تواصلت السبت ردود الأفعال العربية والإسلامية المنددة بحرق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وسط دعوات بضرورة سن قوانين تجرم المساس بالرموز والمقدسات الدينية.
والجمعة، أقدمت مجموعة دنماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام، على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن.
ورفع أعضاء المجموعة التي تطلق على نفسها الوطنيون الدنماركيون، لافتات معادية للإسلام، ورددوا شعارات مسيئة له.
يشار إلى أن المجموعة كانت سبق لها الاعتداء على القرآن الكريم والعلم التركي أمام سفارة أنقرة لدى كوبنهاجن.
السعودية
وأدانت الخارجية السعودية عدم اتخاذ إجراءات لمنع تكرار حوادث التعدي على المقدسات الإسلامية، وآخرها ما واقعة الدنمارك
وأعربت الخارجية السعودية في بيان إدانتها بأشد العبارات هذه الأعمال الداعية للكراهية والعنف بين الأديان.
وحذرت في الوقت نفسه من تكرار هذه الأعمال المستفزة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، والتي تعد انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية.
العراق
كما أدانت وزارة الخارجية العراقية، السبت، الإساءة إلى القرآن الكريم وعلم بلادها أمام مبنى سفارة بغداد في الدنمارك.
وقال متحدث الخارجية أحمد الصحاف، إن "وزارة الخارجية تدين بعبارات شديدة ومكررة واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم وعلم جمهورية العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك".
وأضاف: الوزارة تؤكد التزامها التام بمتابعة تطورات هذه الوقائع الشنيعة، والتي لا يمكن وضعها في سياق حق التعبير وحرية التظاهر.
وأردف الصحاف: "تلفت الوزارة إلى أن هذه الأفعال تؤجج ردود الأفعال وتضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة".
وتابع أن "الوزارة تدعو المجتمع الدولي للوقوف بشكل عاجل ومسؤول تجاه هذه الفظائع التي تخرق السلم والتعايش المجتمعيين حول العالم"، مبينا أن "الوزارة تعبر عن قيم الدولة العراقية وأخلاق شعبها الكريم".
الأردن
واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية أن الواقعة فعل من أفعال الكراهية ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان.
وأكدت رفضها واستنكارها لهذه الأفعال والتصرفات "غير المسؤولة" التي تستفز مشاعر المسلمين، وتؤجج الكراهية، وتهدد التعايش السلمي.
وبينت أن تكرار مثل هذه الأفعال والتصرفات "العنصرية" يتطلب من المجتمع الدولي حشد الجهود للتصدي لها وعدم السماح بها.
ودعـت إلى "سن القوانين التي تجرم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية وتمنعها، والعمل على نشر ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك، وإثراء قيم الوئام والتسامح، ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية".
إيران
بدروها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء سفير الدنمارك للاحتجاج على الواقعة.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية قوله "يذكرنا حرق الكتب في أوروبا بعصور الجهل المظلمة... والصمت إزاء مثل هذه الجريمة الثقافية النكراء لن يؤدي سوى للعنف ومزيد من الإرهاب".
التعاون الإسلامي
من جهتها أدانت البعثة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، السبت، الواقعة داعية السلطات الدنماركية إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشدد بيان صادر عن البعثة أن الدفاع المستمر عن هذه الأعمال المعادية لإسلام والتقاعس لمنعها تحت ذريعة "حرية التعبير" يغذي بوضوح الإفلات من العقاب في هذا الشأن.
ودعا الدنمارك إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وتنفيذ القرار الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول كراهية الدين.
وأضاف: "من لا يرفعون أصواتهم رغم التعليمات الواضحة لمجلس حقوق الإنسان يفقدون مصداقيتهم بسرعة".
