استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

معضلة قرية الغجر وأسئلتها المُحيرة

الثلاثاء 18 يوليو 2023 01:46 م

معضلة قرية الغجر وأسئلتها المُحيرة

حادثة قرية الغجر سلطت الضوء على الأسئلة التي يجب طرحها على الرأي العام في الكيان المحتل بعد أن أصبحت الإجابة عليها شديدة التعقيد.

هل حان الوقت لإجراء مراجعة استراتيجية إسرائيل العسكرية أم حان الوقت لإجراء انتخابات جديدة للكنيست للخروج من المأزق السياسي والأمني؟

معضلة كشفت عنها حادثة قرية الغجر؛ لا يتوقع الحصول على إجابات عليها قريبا لكنها كفيلة بإحداث اضطراب سريع في نبضات قلب نتيناهو ودخوله المستشفى للعلاج.

* * *

لم يتوان قادة الكيان المحتل عن تقديم التطمينات للمستوطنين شمال فلسطين المحتلة؛ كان آخرها ما نقل عن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوري غوردين للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" صباح اليوم الأحد "بأن تقديرات الجيش لا ترى وجود احتمال لمواجهة مع حزب الله، وأن الحياة الاعتيادية يجب أن تستمر، بالرغم من الأحداث الأخيرة عند الحدود اللبنانية".

التوتر الذي بلغ بالقرب من الحدود اللبنانية بلغ ذروته الأربعاء الماضي بإصابة 3 لبنانين نتيجة انفجار لغم بعد مواجهات ومشاحنات مع قوات الاحتلال حول نصب خيم في قرية الغجر داخل مزارع شبعا اللبنانية وتسيير دوريات لحزب الله في المنطقة قابل تحركات لآليات الاحتلال لبناء سياج أمني في قرية الغجر تبعه تهديدات إسرائيلية متكررة باستهدف الخيم اللبنانية.

توتر تصاعد عشية وصول المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى الكيان المحتل ولقائه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في محاولة للوساطة لنزع فتيل أزمة أشعلها النشاط الإسرائيلي المفرط بالقرب من الحدود اللبنانية.

التوتر على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لا يعتبر وليد اللحظة؛ إذ سبقه توتر مماثل اندلع العام الماضي قبيل توقيع التفاهمات التي أشرف عليها المبعوث الأمريكي لشؤون الطاقة في المنطقة هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية وصولا لاتفاق يسمح باستكشاف واستثمار حقول الغاز اللبنانية، ومن خلفها الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة الكيان الإسرائيلي المحتل.

توتر يمثل امتداداً للأزمة الناشئة عن احتلال الكيان لفلسطين العام 1948؛ إذ لا يعترف لبنان بالكيان المحتل كطرف سيادي، ولا يقبل تصوراته عن الحدود التي ما زال الصراع حولها قائما لم ينته بانسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان في العام 2000 إلى ما وراء الخط الأزرق الذي تشرف عليه الأمم المتحدة كخط وقف إطلاق النار منذ 1948.

والذي تحول لإطار مرجعي لاتفاق الاستثمار في حقول الطاقة في البحر المتوسط دون الاعتراف به كخط حدودي قانوني؛ وهو ما جعله محل تنازع؛ يسعى الكيان لتثبيته كإطار مرجعي؛ ويسعى لبنان وحزب الله للتأكيد على سيولته وعدم تكريسه كخط حدودي نهائي.

السعي للتهدئة وتجنب المواجهة من الجانب الإسرائيلي خيار إسرائيلي لن يتحقق بالنظر إلى الإغراءات الناجمة عن الانقسام الداخلي الإسرائيلي حول قانون إصلاح القضاء وتصدع البنية الأمنية في الضفة الغربية، وتواصل أساليب العمل في المعركة بين حربين داخل الأراضي السورية.

إلا أن النشاط الإسرائيلي المفرط على الحدود لا يبتعد عن هذه الاستراتيجية التي خلقت إكراهات سياسية وأمنية فرضت على الاحتلال خوض مواجهات بين الحين والآخر شمال فلسطين المحتلة مع لبنان.

يصعب الوصول إلى تهدئة من الجانب الإسرائيلي وتجنب المناوشات التي من الممكن أن تقود إلى حرب واسعة تمتد إلى أيام وأسابيع سواء في لبنان أو الضفة وقطاع غزة أو سوريا دون إجراء مراجعة شاملة للاستراتيجية الإسرائيلية ودون تقييم حقيقي لحالة الساحة الداخلية الإسرائيلية.

فالكيان المحتل عالق في استنزاف أمني وسياسي داخلي وإقليمي يصعب الفصل بين مساراته السياسية والعسكرية دون تقديم تنازلات في إحدى جبهاته؛ أمر يصعب أن يتحقق دون أن يكون له انعكاسات على الساحة الداخلية للكيان الذي يقوده اليمين الديني.

مراجعة يرجح أنها بدأت منذ أسابيع إن لم يكن أشهر لتقييم الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، خصوصاً ما تعلق منها بأسلوب المعركة بين حربين؛ والحد من تداعيات التصدعات السياسية في الساحة الإسرائيلية الداخلية؛ والتصدعات الأمنية في الضفة الغربية على المسار الاستراتيجي الإسرائيلي العام.

الخلاصة ودون إطالة... حادثة قرية الغجر سلطت الضوء على الأسئلة التي يجب طرحها على الرأي العام في الكيان المحتل بعد أن أصبحت الإجابة عليها شديدة التعقيد.

فهل حان الوقت لإجراء مراجعة استراتيجية إسرائيل العسكرية بحسب معهد دراسات الأمن القومي (INSS ) الإسرائيلي؛ أم حان الوقت لإجراء انتخابات جديدة للكنيست للخروج من المأزق السياسي والأمني؟ إنها معضلة أخرى كشفت عنها حادثة قرية الغجر؛ لا يتوقع الحصول على إجابات عليها في وقت قريب؛ إلا أنها كانت كفيلة بإحداث اضطراب سريع في نبضات قلب نتيناهو ودخوله المستوصف للعلاج على الأرجح.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

لبنان الغجر إسرائيل نتنياهو الكيان المحتل استراتيجية إسرائيل العسكرية المأزق السياسي والأمني