استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحلول الامريكية للسودان بين إيغاد واجتماع القاهرة

السبت 15 يوليو 2023 05:47 ص

الحلول الامريكية للسودان بين إيغاد واجتماع القاهرة

المشروع الامريكي في السودان يتضمن كل شئ الا الحفاظ على الدولة ووحدة ترابها.

يتأكد كل يوم وجود تضارب وتصارع بين مشروعين الاول يهدف لتمزيق السودان والثاني يسعى للحفاظ على وحدته الترابية وفاعلية مؤسساته.

التصور الامريكي لدستور السودان والنظام السوداني تقترب من دستور بريمر بالعراق ذي المحاصصة الطائفية والعرقية التي يجدر تطبيقها في أمريكا وفسيفساء أوروبا.

رغم ان أمريكا تقدم نفسها راعيا للسلام والتنمية لكنها جزء من الازمة في السودان؛ وليست جزء من الحل ؛ فهي مسؤولة عن تدهور الاوضاع الانسانية وهشاشة الدولة عبر العقوبات الطويلة.

حقق اجتماع القاهرة نجاحا معقولا ورسم خطوطا يجدر بأطراف المعادلة السودانية وبدول الجوار والاتحاد الافريقي والجامعة العربية الالتزام بها والتوقف عن التصارع على أرض السودان.

بيان مؤتمر إيغاد دعا لتدخل عسكري ونشر قوة افريقية بالسودان واعتبر الحكومة السودانية عاجزة عن اداء مهامها بينما دعا بيان اجتماع القاهرة لحفظ مؤسسات الدولة وعدم التدخل في شؤون السودان الداخلية.

* * *

بعد ان اعلنت الحكومة السودانية مبعوث الامم المتحدة للسودان فولكر بيرتث شخصا غير مرغوب فيه في حزيران/ يونيو الماضي ؛عاد فولكر بيرتث وعشية انطلاق قمة القاهرة لدول جوار السودان للمشاغبة بالقول: إن "ما تسمى الحكومة الحالية فقدت السيطرة على البلاد".

تصريح بيرتس ينسجم مع التوجهات الامريكية التي تفضل حكومة بهندسة امريكية؛ فتصريحات بيرث عكست تفضيلات امريكية عبر عنها لقاء مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية ( مولي في) برئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك في العاصمة أديس أبابا التي استضافت اجتماع دول منظمة إيغاد لمناقشة الازمة في السودان يوم الاثنين والثلاثاء الموافق 10 و11 يوليو الحالي.

الرسائل المتبادلة بين الاطراف الدولية والاقليمية تبدو اكثر وضوحا في ظل امتناع الحكومة السودانية والمجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح البرهان ونائبه مالك عقارعن المشاركة في اجتماع إيغاد.

وفي حين لم توجه القاهرة الدعوة لقوات الدعم السريع شهدت قمة الايغاد توجيه دعوة لممثلي قوات الدعم السريع في حين لم يحضره سوى اثنين من قادة دول الايغاد الثمانية وهما الرئيس الكيني والرئيس الاثيوبي في العاصمة اديس ابابا؛ قابلها خضور عالي المستوى لاجتماع القاهرة الذي ضم قادة دول جوار السودان السبع بما فيها نائب رئيس المجلس السيادة السوداني مالك عقار يوم الخميس 13 يوليو.

الرسائل المتبادلة بين الاجتماعين سواء بنسبة الحضور ومستوى التمثيل او في البيان الختامي للاجتماعين تؤكد وجود تضارب وتصارع بين مشروعين الاول يهدف لتمزيق السودان والثاني يسعى للحفاظ على وحدته الترابية وفاعلية مؤسساته؛ فالبيان الختامي للايغاد دعى لتدخل عسكري عبر نشر قوة افريقية في السودان واعتبر الحكومة السودانية عاجزة عن اداء مهامها؛ ليقابله بيان ختامي عن اجتماع القاهرة للحفاظ على مؤسسات الدولة والامتناع عن التدخل في شؤون السودان الداخلية.

الخطوط الحمراء رسمت بوضوح في اجتماع القاهرة ؛ ورغم تمسك الولايات المتحدة بضرورة اعادة تشكيل الحكومة السودانية ومواصلتها فرض عقوبات سرمدية على السودان؛ فانها لم تظهر اعتراضا على القمة خصوصا انها لم تعمد للضغط على قادة الدول المشاركة لتخفيض مستوى التمثيل .

الولايات المتحدة مرة اخرى و رغم انها تقدم نفسها كراعي للسلام والتنمية الا انها جزء من الازمة في السودان؛ وليست جزء من الحل ؛ فهي مسؤولة عن تدهور الاوضاع الانسانية وهشاشة الدولة عبر فرضها عقوبات امتدت على مدى 3 عقود تقريبا عابرة بذلك للحكومات والأنظمة و الحقب من عهد السودان الموحد الى ما بعد انفصال الجنوب السوداني والى نظام البشير و الى ما بعد البشير؛ وما بعد الصرا ع الداخلي مفاقمة من حجم الازمة والمعاناة الانسانية في السودان دون مبرر سوى الرغبة بتمزيق السودان.

المشروع الامريكي في السودان يتضمن كل شئ الا الحفاظ على الدولة ووحدتها الترابية؛ فالتصورات الامريكية للدستور السوداني وللنظام السوداني تقترب من دستور بريمير في العراق ودساتير المحاصصة الطائفية والعرقية التي يجدر تطبيقها في اميركا وفسيفساء اوروبا لا في العالم العربي والاسلامي.

في كل الاحول يمكن القول؛ ان اجتماع القاهرة حقق نجاحا معقولا ورسم خطوطا يجدر باطراف المعادلة السودانية الالتزام بها كما يجدر بدول الجوار ودول الاتحاد الافريقي والجامعة العربية الالتزام بها والتوقف عن التصارع على أرض السودان وممارسة المراهقة السياسية والفكرية بالحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ووحدته الترابية.

والامتناع عن التدخل أو فرض أنماط أنظمة سياسية ودساتير كارثية كالتي تروج وتسوق لها أمريكا في منطقتنا العربية في العراق و سوريا بخلق انظمة المحاصصة الطائفية او أنظمة كونفدرالية هشة وضعيفة في كل من العراق وسوريا والسودان وليبيا واليمن و بأدوات امريكية باتت معروفة للجميع.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

أمريكا السودان إيغاد اجتماع القاهرة المشروع الأمريكي قوات الدعم السريع الحكومة السودانية المحاصصة الطائفية المجلس العسكري أنظمة سياسية دساتير كارثية