بوتين يطمئن دول أفريقيا: سنعوضكم عن الحبوب الأوكرانية

الاثنين 24 يوليو 2023 07:56 ص

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، تضمينات إلى الدول الافريقية، بأنها ستعوض الحبوب الأوكرانية الموردة إلى القارة السمراء، في أعقاب إعلان الكرملين انتهاء العمل باتفاقية لتصدير هذه الحبوب.

وفي مقال نشره موقع الكرملين الإلكتروني باللغة العربية، بعنوان "روسيا وأفريقيا، : توحيد الجهود من أجل السلام والتقدم ومستقبل مزدهر"، قال بوتين: "أطمئن أن بلدنا قادر على تعويض الحبوب الأوكرانية على أساس تجاري أو مجاني، خصوصا أننا نتوقع مجددا محصولا قياسيا هذا العام".

ومن المقرر أن تفتتح قمة "روسيا ــ أفريقيا" الثانية و"المنتدى الاقتصادي والإنساني روسيا - أفريقيا"، الخميس والجمعة المقبلين، في مدينة سان بطرسبرج الروسية.

واعتبر أن اتفاق الحبوب الذي علقت بلاده مشاركتها فيه "لم يحقق هدفه الإنساني"، كما شدد على أن روسيا قادرة على استبدال أوكرانيا في توريد الحبوب للعالم.

ولفت بوتين، إلى أن حجم التبادل التجاري بين موسكو والدول الأفريقية زاد خلال العام الماضي، ووصل إلى 18 مليار دولار.

وأضاف الرئيس الروسي، أن الشركات الروسية تولي اهتماماً كبيراً للعمل في القارة الأفريقية في مجالات عدة، منها الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، والنقل، والتعدين، والزراعة.

وأشار إلى أن "التغييرات التي تحدث في العالم تتطلب منا البحث عن حلول تتعلق بإنشاء طرق نقل - لوجستية جديدة، وإنشاء نظام نقدي ومالي وآليات تسوية متبادلة آمنة وخالية من التأثيرات الخارجية السلبية".

وتعرضت روسيا لعقوبات مالية ومصرفية من الدول الغربية، عقب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، شملت إخراج البنوك الروسية من نظام التحويلات المصرفية العالمي "سويفت".

وأعرب الرئيس الروسي عن تفهم بلاده لأهمية الإمدادات الغذائية في التنمية و"الحفاظ على الاستقرار السياسي للدول الأفريقية"، ولذلك أولت موسكو اهتماماً كبيراً بتوريد القمح والشعير والذرة وغيرها من المحاصيل إلى البلدان الأفريقية.

وأفاد بوتين بأن روسيا قامت خلال العام الماضي بتصدير 11.5 مليون طن من الحبوب إلى أفريقيا، وقامت في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بتصدير ما يقرب من 10 ملايين طن أخرى، "على الرغم من العقوبات المفروضة على صادراتنا، والتي تعيق بشكل خطير بالفعل، تصدير المنتجات الروسية إلى البلدان النامية، وتعقد المسائل اللوجستية كالنقل والتأمين والمدفوعات المصرفية".

وتطرق الرئيس الروسي إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، قائلاً إن هدفه كان "ضمان الأمن الغذائي العالمي" و"مساعدة أفقر البلدان في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية".

واستدرك أن تلك الصفقة "تم استخدامها في الواقع وبلا خجل، من أجل إثراء الشركات الأميركية والأوروبية الكبيرة التي قامت بتصدير الحبوب من أوكرانيا وإعادة بيعها للدول الأخرى".

وتابع: "لكم أن تحكموا بأنفسكم.. على مدى عام تقريباً تم تصدير فى إطار الصفقة ما مجموعه 32.8 مليون طن من هذه المواد من أوكرانيا، حيث ذهب أكثر من 70% منها إلى البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي".

وزاد: "في حين أن نصيب بعض الدول مثل إثيوبيا والسودان والصومال وكذلك اليمن وأفغانستان، كان أقل من 3% من الحجم الإجمالي، بعبارة أخرى أقل من مليون طن".

واتهم "الأطراف الأخرى" بعدم الوفاء بأي من شروط الاتفاق الخاصة باستثناء الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة من العقوبات المفروضة، مشيراً إلى أنه من بين 262 ألف طن من الأسمدة الروسية المجانية المخصصة للبلدان المحتاجة والأكثر فقراً، والمحتجزة في موانئ أوروبية، تم إرسال دفعتين فقط (54 ألف طن)، "أما الباقي فلا يزال في أيدي عديمي الضمير من الأوروبيين".

