استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العرب والخيار الثالث!

السبت 6 فبراير 2016 05:02 ص

منذ حراك 2011، أو قبله بقليل، والعرب بين خيارين، إما الاستبداد وإما التفتيت! وكأن وحدة الأوطان أو وحدة الأمة لا تأتي إلا بالاستبداد، كما حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن وسقوط النظم الاستبدادية لمصلحة التجزئة العرقية أو الطائفية أو المذهبية.

السؤال: هل هناك خيار ثالث؟ وما هو؟:

الخيار الأول، الاستبداد يخرج عن أي منطق في تقديم صورة الزعيم، وقد توضع شعارات مثل «بشار الأسد إلى الأبد»، كما قد يعطي الزعيم لنفسه لقب بطل الساحل والصحراء.

يوزع المال على المثقفين والإعلاميين لشراء أقلامهم، ويعطي مساعدات للدول الفقيرة من إفريقيا بشرط التحالف معه! ويغتال المعارضين بسبب أو بلا سبب مثل موسى الصدر، فيختفي إلى الآن، ويتكون الإنسان على الخوف والنفاق، فإن لم يستطع فالاعتقال أو الهجرة، وحين تندلع الثورة يسقط مدوياً أو يهرب إلى بلد مجاور أو تغتاله قوة كبرى بعد غزو بلده بحجة أو من دون حجة، وتنشب الحرب الأهلية في وطنه بين المعارضة والنظام، وتتدخل القوى الكبرى، وينتظر المصير.

الخيار الثاني، التفتيت والتجزئة وعودة «سايكس- بيكو» في مرحلة جديدة، فبعد سقوط الدولة العثمانية لم تتردد القوى الاستعمارية الكبرى في تفتيتها إلى دويلات صغرى طبقاً للتاريخ أو الجغرافيا أو السكان، وفرض الاستعمار على مختلف مناطق الوطن العربي، فالمغرب والجزائر وتونس والشام تحت الاستعمار الفرنسي، وليبيا تحت الاستعمار الإيطالي، ومصر والعراق واليمن والأردن تحت الاستعمار البريطاني.

مع ذلك قامت حركات التحرر الوطني لتحرير الوطن العربي وتأسيس الدولة الوطنية الحرة المستقلة، سلماً أم حرباً وقامت بعض هذه الدول على نظام مستبد، وعمها الفساد والتخلف التنموي فبدأت في الضعف ثم الانهيار بالانقلابات الداخلية.

ونشبت حروب أهلية وخلافات حدودية بين كل دولتين عربيتين: المغرب والجزائر حول واحة تندوف، ليبيا ومصر بين قبائل أولاد علي، مصر والسودان حول حلايب وشلاتين ومثلث وادي حلفا، مصر وفلسطين حول مثلث العوجة، وسوريا ولبنان حول وادي الحمة.. إلخ.

ثم قامت الحركة القومية العربية لتضع الأمة في قالب سياسي واحد، وبلغت ذروتها في الجمهورية العربية المتحدة 1958-1961، وبعد هزيمة 1967 ضعفت الدولة الوطنية وتآكلت من الداخل والخارج، فظهرت حركات تدعي أنها تريد تجاوز حدود الدول الوطنية والقومية العربية واستعادة حلم «الخلافة» القديم في شكلها المحافظ، فشوهت الصورة أكثر مما استدعت الناس إليها.

والآن تتفتت بعض الدول الوطنية إلى دويلات عرقية ومذهبية وطائفية، لتصبح إسرائيل هي الدولة القومية الطائفية الأقوى في المنطقة. تساندها أميركا والغرب. ومن ثم تكسب (إسرائيل) الحرب دون أن تدخلها. ويخسرها العرب دون أن يدخلوها. وتكون نتيجة التفتيت إما انغلاق الطوائف على نفسها، أو الهجرة ومغادرة البلاد، أو تعاني من أشكال الاضطهاد وتنتظر وقت الخلاص.

والسؤال الآن: ما العمل؟ جرّب العرب الدولة الوطنية والدولة القومية، فهل يكون إقحام الدين في السياسة هو الحل؟ وكيف والحرب قائمة بين سنة وشيعة، بين عرب وأكراد، والتكفير على آخره، وقطع الرقاب، والإماء والرق، إلى آخر ما هو موجود من ممارسات تطرف وعنف!

وقد أصبحت كلمة «داعش» وكأنها تساوي الإسلام في نظر البعض في الغرب، و«داعشي» وكأنها تساوي مسلم، وتشوهت صورة الإسلام، وقُتل الأبرياء بالتفجيرات وسط العواصم الغربية، وزُرعت الكراهية بين المسلمين والمسيحيين بعد أن طال الحوار بينهما، وأصبح الإصبع على الزناد وكأنه يساوي المصحف في اليد، واتهم الإسلام بأنه لا يعرف حقوق الإنسان، وأنه لا فرق فيه بين دم الإنسان ودم الحيوان!

* د. «حسـن حنفي» أستاذ الفلسفة - جامعة القاهرة

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

العرب حراك 2011 الاستبداد التفتيت وحدة الأوطان العراق سوريا ليبيا اليمن النظم الاستبدادية التجزئة العرقية الطائفية المذهبية خيار ثالث الحرب الأهلية المعارضة النظام الحاكم القوى الكبرى «سايكس- بيكو» القوى الاستعمارية

الخارج ومحن التنمية الإنسانية العربية

الثورات العربية... آمال كبيرة ومآلات محبطة

الثورات العربية تنتظر عقيدتها السياسية

الربيع العربي ... ما الذي تغير؟ وما الذي بقى على حاله؟

نقائض الربيع العربي

العالم العربى بات مهددا فى حدوده ووجوده

لأن العالم العربي فقد مناعته

بلادنا المنكوبة بين الخوف والرجاء