استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا لن يتمكن تنظيم الدولة من إعادة مشروع الخلافة

السبت 22 يوليو 2023 03:06 ص

لماذا لن يتمكن تنظيم الدولة من العودة لمشروع الخلافة

تراجع حالة الانتشار الواسع للسلاح، وخسارة التنظيم لكثير من مصادر التمويل التي كانت تصب في خزانته.

عدم توفر السلاح كماً ونوعاً سيُجبر التنظيم على البقاء في حالة عسكرية تتناسب مع تلك الإمكانات، وهي حروب العصابات والاستنزاف.

منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الباغوز عام 2019 ، ساهمت خمسة عوامل في منع عودة مشروع الخلافة إلى الظهور في سوريا والعراق.

خسر تنظيم الدولة في مارس 2019، آخر جيب مكاني له بسوريا، بعد سيطرة قوات قسد على بلدة الباغوز بدعم جوي وعسكري من قوات التحالف الدولي.

عودة تنظيم الدولة ضمن مشروع سياسي تحتاج لكميات كبيرة من الأسلحة كالتي حازها بعد السيطرة على الموصل وساهمت في تواجده كمشروع بين 2014 وحتى سقوط الباغوز في 2019.

* * *

خسر تنظيم الدولة الإسلامية في 23 مارس 2019، آخر جيب مكاني له في سوريا، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الباغوز، بدعم جوي وعسكري من قوات التحالف الدولي.

سبق سقوط الباغوز خسارة التنظيم لجميع الأراضي التي كان يُسيطر عليها في سوريا والعراق، والتي شكلت منذ عام 2014 وحتى هزيمته، المركز لمشروعه السياسي: الخلافة.

قرابة أربع أعوام مضت منذ أن بدأ التنظيم محاولاته الساعية لعودته الثانية، خلال هذه الفترة ظلت هجمات التنظيم تضرب الأطراف المناوئة له، مع توفر فرص كبيرة كان يمكن أن تكون عاملاً مساهماً في عودته.

أولى تلك الفرص جائحة فيروس كورونا، والثانية، العمليات العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، إضافة لاستمرار العوامل القديمة المغذية لظهور التنظيم، من انقسام طائفي واستمرار سيطرة الأنظمة السلطوية على المنطقة.

عدم استغلال التنظيم لهذه الفرص في محاولة إحياء مشروعه السياسي يعود لأسباب عدة، ساهمت بشكل كبير في عدم اكتمال الظروف الموضوعية لعودته إلى حالة ما بعد عام 2014 في سوريا والعراق.

أهم أسباب عدم اكتمال الظروف لعودة التنظيم، هو بدء تعافي النظم الحاكمة في دول المركز (سوريا والعراق) التي يتواجد داخلها، خاصة مع عودة النظام السوري وحلفائه للسيطرة على الكثير من المناطق التي خسرها بعد عام 2011 في مناطق وسط وشرق البلاد، إضافة لتطور أداء الجيش العراقي والأجهزة الأمنية ووجود العشرات من المليشيات المحلية المدعومة من إيران بشكل مباشر.

يُعد تعافي نظم الحكم على المستوى العسكري والأمني من أهم أسباب فشل التنظيم في العودة إلى حالة المشروع السياسي، فمرحلة انبعاث التنظيم الأولى عام 2014، بعد سنوات من القضاء عليه على يد الصحوات العراقية عام 2007، جاء نتيجة ضعف الحكومة العراقية، والانقسام السياسي في العراق المبني على أساس طائفي، إضافة لخروج كثير من المحافظات السورية عن سيطرة النظام، نتيجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2011.

السبب الثاني الذي ساهم في عدم عودة التنظيم للمشروع السياسي هو تراجع المد الإسلامي، هذا التراجع جاء على مستويين، الأول محلي في كل من سوريا والعراق والآخر إقليمي. وتعود أسباب تراجعه إلى التجربة السيئة التي عانت منها المجتمعات المحلية من الجماعات السلفية أثناء فترة سيطرتها، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية و "جبهة النصرة"، التي قتلت الآلاف من أفراد تلك المجتمعات بحجج الكفر والعمالة.

وبدء تشكل حالة من الوعي تجاه التجربة المدنية كخيار أفضل للمجتمع المحلي في البلدين، إضافة إلى فشل حركات الإسلام السياسي، خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر، ووصول كُثر لقناعة أن المشاريع الإسلامية لن يسمح لها بالحكم مهما كان نوعها وتوجهها.

أما ثالث العوامل، فهو طبيعة السكان في مناطق وجوده. بعد هزيمة التنظيم وسيطرة الأطراف المعادية له على مناطق وجوده السابقة، اضطر السكان المرتبطون بالتنظيم بعلاقات مباشرة من خلال التواجد في صفوفه، أو علاقات غير مباشرة عبر تبني أفكاره العقدية وإيمانهم بها، إلى مغادرة تلك المناطق إلى دول الجوار أو مناطق سيطرة أطراف أخرى كما في شمالي سوريا، ما جعل التنظيم بعيداً عن حاضنته الشعبية.

فقد باتت تحركاته مكشوفة، لأن معظم السكان في مناطق وجوده الحالية باتوا من الموالين للسلطات القائمة مع بعض الاستثناءات في مناطق سيطرة قوات "قسد".

العامل الرابع لعدم تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من العودة كمشروع سياسي هو عدم قدرة التنظيم على استقطاب عناصر جديدة لرفد صفوفه الناشئة بمقاتلين جدد. يحتاج مشروع العودة "للخلافة" لعدد كبير من القوى بشرية لمواجهة خصومه في المنطقة، ولذلك دفع فشل عمليات الاستقطاب التنظيم لمحاولة تحرير مقاتليه المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، عندما شن نهاية شهر يناير الماضي هجوم على سجن الصناعة في محافظة الحسكة والذي يضم الآلاف من مقاتليه السابقين، لكن عملية التنظيم فشلت بعد مساندة التحالف الدولي لقوات "قسد" على الأرض.

العامل الخامس الأخير الذي ساهم في منع عودة التنظيم كمشروع سياسي، هو تراجع حالة الانتشار الواسع للسلاح، وخسارة التنظيم لكثير من مصادر التمويل التي كانت تصب في خزانته. عدم توفر السلاح كماً ونوعاً سوف يُجبر التنظيم على البقاء في حالة عسكرية تتناسب مع تلك الإمكانات، وهي حروب العصابات والاستنزاف.

وهذا النموذج من التكتيكات العسكرية يساهم في بقائه كمنظمة هدفها الإزعاج لا الإنجاز، أما عودته ضمن مشروع سياسي فتحتاج لكميات كبيرة من الأسلحة كالتي حازها بعد سيطرته على الموصل والتي ساهمت في تواجده كمشروع بين عامي 2014 وحتى سقوط الباغوز في 2019.

*محمد حسان باحث غير مقيم بمعهد الشرق الأوسط.

المصدر | مؤسسة كارنيغي

  كلمات مفتاحية

الخلافة سوريا العراق الباغوز قسد تنظيم الدولة حروب العصابات والاستنزاف مصادر التمويل السلاح