استطلاع: نصف السعوديين يميلون لـ"الإسلام المعتدل" وأغلبية تفضل الصين وروسيا على أمريكا

الأحد 16 يوليو 2023 08:35 م

كشفت نتائج استطلاع حديث للرأي، أن 43% من السعوديين يميلون إلى "الإسلام المعتدل"، فيما أظهرت أن الأغلبية يتطلعون إلى الصين وروسيا كخيار بديل عن الولايات المتحدة.

وحسب الاستطلاع الذي نفذته "شركة تجارية إقليمية" بطلب من "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، وأجرى خلال مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2023، وافق 43% على الرأي القائل بأن "علينا الاستماع إلى الذين يحاولون تفسير الإسلام بطريقة أكثر اعتدالًا وتسامحًا وحداثةً".

وبلغت هذه النسبة الآن حوالي ضعف الرقم المسجَّل منذ ست سنوات فقط (إشارة لاستطلاع سابق عام 2017)، وحافظت على استقرارها إلى حدٍ ما على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وأظهر أن النسبة التي تؤيد الإسلام "المعتدل" في صفوف من تقلّ أعمارهم عن 30 عامًا لا تزيد ولا تقلّ عن نسبة الأكبر منهم سنًّا.

وبهذا الاستطلاع الأخير، يوافق الربع من كل جيل تقريبًا "بشدة" على هذا التفسير الجديد، فيما يعرب ربعٌ آخر من كل جيل عن موافقته "إلى حدٍ ما".

مكافحة الفساد

وفي الوقت الذي لا يزال فيه الفساد يُقلق نحو نصف الجمهور السعودي، لا تحظى الاحتجاجات بشعبية.

وبلغت الآراء السعودية بشأن غياب المظاهرات المناهِضة للفساد في المملكة مستوى الأغلبية المستقرة.

واعتبارًا من مارس/آذار وأبريل/نيسان 2023، وافق 78% من السعوديين على الرأي القائل: "إنه لأمر جيد ألا نشهد احتجاجات جماهيرية في الشوارع ضد الفساد، كما يحصل في دول عربية أخرى".

وارتفعت هذه النسبة بشكل طفيف منذ (استطلاع سابق) عام 2020، حين وافق 48% فقط إلى حد ما على إنه "من الجيد أننا لا نشهد أي تظاهرات كبيرة في الشارع حاليًا".

ومع ذلك، أفاد حوالي نصف السعوديين (54%) في استطلاعات رأى سابقة أجريت في أواخر عام 2022 بأن المملكة "لا تبذل جهودًا تُذكَر" من أجل "الحد من الفساد في الاقتصاد والسياسة".

وكانت نتائج استطلاع رأي أجري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، قالت إن أغلبية أكبر إلى حد ما من السعوديين (63%) أعربوا عن الرأي نفسه؛ مما يشير إلى تحول إيجابي متواضع في المواقف السعودية تجاه هذه القضية.

وخلال فترة الأربع سنوات تلك، أفاد عدد أكبر بقليل من السعوديين (بنسبة ارتفعت من 13% إلى 21%) بأن البلاد "تبذل جهودًا حثيثة" لمكافحة الفساد.

العلاقة مع إيران

وتشكل إيران إحدى القضايا القليلة التي تظهر حولها اختلافات ملحوظة في المواقف بين الأغلبية السنّية (حوالي 90%) من المواطنين السعوديين والأقلية الشيعية الصغيرة (حوالي 10%)، التي يتركز معظمها في المنطقة الشرقية من البلاد.

وفي حين أن 60% من السنّة السعوديين يعتبرون إيران "عدوًا"، لا يوافق على ذلك سوى 39% من الشيعة السعوديين.

وعلى نحوٍ مماثلٍ، يقول ثلثا السنّة السعوديين (68%)، ولكن حوالي نصف الشيعة السعوديين فقط (54%)، إن "عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران" ستُحدِث آثارًا سلبية في المنطقة.

وحسب الاستطلاع، فإن نسبة ملحوظة من السعوديين (85%) تُوافق على الرأي القائل: "ستحمل ضربة أمريكية أو إسرائيلية كبيرة على إيران تداعيات خطيرة وتنعكس سلبًا على بلادنا".

ويشمل هذا الرقم حوالي النصف (48%) من السعوديين الذين يؤيدون هذا القول "بشدة".