واعتبر بوتين أنه لم يعد هناك جدوى من استمرار "صفقة الحبوب التي لا تحقق هدفها الإنساني"، واعتباراً من 18 يوليو/تموز تم تعليق تنفيذ الصفقة.

وأضاف أن موسكو قادرة على استبدال الحبوب الأوكرانية، "سواء على أساس تجارى أو على أساس مجاني، خاصة وأننا نتوقع مرة أخرى حصاداً كبيراً هذا العام"، مؤكداً أنه رغم العقوبات "ستواصل روسيا العمل بكل ما في وسعها لتنظيم توريد الحبوب والأغذية والأسمدة إلى أفريقيا".

وبشأن القمة المرتقبة، قال بوتين، إنها ستشهد مشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات ورجال الأعمال والعلماء والشخصيات الاجتماعية.

وتابع أنه بناءً على نتائج القمة، من المخطط اعتماد بيان شامل، وعدد من البيانات المشتركة، والموافقة على خطة عمل منتدى الشراكة روسيا ــ إفريقيا للفترة حتى عام 2026، موضحاً أنه يجرى إعداد حزمة مهمة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم الحكومية الدولية والمشتركة بين الوزارات والمؤسسات للتوقيع عليها، سواء مع الدول كل على حدة، ومع المنظمات الإقليمية في القارة السمراء.

وأكد بوتين أن علاقات بلاده مع إفريقيا تتمتع بجذور قوية، مشيراً إلى دعم موسكو الدول الإفريقية في التحرر من الاستعمار ودعم اقتصاداتها، إذ شارك الخبراء الروس في بناء أكثر من 330 منشأة كبرى للبنية التحتية ومنشآت صناعية حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، من بينها محطات توليد الطاقة وأنظمة الري والمؤسسات الصناعية والزراعية، كما "حصل عشرات الآلاف من الأطباء والفنيين والمهندسين والضباط والمعلمين الأفارقة على تعليمهم في بلادنا".

وأشار إلى التعاون في المنظمات الدولية مع الدول الإفريقية، والتزام موسكو "القضايا الإفريقية لها حلول أفريقية"، مؤكداً أنه "لم تكن هناك محاولة أبداً من قبلنا لفرض الأفكار" على الشركاء من أفريقيا، والمحافظة على "احترامنا لسيادة الدول الإفريقية وتقاليدها وقيمها ورغبتها في تقرير مصيرها بشكل مستقل وبناء علاقات مع الشركاء بكل حرية".

واعتبر أن روسيا والدول الأفريقية تجمعها "رغبة مشتركة في هيكلة نظام علاقات يقوم على أولوية القانون الدولي" والاعتراف بدور الأمم المتحدة، معرباً عن ثقته في أن "النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، الذي تم تحديد معالمه بالفعل، سيكون أكثر عدلاً وديمقراطية.. ولا شك أن أفريقيا، إلى جانب آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، ستأخذ مكانها الصحيح في هذا العالم، وتتحرر أخيراً من الإرث الثقيل للاستعمار القديم والاستعمار الجديد ورفض ممارساته الحديثة".

وأكد الرئيس الروسي إدراك بلاده للمكانة الدولية المهمة للدول الأفريقية، ودعمها إعطاء الدول الأفريقية "مكانة لائقة" في المنظمات التي تحدد مصير العالم، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ومجموعة العشرين.

ورأى بوتين أن "الوضع الحالي في العالم أبعد ما يكون عن الاستقرار. حيث نشهد كيف أن بعض البلدان تعمل على تعميق الصراعات القديمة الموجودة في كل منطقة تقريباً".

وذكر أنه تنفيذاً لقرارات القمة الروسية الإفريقية الأولى التي عقدت في سوتشي في أكتوبر 2019، تم إنشاء منتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا، ولجان حكومية دولية ثنائية بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي مع العديد من الدول في القارة السمراء، مضيفاً أنه سيتم توسيع شبكة السفارات والبعثات التجارية الروسية في أفريقيا.

وكشف عن التخطيط لمواصلة تدريب الكوادر الوطنية للدول الأفريقية، مشيراً إلى وجود حوالي 35 ألف أفريقي يدرسون في روسيا من بينهم أكثر من 6 آلاف طالب يدرس من خلال المنح الدراسية الروسية، مشيراً إلى العمل على زيادة تلك المنح سنوياً.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بوتين روسيا أفريقيا حبوب اتفاق الحبوب

ذا إيكونوميست: نفوذ روسيا يتضاءل في أفريقيا.. وأوكرانيا دخلت المعركة بالقارة السمراء

أوكرانيا تقر بعدم قدرتها على منع ضربات روسيا على منشآت الحبوب