن للاعتراف بفشل تلك الحرب التجارية.

في غضون ذلك، من المتوقع على نطاق واسع عالمياً أن يتجاوز حجم الاقتصاد الصيني نظيره الأمريكي. صحيح أن الحصار التكنولوجي الذي تفرضه واشنطن على بكين قد يتسبب في بعض الاضطراب، لكنه في المقابل سيحفز الأخيرة على تسريع ابتكاراتها.

والأهم من ذلك، وبسبب الاستقرار السياسي والهدوء العملياتي في الصين، لم تسلك الدولة طريق المواجهة الإستراتيجية التي يحركها الغضب والعزلة الذاتية. وتواصل الحفاظ على جميع العلاقات الاقتصادية والتبادلات الشعبية الممكنة بينها وبين الولايات المتحدة. كما أن غضب بكين من واشنطن لم ينعكس على علاقتها مع الدول الغربية الأخرى، وبدلاً من ذلك، بذلت قصارى جهدها لضمان انفتاح البلاد أكثر على العالم الخارجي بالتزامن مع صراعها ضد الولايات المتحدة.

وبفضل الخبرة التاريخية العميقة للحكومة والموارد الغنية في الأفكار، تعاملت الصين مع استراتيجية الاحتواء الأمريكية بطريقة غير مسبوقة وفريدة من نوعها في تاريخ البشرية.

لقد احتوت الولايات المتحدة دولاً كثيرة في الماضي، ولا تزال، لأسباب عدة، جُلّها سياسي وعسكري إلى حد كبير. لكن في الملف الصيني، ورغم التأكيد بوجود اعتبارات سياسية وعسكرية، إلا أن احتمالية ازدهار الاقتصاد الصيني، وقدرته على تجاوز الولايات المتحدة من حيث الحجم الإجمالي، أكبر سبب لعداء واشنطن الحالي. فلا يوجد شيء مخيف ومقلق أكثر لأمريكا من إمكانية إزاحتها عن صدارة ترتيب الاقتصادات العالمية لمصلحة الصين.

ومع ذلك، فإن التنمية الاقتصادية في الصين هي عملية طبيعية لسعي الشعب الدؤوب من أجل حياة أفضل، فكيف يمكن إيقافها عندما يسير الناس جميعاً إلى الأمام معاً، مثل الجداول الصغيرة التي تصنع النهر العظيم.

ربما تستطيع الولايات المتحدة احتواء بعض المناطق، ولكن كيف يمكنها احتواء الصين التي تبني الطرق والكهرباء في جميع المناطق الريفية، وتوفر المأوى والطعام الأفضل لشعبها، مع المزيد والمزيد من الرفاهية؟

فالتحسن المستمر في حياة 1.4 مليار شخص يُعد المحرك الأساسي لنمو الناتج المحلي الإجمالي عاماً بعد عام، والذي قد يتجاوز في النهاية مثيله في الولايات المتحدة.

وطالما أن الصين لا تفسد نفسها، فستمضي قُدماً خطوة بخطوة، وتُكوّن صداقات في جميع أنحاء العالم، وتحاول حل سوء التفاهم والعداء قدر الإمكان.

ولن تنجح الولايات المتحدة، التي باتت أكثر شبهاً بالاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، في تضمين الصين في صفوف الدول الفاشلة التي تخضع لاحتوائها، وباتت تناقضاتها الداخلية أعمق من أن يتم حلها، وشغلها الشاغل هو المواجهة الخارجية لمحاربة خصومها، بدلاً من تعزيز قدراتها التنافسية.

ويتكامل كفاح الصين ضد الولايات المتحدة إلى حد كبير مع تصميمها على تطوير نفسها بشكل جيد، وتعلّم الكثير من تجربة الاتحاد السوفياتي ابق، وتحقيق المؤشرات الصارمة للأمن القومي، من دون الاختباء وراء استراتيجية الاحتواء الأمريكية ضدها.

ويجب أن نحافظ على منطقنا وإيقاعنا للحكم الداخلي، وأن نستمر في تحفيز الحيوية المتأصلة في اقتصاد السوق الاشتراكي، وكذلك حيوية المجتمع وإبداعه. علينا أن ندعم النضال ضد الولايات المتحدة بكل ما هو حيوي، وبهذه الطريقة، ستنتصر الصين بالتأكيد في النهاية.

*هو شي جين رئيس تحرير صحيفة «غلوبال تايمز» سابقا

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

أمريكا الصين الولايات المتحدة منافس استراتيجي احتواء الصين قانون التاريخ نمو الناتج المحلي اللعبة الاستراتيجية اقتصاد السوق الاشتراكي