استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«الناتو».. يعنى حلف شمال الأطلسي!

الأربعاء 19 يوليو 2023 07:19 ص

«الناتو».. يعنى حلف شمال الأطلسي!

رفض إيمانويل ماكرون مسعى الولايات المتحدة واليابان لمد مظلة الناتو لشرق آسيا من أجل محاصرة الصين.

ماكرون: «بغض النظر عما يقوله الناس، فإن الجغرافيا ثابتة، فمنطقة المحيطين الهادى والهندى ليست شمال الأطلسي».

الولايات المتحدة تعتبر الصين التهديد الرئيسى لها وتسعى لجر حلفائها الأوروبيين لمسعاها لتطويق الصين فى محيطها الإقليمى.

حفل بيان قمة الناتو بالعبارات التى تعتبر الصين «تحديًا رئيسيًا لابد من مواجهته»، واعتبر «تعميق الصين شراكتها الاستراتيجية مع موسكو» تهديدًا مباشرًا.

كانت الصين حاضرة بقوة بقمة الناتو واحتلت فقرات عدة من بيانها المشترك والمهندس الرئيس لمد مظلة الناتو لآسيا هو الأمين العام للحلف بدعم أمريكى- يابانى.

بينما تسعى أمريكا لجرّ أوروبا الغربية نحو مواجهة مع الصين، تقوم السياسة الصينية على جر أوروبا بعيدًا عن أمريكا بل ترفض التعامل حتى مع أوروبا الغربية ككتلة واحدة.

* * *

عنوان هذا المقال مفرداته ليست من عندى وإنما جاءت على لسان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى معرض رفضه مسعى الولايات المتحدة واليابان لمد مظلة الناتو لشرق آسيا من أجل محاصرة الصين.

فرغم أن التركيز الإعلامى فى قمة الناتو كان على قضية عضوية أوكرانيا، والتى تقرر تأجيلها لما بعد الحرب وبشرط سيطرة أوكرانيا على الفساد، إلا أن الصين كانت حاضرة بقوة بالقمة، واحتلت فقرات عدة من بيانها المشترك. والمهندس الرئيسى وراء مد مظلة الناتو لآسيا هو الأمين العام للمنظمة، بدعم أمريكى- يابانى.

فالأمين العام تحدث فى كلمته عن الصعود الصينى باعتباره «تحديًا» قويًا. وكان قد اقترح فتح مكتب لحلف الأطلسي فى طوكيو. إلا أن فرنسا كانت وراء إفشال ذلك المسعى وحذفه من البيان المشترك. لكن البيان حفل بالعبارات التى تعتبر الصين «تحديًا رئيسيًا لابد من مواجهته»، واعتبر «تعميق الصين شراكتها الاستراتيجية مع موسكو» تهديدًا مباشرًا.

لكن الأمين العام، بعد فشل مسعاه، راح يؤكد أن قصة مكتب طوكيو «لم تنتهِ» وأن الموضوع «لايزال قيد النقاش» وسيتم طرحه من جديد فى اجتماعات لاحقة. غير أن اللافت فى خطاب الأمين العام كان مفرداته. فهو مثلًا قال إن «الصين تقترب منا»!، وهو تعبير لافت حقًا. فالصين ليست موجودة عسكريًا فى شمال المحيط الأطلنطى وبعيدة جغرافيًا عنه.

إلا إذا كان الرجل يقصد أن العلاقات التجارية والاقتصادية المتنامية بين دول أوروبا والصين تمثل تهديدًا جغرافيًا! هذا بينما يمثل مد مظلة حلف الأطلنطى للمحيط الهادى تهديدًا مباشرًا للصين.

وهو ما يتجلى فى حكاية مكتب طوكيو أو الاتفاق الذى وقعته كوريا الجنوبية مع الناتو، ويندرج تحت ما يسمى «برامج الشراكة الفردية» مع الحلف، وينص على تعميق العلاقات فى مجال الاستخبارات العسكرية.

وفرنسا تعارض مد مظلة الحلف لتطويق الصين، وفى رده على أسئلة الصحفيين بدا ماكرون وكأنه يرد مباشرة على أمين عام الحلف حين أشار للجغرافيا.

فهو قال إنه «بغض النظر عما يقوله الناس، فإن الجغرافيا ثابتة، فمنطقة المحيطين الهادى والهندى ليست شمال الأطلسي». وبعد أن أكد أنه يتفق مع ضرورة التعاون مع مناطق أخرى من العالم، ذكّر الحاضرين بأن «الناتو يعنى منظمة حلف شمال الأطلسي»!.

وليس خافيًا أن الولايات المتحدة تعتبر الصين التهديد الرئيسى لها. وهى تسعى لجر حلفائها الأوروبيين لمسعاها لتطويق الصين فى محيطها الإقليمى.

وهو مسعى ينبع، على ما يبدو، من قناعة أمريكية صارت واضحة للجميع بأن النفوذ الأمريكى الدولى فى انحسار مستمر بينما يتحول العالم نحو تعددية قطبية تتبناها الصين، وهى فيها فاعل رئيسى.

لكن الجدير بالملاحظة هو رد الفعل الصينى تجاه كل ما تقدم. فبغض النظر عن الخطاب السياسى الذى يكون أحيانًا شديد اللهجة، يتسم السلوك الصينى بالحذر الشديد ويتبنى مسارًا يهدف لعدم الوقوع فى فخ فتح جبهة مواجهة مع أوروبا. فالصين لا تتعامل مع «الغرب» ككتلة واحدة.

ولا حتى تتعامل مع أوروبا الغربية ككتلة واحدة. فهى تضع، حتى فى خطابها، حدودًا واضحة بين أمريكا وأوروبا الغربية، وتتبنى سياسة تقوم على التعاون الاقتصادى والتجارى مع كل دولة أوروبية منفردة، مع فتح قنوات اتصال لا بأس بها مع الاتحاد الأوروبى.

بعبارة أخرى، بينما تسعى الولايات المتحدة لجرّ أوروبا الغربية نحو مواجهة مع الصين، تقوم السياسة الصينية على جر أوروبا بعيدًا عن الولايات المتحدة بل وترفض التعامل حتى مع أوروبا الغربية ككتلة واحدة.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

الناتو أمريكا الصين فرنسا أوكرانيا روسيا ماكرون شرق آسيا حلف شمال الأطلسي