وعلى نحوٍ غير متوقعٍ أيضًا، تُعرب في المقابل نسبة أدنى من نصف السعوديين (43%) عن موافقتها على هذا الطرح القائل: "بما أن إيران تقترب كثيرًا من امتلاك قنبلة نووية، حان الوقت لكي تحصل دولة عربية على واحدة أيضًا".

تفضيل الصين على أمريكا اقتصاديا

ويرى معظم السعوديين الآن الولايات المتحدة إما "صديقة" (17%)، أو "شريكة أمنية" (32%)، أو "شريكة اقتصادية" (33%) في المقام الأول.

وتحظى الصين اليوم بآراء أكثر إيجابية، ولو على الصعيد الاقتصادي بالدرجة الأولى: فهي "صديقة" بالنسبة إلى 17%، و"شريكة أمنية" بالنسبة إلى 11%، و"شريكة اقتصادية" بالنسبة إلى 62%.

وتلفت النظر أيضًا النتائج الإيجابية للغاية التي حققتها روسيا عمومًا: فهي "صديقة" بالنسبة إلى 20%، و"شريكة أمنية" بالنسبة إلى 34%، و"شريكة اقتصادية" بالنسبة إلى 41%.

وعلاوةً على ذلك، وتماشيًا مع هذا التقييم السائد، وافقت نسبة مدهشة تعادل ثلاثة أرباع السعوديين (74%)، ابتداءً من مارس/آذار وأبريل/نيسان 2023، على الأقل (إلى حدٍ ما) على القول التالي المثير للجدل على نحو متعمد: "في الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، ستتمثل أفضل نتيجة بانتصار روسيا، بما في ذلك ضم أراض أوكرانية واسعة إلى روسيا".

وعندما سُئل السعوديون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 عن "مدى أهمية العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة؟"، اعتبرت الأغلبية (56%) أن هذه العلاقات غير مهمة جدًا أو غير مهمة على الإطلاق.

إلا أن هذه النسبة تمثّل تحسنًا طفيفًا مقارنة بنسبة 60% السعوديين الذين تبنوا هذا الرأي منذ خمس سنوات، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

العلاقة مع روسيا

وبين عامَي 2017 و2022، أشار السعوديون إلى ازدياد أهمية العلاقة بين السعودية وروسيا، فقد أظهر الاستطلاع الذي أُجري في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أن 62% من السعوديين يعتبرون علاقات المملكة مع موسكو "غير مهمة إلى حدٍ ما".

ولكن هذه النسب انعكست الآن تقريبًا وتراجعت، حيث أفاد 44% من السعوديين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بأن العلاقات مع روسيا "غير مهمة"، كما أفادت أغلبية السعوديين (53%) بأنها تنظر إلى العلاقات السعودية الروسية بدرجة معيّنة من الأهمية.

وكانت مواقف السعوديين تجاه أهمية وعدم أهمية العلاقات مع الصين في عام 2017 متساوية نسبيًا بنسبة 46% و50%على التوالي. لكن بعد مضى خمسة سنوات، أصبحوا أقل انتقادًا للعلاقات مع بكين، حيث ينظر نحو 60% منهم إلى العلاقات معها بدرجة معيّنة من الأهمية.

ويتوافق الحس المتزايد بأهمية العلاقات السعودية الصينية والسعودية الروسية مع الشعور المتنامي بعدم إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك.

ففي عام 2021، انقسمت آراء السعوديين بالتساوي حول ما إذا كانت السعودية تستطيع "الاعتماد على الولايات المتحدة هذه الأيام" أم يتعيّن عليها بدلًا من ذلك "التطلع أكثر إلى روسيا والصين كشريكتين"، واعتبر 49% أنه يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة، في حين عارض 49% ذلك.

وبعد عامٍ واحدٍ، اعتبرت أغلبية السعوديين (61%) أنه من الأفضل أن تتطلع بلادهم أكثر إلى روسيا والصين كخيارٍ بديلٍ.

المصدر | الخليج الجديد + مواقع

  كلمات مفتاحية

السعودية الإسلام المعتدل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى معهد واشنطن استطلاع رأي الصين روسيا أمريكا إيران

كيف توجه الأولويات السعودية إلى التعاون العلمي والتكنولوجي مع الصين؟